وزارة الري أكدت وجود نقص كبير في إيرادات المياه الراي العام: حذر وزير الزراعة، الدكتور عبد الحليم اسماعيل المتعافي، من فجوة غذائية محتملة ستواجه البلاد العام المقبل،وتوقع فجوة محدودة خلال ما تبقى من العام الجاري، مبدياً استعداد وزارته لتفادي ذلك بفتح الباب لاستيراد الحبوب ، بينما كشفت وزارة الري عن نقص كبير في ايرادات المياه بسبب قلة معدلات الأمطار في الأحواض المغذية للنيل. وقال المتعافي، أمام البرلمان أمس، ردا علي تأكيدات نواب ببروز مؤشرات للمجاعة في عدد من مناطق السودان، ان وزارته ستقوم بإرسال فرق احصاء الي الولايات لتقدير الانتاجية والانتاج، واكد ان التقديرات النهائية ستكون جاهزة مطلع يناير القادم، وأضاف "بعد التقييم الدقيق عقب شهر ديسمبر اذا ثبت وجود حاجة سنتحرك وسنقوم باستيراد الحبوب"، واكد ان وزارته ليست منزعجة للفجوة المحتملة، وستعمل علي تفادي اي نقص هذا العام ،وقال نتوقع اذا حدثت اية فجوة ان تكون محدودة ومقدور عليها ، لافتاً الى ان المشكلة ستكون العام المقبل "ولا بد من التفكير والتحسب للامر". وأقر المتعافي بوجود مشاكل هيكلية متراكمة في القطاع الزراعي، وقال لدي رده علي مسألة حول توقعات موقف الانتاج في الموسم الصيفي، سنركز مستقبلا لنجعل القطاع المروي هو الضامن للأمن الغذائي، وتوقع ان تنخفض الانتاجية لهذا الموسم خاصة في القطاع المطري لضعف الأمطار، وقال لا بد من التحوط مستقبلا بالتركيز علي ادخال تقانات حصاد المياه علي نطاق واسع بجانب التوسع في استخدام تقانة الزراعة بدون حرث، وتأهيل بنيات الري، وأوضح ان الموسم الصيفي تأثر بضعف هطول الامطار كما وتوزيعا وتوقيتاً، وقال "تأثرت خطة الموسم الصيفي في المشاريع المروية الكبري بمشاكل في الري وتجهيزات الصيانة". وبشأن التمويل، ذكر الوزير ان حجمه من قبل البنك الزراعي يقدر بنحو 900 مليون جنيه، وأشار الي تعثر التمويل في بداياته بسبب التزام البنك بعدم تمويل من لم يسدد بنسبة 100% للموسم السابق، وعزا الانخفاض في التمويل عن العام الماضي لعدم السداد. من جهته، اكد وزير الري، كمال علي، وجود نقص كبير في في المياه مما اثر علي المشاريع الزراعية المروية، وعزا الأمر الي قلة معدلات الامطار في الاحواض المغذية لروافد النيل، لكنه اكد ان وزارته اوفت باحتياجات الري رغم ذلك، ونفي وجود مساحات تذكر متأثرة بالعطش بمشاريع حلفا والرهد والسوكي، لكنه ذكر وجود بعض المساحات المتأثرة بالعطش في مشروع الجزيرة، وأرجع ذلك لعدم الانضباط بنظام الري وتجاوز المساحات المتفق عليها بأكثر من 30%، بجانب مشكلات بسبب الاطماء. إلى ذلك وصف اتحاد مزارعي السودان، الحديث عن الفجوة الغذائية بالبلاد، بأنه حديث غير موضوعي، لكنه أقر في الوقت ذاته بوجود بعض المشكلات التي اعترت سير العملية الزراعية ببعض الولايات. وقال نائب رئيس اتحاد المزارعين، غريق كمبال، ان هناك مشاكل صاحبت العمليات الزراعية في عدد من الولايات مثل النيل الأبيض، سنار، دارفور، لكنها لا تعنى أن هناك فجوة غذائية بالبلاد. وقال للمركز السوداني للخدمات الصحفية ان الزراعة التقليدية غطت على ما اسماه الفجوة في المحاصيل الأخرى، ورأي ان اوان الحديث عن نقص في الغذاء لم يأتِ بعد، وان الجهات التي أكدت على وجود الفجوة تعتبر غير مختصة بالجوانب الزراعية، مشيراً إلى ان الموسم لم ينته بعد، وان موسم الحصاد لم يبدأ.