لم يكن طريق الجبهه الإسلامية التى كانت تخطط فى الظلام إلى الإنقلاب على الديمقراطية فأمر عراب الإنقاذ د . الترابى مجلس شورى الإخوان المسلمين عناصره بالقوات المسلحة بالإستيلاء على السلطة بالقوة فأطاح " البشير" بالنظام الديقراطى في يوم الجمعة 30/يونيو1989 ليدخل السودان أسوه حقبه سياسية يمر بها البلاد فى تاريخية القديم و الحديث و فى ذاك الوقت قلنا (سترك يا رب) على لسان أهلنا بدارفور عندما تهون المصائب . الإسلاميين الذى جاءوا إلى السلطة فى السودان لتحقيق أحلامهم و أشواقهم المتعجرفة فى قيام دولة إسلامية مفروشة بالورود فشلوا فى إدارة البلاد السياسية والإقتصادية و العسكرية وفشلوا حتى فى حفاظ على وحدة البلاد التى ورثوها ،لأنهم ليس لديهم أي تصور للعلاقة مع الآخر خارج تنظيمهم و إيديولوجيتهم العقيمة و بدأوا مشروعهم الحضارى بالجهاد :- نشأت حركة الجهاد الإسلامي في السودان في اوائل التسعينات بواسطة عراب الإنقاذ د . الترابى جلهم كان ينتمي الى الحركة الإسلامية السودانية والتي بدأت ترسي مفهوم الجهاد والاستشهاد والمدافعة عن الدين والعرض والارض ضد الجنوبيين ابان ظهور الاتجاه الإسلامي لثورة الإنقاذ الوطنى انذاك . فظهرت عدة مجموعات جهادية لاحقا بمسميات مختلفة يرددون أناشيد و شعارات (تهليل تكبير) (هي لله هي لله) ( فى سبيل الله قمنا نبتغى رفع اللواء ، لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء ، فليعد للدين مجده ، او ترق منا الدماء ، او ترق منهم دماء ، او ترق كل الدماء) والمعلوم أن هذه الشعارات الجوفاء إختفت تماما عن أذهان الشعب السودانى و لم نسمع عنها إلا قبل إسبوع عندما قرر قائد ربان سفينة الإنقاذ د. الترابى بتلبية الدعوة بزيارة البرلمان حينها إستقبلوة بهذه الشعارات بالتمكين: - (الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) فقد السودان جل ممتلكاته وثرواته واصوله الثابتة فقد تم بيعها او خصخصتها للمشترى الجديد عضو التنظيم الاسلامى او المستثمر الخليجى حصراً لا سيما الاراضى الزراعية و بهذه الطريقة إنهارت إقتصاد السودان. قامت السلطة الجديدة التى ترتدى الزى العسكرى و بوجه ملتحى بتصفية الخدمة المدنية من كل ما لا ينتمى إلى تنظيم الإخوان المسلمين فشرعت فى تفصيل القانون الفصل التعسفى من العمل واسمته (قانون الصالح العام) شهدت كل مؤسسات الخدمة العامة امتد خنجر الصالح العام حتى القوات المسلحة والشرطة و تم عملية الإحلال و الإبدال أوساط المؤسسة العسكرية و أصبحت الجيش شبة (الباشبوزق ) ثم وصلت الفصل التعسفى حتى وسط اساتذة الجامعات والاطباء والصيادلة والمهندسين الزراعيين والدبلوماسيين بوزارة الخارجية ومدراء الادارات ورؤساء الاقسام بالوزرات ثم وصل الامر حتى فصل من وظائفهم فى اكبر عملية لتدمير الخدمة المدنية لبلد شهد البريطانيون المستعمرون السابقون ان الخدمة المدنية فيه كانت على نفس درجة الرقى والتطور والاداء فى المملكة المتحدة. ثم اتجه الجهاز الحكومى الى تدمير المشروعات الكبرى مشروع ساق النعام و سافنا بدارفور مشروع الجزيرة (2 مليون فدان) اكبر مشروى زراعى مروى فى العالم . وتدهورت حركة الرعى وتربية المواشى واضمحلت الثروة الحيوانية جراء الاهمال ، وضرب الجفاف مناطق كثيرة متفرقة من انحاء السودان وشهد السودان مجاعات فى مناطق مختلفة كان إعلام النظام الاسلامى يسمى المجاعة (بفجوة غذائية) أما عن التعليم حدث ولا حرج الجامعات تمنح الدرجات العلمية البكالريوس و الماجستير حسب ولائهم للنظام الحاكم و درجة الدكتوراة (اللحية ) هى الكفاءه و المعيار إمتدت سياسة الحكومة فى لعبتها السياسية الخطرة فاخذت تعبث بين القبائل بما استقر عليه السودانيين قبل ميلاد الدولة نفسها بغرض الدخول فى لعبة فرق تسد وصارت تشترى فى القيادات القبلية وتفتن منطقة ضد اخرى وادخلت البلاد فى صراعات فى جميع اقاليمها فى الشرق وفى الغرب وفى الجنوب التى إختارت ا النفصال وودعنا إخوة الجنوب التى كلنا نعتز بهم بثقافة الإفريقية بإعتبارها الأصل السودانى قبل الغزاة الذين سطوا على السلطة فى منذ 1956 ففى دارفور عندما قامت الحركات الثورية رافضا الظلم و التهميش الممنهجة التى مورست ضدهم منذ إستقلال البلاد و عندما عجزت المؤتمر الوطنى بالقضاء عليهم عسكريا شنت حرباً مهلكة على المدنيين ادت الى قتل حوالى 300 الف ونزوح قرابة المليون فى معسكرات اعدتها الاممالمتحدة ولاجئين يفوق عددهم المليون . وحتى بالأمس رفضت طلاب دارفور بالجامعات و خرجت بمظاهرات سلمية عارمة من جامعة الخرطوم بسبب التدنى الوضع الأمنى فى دارفور ، و إستخدمت مليشيات المؤتمر الوطنى ضد المتظاهرين بالزخيرة الحية و قتلت الطالب ابكر موسى لأنة من دارفور . أن هذه المأساة يتحملها أبناء دارفور فى الحكومة بقدر ما يتحمله النظام الفاسد و أبعد من ذالك ظلوا أشد قسوة من الحكومة التى اشعلت الحرب عندما طالبت حاملى السلاح وبحقوق اقليمهم فى العيش الكريم وإيقاف التدهور الاقتصادي الذى تسببت فيه الحكومة حين تقاعست عن القيام بواجباتها تجاه مواطنيها ووصف البشير المجموعات المسلحة بقطاع الطرق وسرعان ما اتسع نطاق الحرب لتعم الاقليم تلو الأخرى ثم بدأ النظام فاستعانوا ببعض ابناء القبائل الاخرى بعد تعبئتهم ضد المسلحين وبدأت الحرب تاخذ بعداً آثنياً وعرقياً بفعل سياسة النظام بغرض تعبئة القبائل ضد بعضها البعض ثم اتسع نطاق الصراع فى دارفور ليصبح السودان مختبر معملى تجرب فيه الدول تدريب صغار دبلوماسييها وحديثى العهد من موظفيها على كيفية التدخل فى الصراعات والإيهام بحلها وتحقيق قدراً من المصالح والنفوذ و النقود لتلك البلدان. [email protected]