alsir osman [[email protected]] باعلان السياسة الأمريكيةالجديدة تجاه السودان، تدخل البلاد فترة جديدة من تطورها السياسي، من خلال مواقف محددة أصبحت مقرة من الحكومة الأمريكية، تتلخص السياسة الأمريكية في الاتي: 1- انهاء الصراع ووقف انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب والابادة الجماعية في دارفور. 2- تنفيذ اتفاقية السلام الشامل. 3- ضمان الا يكون السودان ملاذا آمنا للارهابيين. وتري الادارة الامريكية أن السودان اصبح في مفترق الطرق: اما أن تتحسن حياة الشعب السوداني او تتحول الي صراع اكثر عنفا، كما تتخوف الادارة الأمريكية علي مصالحها في المنطقة في حال انفجار الأوضاع في السودان، كما وصفت الادارة الأمريكية أن ماحدث في دارفور(ابادة جماعية). كما قدمت الادارة الامريكية مقترحات لتحسين الأوضاع في دارفور والجنوب ومشاكل ترسيم الحدود وقيام انتخابات حرة نزيهة وتنفذ اتفاقية السلام وحل عقبات الاحصاء السكاني والاستفتاء. كما استخدمت الادارة الامريكية سياسة (العصا) و(الجذرة) او الترغيب والترهيب لتنفيذ مقترحاتها، كما طالبت حلفائها بممارسة ضغوط اكثر من أجل الحل الشامل لقضية دارفور وتنفيذ اتفاقية السلام (وممارسة الضغوط علي أي طرف غير جاد من جانب الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي). ومن جانب آخر تجئ سياسة الادارة الامريكية بعد مؤتمر جوبا الذي عقد في سبتمبر2009م الماضي وشاركت فيه كل القوي السياسية (عدا المؤتمر الوطني والاحزاب المتوالية معه) وصدر عنه اعلان جوبا الذي تضمن محاور: 1/الاجماع الوطني 2/المصالحة الوطنية 3/ اتفاقيات السلام والسلام الشامل 3/ أزمة دارفور 4/التحول الديمقراطي 5/ الوضع الاقتصادي والاجتماعي. ورغم النقاط المشتركة في السياسة الامريكيةالجديدة واعلان جوبا مثل: تنفيذ اتفاقية السلام حتي يتم تحقيق الوحدة الجاذبة والحل الشامل والعادل لقضية دارفور وتهيئة المناخ لقيام انتخابات حرة نزيهة في السودان، الا أن من دلالات مؤتمر جوبا أنه أكد : من الممكن أن يحل السودانيون مشاكلهم بأنفسهم ويصلوا لحلول نابعة من واقعهم دون تدخل خارجي، وكما أكدت تجربة شعب السودان انه في اللحظات الحاسمة من تاريخه تتداعي كل القوي السياسية علي اختلاف مشاربها السياسية والفكرية لانقاذ البلاد من التدهور والدمار كما حدث في مؤتمر جوبا 1947م، واعلان الاستقلال 1956م وثورة اكتوبر 1964م وانتفاضة مارس- ابريل 1985م، كما أكد المؤتمر فشل الحل الثنائي وضرورة الحل الشامل وهذا ما أشارت اليه الادارة الامريكية في سياستها الجديدة بشكل أوآخر(لدفع عملية السلام والأمن في السودان يجب التعامل مع حلفاء ومع اولئك الذين لانتفق معهم، وينبغي الا تحصر الولاياتالمتحدة جهودها الدبلوماسية علي حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية الجماعات المتمردة الرئيسية في دارفور) وهذا يؤكد ضرورة اشراك كل القوي في حل مشاكل البلاد، هذا وقد شكل مؤتمر جوبا خطوة في ذلك الاتجاه. ولكن السياسة الأمريكيةالجديدة لم تكن واضحة في قضية التحول الديمقراطي باعتباره من الركائز الأساسية لانفاقية نيفاشا ولتمهيد الطريق لانتخابات حرة نزيهة، كما انها لم تدفع حول قضية وحدة السودان باعتبار ذلك صمام الأمان لاستقرار المنطقة، ذلك أن انفصال جنوب السودان سوف يفتح الطريق لتفكك السودان الذي ظل موحدا لحوالي قرنين من الزمان ويدفع باتجاه انفصال دارفور والشرق..الخ، هذا فضلا عن انفجار المنطقة بحكم وضع السودان كجسر يربط بين القارة الافريقية والعالم العربي ودوره في منطقة القرن الافريقي، وبالتالي، فان وحدة السودان الطوعية والديمقراطية تشكل عاملا مهما في استقرار المنطقة. علي أن دلالة السياسة الأمريكيةالجديدة تجاه السودان تكمن في زيادة الضغط الخارجي الذي عاملا مساعدا في حل الأزمة، ولكن العامل الحاسم في الحل هو العامل الداخلي ونهوض الحركة الجماهيرية في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ البلاد من اجل وقف التدهور ووحدة البلاد وتحسين الاحوال المعيشية والتنمية والحل الشامل والعادل لقضية دارفور والتحول الديمقراطي وضمان قيام انتخابات حرة نزيهة تقتلع الشمولية الديكتاتورية من الحياة السياسية السودانية، هذا وقد شكل مؤتمر جوبا خطوة في هذا الاتجاه.