شهدت جميع مدن السودانية ثورة شعبية عارمة و احتجاجات واسعة التى تنادى برحيل نظام المؤتمر الوطنى الذى جاء إلى سدة الحكم فى يونيو 1989 ، و يرى المحللون و المراقبون أن الإحتجاجات الأخيرة بسبب الزيادات فى المواد البترولية ، و لكن الثورة جاءت نتيجة السياسات الفاشلة للدولة و أن النظام الذي ظل24 عاما فشل فى إدارة شؤن البلاد و إنهيار تام لمؤسسات الدولة ، و قبل كل شئ يجب علينا أن نقر بأننا أمام دولة انهارت فيه كل المؤسسات و القانون ، و مفهوم الدولة الفاشلة أن يكون الدولة {مفككة} أو {المنهارة} ويقاس التدهور فى الجوانب الاجتماعية ، الاقتصادية ،السياسية ، القانونية و نجملها فى الآتى أولا:- غياب التنمية الاقتصادية ونهب ثروات الشعب السودانى على مدار ال 24 عاما بطريقة منظمة ، و تحولت النظام بأكملها إلى عصابات المافيوية ثانيا:- انتهاك القانون ، وحقوق الإنسان ، إنتهاكات صارخة للحريات بما أن حرية التعبير عن الرأى قيمة جوهرية لأى مجتمع ديمقراطى ثالثا:- اللاجئون والمهجرون ، هجرة الكوادر و أساتذة الجامعات و الإقتصاديون رابعا:- إنعدام الأمن –دولة داخل دولة- سيطرة مليشيات عسكرية مفاصل الجيش و بروز مليشيات بمختلف مسمياته حتى أرهقت ميزانية الدولة على مدار ال24 عاما ، واندلاع نزاعات مسلحة بين المركز و الهامش خامسا:- تدخل دول أخرى في الشؤون الداخلية من خلال دعم مليشيات عسكرية وشبه عسكرية مستغلين ضعف ووهن المؤسسة العسكرية السودانية ، كالاسلحة التى تقدمها إيران أو من خلال الاستعانة بقوات دولية أو بقوات حفظ السلام بسبب غياب هيبة الدولة سادسا:- فقدان شرعية الرئيس وفساد و وزراءه وغياب المحاسبة والشفافية وضعف الثقة بالمؤسسات سابعا :- تغليب النظام السياسي لصالح أقلية أو أيديولوجية معينة يوفر لها حقوقاً على حساب الأكثرية المحرومة ثامنا :- وجود تراجع {إنهيار} اقتصادي حاد واختلال في الميزان التجاري السودانى وضعف في سعر صرف العملة المحلية وانخفاض في معدلات الاستثمار وهبوط في الدخل الإجمالي تاسعا :- تدهور حاد في تقديم الخدمات العامة للجمهور عاشرا :- فشل الدولة في التعامل بفاعلية مع المجتمع الدولي، الرئيس و وزراءة ملاحقون بواسطة المحاكم الجنائية الدولية و لذا يتحم على الشعب بثورة عارمة وإقتلاع النظام الفاسد برمتتها و هى نظام شمولى ، دكتاتورى ، و على المؤسسة العسكرية أن ينحاز لخيار الشعب و ليس لحماية اللصوص و برحيل النظام سيعود كل المؤسسات لسيرتها الأولى بدءا بالمؤسسة العسكرية السودانية التى ظلت تقاتل فى حروب أشبة بالمغامرات غير محسوبة العواقب ، فى حين أعلنت الجبهة الثورية ستضع حدا للقتال برحيل النظام و تدخل فى الحوار السلمي للوصول فى القضايا العالقة إما عن القوى السياسية المعارضة عليهم المضى قدما نحو إسقاط النظام و أن لا يلتفوا إلى تصريحات زعيم حزب الأمة الصادق المهدى و هو جزء من النظام بطريقة أو أخري عندما زج أبناءه فى النظام المتهالك و ظل يتلاعب بمصير شعب السودانى الذي قال كلمته {إرحل} بالإشارة لنظام متتهالك ، و عندما قال المحتجون { الشعب يريد إسقاط النظام } أطل زعيم الأنصار الصادق المهدى قال {نريد بديل النظام} أن هذا الرجل مصاب {بالوسواس القهرى} ،لا مجال لتلاعب بالألفاظ الفلسفية عندما قدم الشعب مئات الشهداء . و عندما صرح النظام و على لسان نافع على نافع أن { أهل السودان لا يريدون رموز أحزاب المعارضة مثالا يقتدى للهوى الذاتى و الضلال } و إن أى تدابير يراد بها تغيير النظام مكشوفة لدينا بالإشارة لصادق المهدى لأن النظام بات يدفع للإمام بالسخاء . و أن النظام لا يريد شيئا سوى البقاء جاثما على صدور الشعب من دون أى تغيير فى بنية الحكم ل24 عاما . ولا أحسب أن السودانيون نسوا سنوات الإنقاذ ال24 عاما إعتمد النظام كليا على القبضة الأمنية و أساليب القمع و بيوت الأشباح فأعدم و عذب و سجن وكمم الافواه فى سبيل بقاءه فى السلطة ، و ولا أحسب أن الشعب ظن يوما أن لزعيم الأنصار لديه قاعدة عريضة يمكن الخروج فى المدن السودانية لتطيح به شريكة البشير عبدالرحمن فضل/ إنجلترا Fadul Tom [[email protected]]