لندوة (حق) ودعوتها لقيام تحالف لقوى السودان الجديد إسماعيل شمس الدين – مقيم في قطر [email protected] لعل ما يلفت النظر في هذه الندوة المشاركة الفاعلة من قوى المعارضة بالخارج وفي نُدوة تقام في العاصمة الخرطوم لا للطفرة التقنية فحسب ، بل لصورة التلاحم بين فصائل من بعض قوى المعارضة السودانية بعد أن اصبحت هذه الظاهرة مبشرة بعد أن تشتت قوى المعارضة بفعل تخطيط مُحكم من الانقاذ ومن خلال اللقاءات الثنائية بين الانقاذ وقيادات الأحزاب ، والمفاوضات التي كان طابعها العزل الشامل للقوى الوطنية حتى للمفاوضات في مواضيع مصيرية وجميل من السيد جبريل إبراهيم بنقده الذاتي عن تخلي الجبهة الثورية أثناء انتفاضة سبتمبر 2013 وهو سلوك ونهج كان قاسماً مشتركاً لجميع الأحزاب ، بعد أن تركوا الشباب يواجهون ويلات القهر ليسقط الشهداء والجرحى وسط حمامات الدم وقهر النظام وجور المحاكمات الارتجالية وسخرية قادة ولتهم الانقاذ في مراكز القرار وهم يطلقون الأكاذيبدون حياء بأن صور المظاهرات هي صور الربيع العربي في مصر . ومعذرة لكل الذين تركوا الشباب يلاقون مصيرهم لأردد لهم مقولة الشاعر السوداني الراحل المقيم أحمد محمد صالح: خلفت قومكم يلطمون خددوهم وفررت فعل الغادر الأفاك وانطلاقاً من دعوة السيد عبدالعزيز خالد لضرورة تحالف لقوى السودان الجديد وكلمات الاستاذة هالة عبدالرحيم بأن النظام فقد كل شعاراته ولم يتبقى له إلا أن يسقط ، وأن النظام يستمد قوته من ضعف المعارضة وتشتتها ، وبالنظر لمفاوضات القوى الثورية حاملة السلاح في مفاوضات الدوحة وأديس أببا بصورة ثنائية ،، فما الذي يجعلها بالتفاوض الثنائي ؟ أهو من أجل السلطة الزائفة ؟ وما الذي يجعلهم يدخلون قاعات التفاوض وفصائل المعارضة خارجها؟ لقد سئم الناس تحركات المعارضة وهي تتأرجح بين مغازلة السلطة والتشتت من أوصالها في الوقت الذي يثبت النظام أقدامه في سلطة مساحتها العاصمة المثلثة على الرغم من تفرق جمعه عام 1999 بخروج شقه الثاني المؤتمر الشعبي وفصل الجنوب عام 2011 والانقسامات في صفوفه من القادة المدنيين والعسكريين والاستخبارات ، وقد يتفق البعض بأنه يحتمي بالقوات المسلحة والأمن ، ولكن هذا يُثبت المقولة التي وردت في الندوة بضعف المعارضة وتشتتها هي التي تقوي النظام . ومع احترامنا لهذا الجمع المبارك فماهي آليات قوى السودان الجديد ؟ أهي عزل للقيادات الحزبية الطائفية ؟ ام عزل دعاة الاسلام السياسي؟ وما تفاصيل ومحتوى هذه القوى حتى يلتف الناس من حولها ؟ لقد طالت السنوات والخاسر الأول فيها شعب السودان يبحث عن الأمل في طواحين الهواء لو كانت قيادة التغيير من أحزاب الشتات الذين تفرقت بهم السبل ووجدوا في الانقسامات الداخلية مخرجاً لتفادي إحراجهم أمام جماهيرهم. والحق يُقال أن هذا الشعب يملك من المقومات التي تجعله قادراً على التغيير والثورة على حكم امتد 25 عاما عجاف وليس أدل على ذلك ثورة أكتوبر 1964 وانتفاضة أبريل 1985 وانتفاضة سبتمبر 2013 والغليان الذي يجول في وجدانه من غلاء الأسعار واستشراء الفساد ، وبالله التوفيق.