(1) نحن الكبار وبالتأكيد معنا الصغار يتسمرون أما شاشات التلفزيون ليتابعوا الصراع بين القط (توم) والفأر (جيري).. والسودانيون أمام شاشات السياسة السودانية ليتابعوا الصراع بين الزعيم القبلي موسى هلال ووالي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر.. ذلك الصراع الذي يجمع بين الكوميديا والتراجيديا.. و(توم آند جيري) رسوم متحركة كرتونية كوميدية، أنتجت بين أعوام 1940 إلى عام 1967.. وكما هو معلوم أن موضوع الحلقات يكون بمحاولة توم أن يمسك بجيري كي يعده كوليمة ويأكله لكن جيري يهرب دائما ويراوغه ويقوم باستفزازه.. بنيت شخصية توم على أساس أنه حاد الطباع ومرفّه أما الفأر جيرى فهو انتهازى ويعتمد على ذاته بالإضافة إلى امتلاكه قوة كبيرة مقارنة بجسمه كما أنه يملك ذكاءً حاداً مما يعطيه ميزة كبيرة على توم وتتشابه الشخصيتان في ميولهما السادية.. هلال يشترط، هلال يشترط، إقالة كبر حتى ينزل من جبل المغاضبة ويمارس العمل السياسي وكبر يقسم بالأيمان المغلظة أنه لن يترك منصبه ولو انطبق الأخشبين.. مقرب من هلال يعلن طرد مجموعة هلال لمعتمد محلية السريف بولاية شمال دارفور، ويقر بوجود اتصالات بينهم وبين الحركات المسلحة.. المنطق يقول بعدم الاستجابة لطلب هلال ليس لأن كبر والٍ منتخب فحسب ولكن لأن الاستجابة للطلب أمر يمس سيادة الدولة.. في نفس الوقت على الحكومة الجلوس مع هلال ومعالجة إشكالاته.. أذكر هنا دعوات رئيس السلطة الإقليمية بدارفور التيجاني السيسي المستميتة ببسط هيبة الدولة في دارفور.. إذن غياب هيبة الدولة السبب الرئيسي في صراع توم آند جيري فمتى تبسط الدولة هيبتها؟. (2) على مدى عدة ساعات تابعت أمس بصحبة عدد من الزملاء اجتماع مجلس وزراء ولاية الخرطوم رقم (10) للعام 2014 المخصص لإجازة المخطط الهيكلي للنقل والمرور.. عرض شامل وممتع قدمته وزارة البنى التحتية للمخطط من 2010 وحتى 2035 لكن ليست القضية في ذلك العرض الجميل الذي شاهدنا مثله كثيرًا في حرم حكومة ولاية الخرطوم، لكن القضية في تنفيذ تلك الأحلام وتوفير الأموال الطائلة.. عدم إحاطتنا الفنية بالأمور الهندسية قد لا تتيح لنا تفنيد هذه الخطة لكن أهم ملاحظة لدي، خلوها من التخطيط للأنفاق سواء كان لمعالجة التقاطعات أو استخدامها في مشروعات مترو الأنفاق.. لكن تساؤلاً ملحاًً أمسك بتلابيبي وهو هل تم استبعاد خيار إنشاء عاصمة جديدة؟ أم هل تكلفة إنشاء عاصمة جديدة أكبر من تكلفة تأهيل العاصمة الحالية؟.. (عشرة على عشرة) التنظير في ولاية الخرطوم لكن التطبيق العملي يكاد يلامس معادلة (صفر على عشرة). [email protected]