أستميح القاريء عذراً فى العود للكتابة عن سد الألفية . وقد لحظت غياب معلومات أساسية عن السد تعين الرأي العام ورجل الشارع علي متابعة الأخبار والمواقف . مؤخرا أشارت مصادر صحفية مصرية الى ان الحكومة المصرية تدرس مقترحا لتقديم طلب رسمى للملكة العربية السعودية ودولة الإمارات للتوسط بينها وبين اثيوبيا ( القاهرة استبعدت قطر). الاستثمارات السعودية فى اثيوبيا تبلغ 3 بليون دولار امريكى وهى الأضخم وتجىء بعدها الهند والصين وتركيا.الحكومة المصرية ستطلب من اثيوبيا عبر الوساطة المنتظرة التوقيع على اتفاق مشترك عن الخصائص التشغيلية للسد وسعته التخزينية وحجم المياه التى سيسمح بمرورها بانتظام بحيث لا تتأثر حصة مصر بالسالب من مياه النيل. تبلغ تكلفة انشاء سد الألفية 4.2 بليون دولار امريكى لإنتاج 6000 ميجاواط من الكهرباء.وتصاعدات درجة التوتر بين الحكومتين الإثيوبية والمصرية في يناير من هذا العام بعد رفض أديس أبابا طلب القاهرة وقف إنشاءات السد والتي اكتمل منها حوالي 30٪.وتعهدت القاهرة بحماية ما تصفه بحقوقها التاريخية فى مياه النيل الذي يجرى لمسافة 4130 ميلا من المنبع الى المصب وبعد الأطول فى العالم .وتضيف القاهرة ان السد سيحرمها من 20٪ من حصتها السنوية من ماء النيل- بعض مفسرى القران الكريم ذكروا ان النيل احد انهار الجنة. وقدت زرت انهار عديدة في مختلف أنحاء العالم لكننى لم أر مثل نهر النيل فى اتساعه ونقاوة مياهه وعذوبتها.ويعتمد حوالي 238 إنسان على النيل في حياتهم اليومية . وتحصل مصر والسودان علي حصة الأسد من مياه النيل. 55.5 بليون متر مكعب لمصر و18.5 بليون متر مكعب للسودان بموجب اتفاقيات تعود الى 1929 و1959. وتعد مصر بعدد سكانها الذي يبلغ 82 مليون الأقوى عسكريا من بين دول حوض النيل ال11 وهى: السودان ومصر وإثيوبيا ورواندا وكينيا ويوغندا وتنزانيا وبورندي والكنغو الديمقراطي وإريتريا وأخيرا جنوب السودان. وفى عام 2010 وقعت جميعها ماعدا السودان ومصر اتفاقية تعاون غيرت من قواعد اللعبة تماماً بحيث تتساوى فى الحقوق والواجبات . وأحدث موقف السودان الداعم لأثيوبيا نوعا من الصدمة للحكومة المصرية اذ كان حتي وقت قريب محسوبا تلقائيا مع وجهة النظر المصرية. ولا يعد الماء مشكلة او مصدر قلق استراتيجي للسودان لكن مصر بحق تعد هبة النيل . دراسة للأمم المتحدة نشرت العام الفاءت كشفت ان الدول العربية ستحتاج لتخصيص 200 بليون دولار امريكى خلال السنوات ال10 المقبلة لمقابلة احتياجاتها من المياه .وكما يقول الكاتب المصري المعروف محمد حسنين هيكل وهو يتحدث عن منطقة الشرق الأوسط ان تاريخها تحكمه ثلاث قطرات:قطرة ماء وقطرة دم وقطرة نفط.ومنطقتتا غير بعيدة فهل يصيبنا رشاش تلك القطرات؟ ونذر الصراع التى تتبدى فى الأفق والذى يصنف بانه ساخن حتى الان لكنه قد يتحول الى ملتهب فى مقبل الشهور القادمة. كويكرزتاون ، الولاياتالمتحدةالأمريكية.