(1) قطع إبراهيم غندور مساعد الرئيس حبل صمته أمس وصرح لوكالة الأنباء الفرنسية مؤكداً أن وجود قوات جنوب السودان في أبيي "غير مؤات للسلام وقد يخلق مشكلات أخرى".. غندور السياسي الحصيف هل أبلغ الحكومة بأن هذا الوقت هو أفضل وقت لحل قضية أبيي.. هل يعتقد غندور أن كلام الأمنيات واللغة الدبلوماسية من شأنه أن يخرج قوات الجيش الشعبي من أبيي.. إن لم يجد بيان مجلس الأمن فتيلا فلا يمكن أن تأتي لغة غندور بشئ مفيد.. بيان مجلس الأمن الدولي تضمن عبارات قوية أدانة دخول (660) عنصر من الجيش الشعبي لمنطقة أبيي.. أرجو أن تكون عبارة غندور: (سنحاول استخدام كل الوسائل السياسية والدبلوماسية والاتحاد الإفريقي سبيلا لذلك)، معدة فقط للأستهلاك السياسي وليست نهجاً اتبع لاخراج قوات الجيش المعتدية من أبيي.. قبل أسبوعين جاء وزير الدفاع الجنوبي وحدثنا عن أن الانفصال سياسي ليس إلا وأن الوقت جاء لرد الجميل وبحث أول ما بحث فتح الحدود لتنساب السلع إلى الجنوب لكن لم يحدثنا عن أبيي ولم تسأله الحكومة عن قواته المعتدية، لكني أرجو أن تكون قد سألته خلف الكواليس حفاظا على مشاعره وإكراما لوفادته!!. (2) جدل كثيف ثار الأسبوع الماضي في السودان حول قضية ذات أبعاد أمنية خطيرة على البلاد مرتبطة بجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد).. المحرر الأمني لصحيفة (تايم أوف إسرائيل) أقر بخبر اعتقال جاسوس لصالح إسرائيلي في الخرطوم وكتب جابريئيل فيسكي يقول أن الموقوف السوداني تم تجنيده وتدريبه كجاسوس لإسرائيل اثناء وجوده في إسرائيل ضمن لاجئين سودانيين في إسرائيل في وقت سابق قبل عودته إلى السودان ولا ينفصل النشاط الإسرائيلي في السودان عن كيمياء العلاقة بين شطري الوطن الذي تجزأ إلى جزئين، إذ لجأ كثير من المواطنين في جنوب السودان إلى إسرائيل في فترات سابقة ووجدت فيهم بيئة ملائمة لتجنيد جواسيس لصالحها، ومازال المواطن الجنوبي يتحرك بحرية في السودان دون أن تجد حركته أي عوائق ولا يتم التعامل معه كشخص أجنبي.. إن استهداف إسرائيل للسودان مسألة تاريخية اتخذت أشكالا متعددة وغارات شرق السودان تعتبر الأعنف والأكثر سفورا.. كانت أول زيارة يقوم بها سلفاكير رئيس حكومة جوبا بعد الانفصال إلى اسرائيل، ولم تكن سوى تحصيل حاصل، فقد رعت إسرائيل التمرد فى الجنوب منذ البداية، فقد تدرب كل القادة العسكريين الجنوبيين في إسرائيل كما أن الخبراء الإسرائيليين منتشرون في مختلف المرافق والأجهزة الحكومية بدولة الجنوب الوليدة، والشركات الإسرائيلية تهيمن بالكامل على صناعة الفنادق وبعض المشروعات الإنشائية الأخرى.. ما ميّز تلك الزيارة أنها أول زيارة معلنة إلى إسرائيل.. سلفاكير قال بحضور الرئيس الاسرائيلى شمعون بيريز: (لقد وقفتم إلى جانبنا طوال الوقت، ولولا الدعم الذى قدمتموه لنا لما قامت لنا قائمة)!!.. كلام سلفاكير كان تعليقا على قول بيريز إن علاقة بلاده بقادة انفصال الجنوب بدأت أثناء حكومة ليفى اشكول في منتصف ستينيات القرن الماضي عندما كان بيريز نائبا لوزير الدفاع.. سبقت زيارة سلفاكير وعقب إعلان الانفصال مباشرة زيارة قام بها وفد إسرائيلي برئاسة نائب رئيس الكنيست داني دانون إلى جوبا. آخر الكلام: فاروق أبوعيسى يحوّل زيارة إجتماعية إلى اتفاق لتفكيك النظام، آه يا مفتري.. من يفكنا من خطرفات أبو عيسى؟. [email protected]