هذه القصيدة كتبتها للمشاركة في مساجلة بين شعراء سودانيين وموريتانيين، وسببها أن أحد الوزيرات الموريتانيات إسمها (الناها ) قد زارت السودان في شهر نوفمير من العام 2009 ، ومعها وفد رفيع المستوى لتمتين جسر الصداقة والوصل بين البلدين الشقيقين ، وكان بين الوفد سفير موريتاني يسمى (باباها) وقد كتب مع صديق له سوداني قصيدة مشتركة أسمياها (قصيدة جسر الوجدان بين شنقيط والسودان ، ثم تداولت القصائد المساجلات متمثلة في هذه السيدة كرمز للمحبة بين السودان وديار شنقيط، حتى صارت مساجلات عدة وشهيرة بين السودان وموريتانيا . وهذه القصيدة كلفني بها أحد الأخوة الدبلوماسيين في بريتوريا ، لاكتبها على لسانه ، وارسلناها للمشاركة في تلك المساجلات ، حبا لشنقيط ، ولناسها ورمالها ، وتلالها ، لمقائلها وأصائلها ، لمرابعها ، لمراتعها ، لشوراعها ، لمنابعها ، لشواديها ، لنواديها ، ، لمنابرها ، لمنايرها ، لصباياها ، لمزاياها ، حبا يكنه كل سوداني بنفس التوق والشوق لإنسان شنقيط . وجزء من القصيدة يصف مقدم السيدة الناها .. ومرورها من مطار الخرطوم للقصر الجمهوري ------- حياك شنقيط من وجدان تواهٍ صبٌ تعلق بالصحراء أو تاها فدارُ شنقيطِ حيا الله مطرحَها فالرب باركها والرب سواها والصبُ حباها ما أنبل العُربِ من شنقيط إذ نسبوا خير البرية أنجبها فزكاها وأكرم الناسُ في شنقيط إذ سُئِلوا ونفس شنقيط بين الناس أسماها وللشناقيط قدود يُوسمون بها ما طال كالنخلِ أو ما مال حاكاها فكالجياد أصيل الجد والدها وكالنياق حثيث الوطيء ممشاها وللشناقيط وجوه يُعشَقون بها ثغرٌ نضيد ونور البدر حفاها وبالعيون غضيض الطرف كاحلها وبالشفاه شفيف الورد غطاها ولون شنقيط بين الناس أعرفه ما سال تِبرٌ وما مرت صباياها كالبدر حسنا ولون الرمل عفّره والشمس ترفل في صبح بأضواها ***** من دار شنقيط جاء الرهطُ في حُلل كانت تمثله بلقيسه (الناها) كانت تمثلهم والقوم من سبإ والهدهد الشادي غنى فناجاها فالقصر ضيّفها من جنح طائرة كشفت محياها ضاءات ثناياها ، بثت حناياها من ثغر مفتنها أهدت تحاياها والخَلقُ أكمُله ما كان أمهله حتى يمر مسير السيدة (الناها) فالمشيُ في خبب والثوب في طرب والعين في عجب والحب يغشاها كاللحظ في عجل والقلبُ في وجلٍ والحبُ في خجل ٍ والشوقُ يبراها مرت على فرُش من سندسٍ حُمرٍ واستبرقٍ خُضُرٍ والورد غطاها بانت ضفائرها غنت سرائرها من عزف موطئها فأخضّر ممشاها ضمت مسائرها لمّتْ مداثرها خفّت مواطئها فالعرش في شبه بالعرش تعرفه والماء في طرب ظنت سيغشاها والنيل من عجب من شطه شَبِِِقا إمتط حياها وهائج الموج في الشطين مؤتلقا بالحب معتلجا بالتوق مختلجا بالقَطْر بلًاها ويطهرُ الماءُ ما إن تستريح به وينتشي الموجُ حتى فاض ضماها ويلثمُ الماءُ أطرافا منمنمة بالطُهرِ دانية بالحب حانية والشوق يرعاها سيرسم الشطُ تمثالا لها وَلِهاً في صفحة الماء تخليدا لمثواها ففي الخرطوم أضحى النيل يعرفها وفي السودان أحي الناسُ ذكراها **** خَبّر صديقتنا من قبل مرجعِها إني شُغفت وقد أخبرت (باباها) إن قصّر الدهرُ أو طال المدى أبدا فسوف آتي على صهوات ذكراها وأقضيَّ العمر في شنقيط ما بقيت منهم ديارٌ وما ناخت مطاياها فإن حللْتُ فنفسي فيها أسرِجُها حتى تضيءَ مع أنوار محياها وأحلامي بجوف الرمل أزرعها ، وباقي أيامي على شنقيط أحياها فإن رجعت فروحي فيها أتركها وإن بقيت ففي شنقيط أنساها **** الرفيع بشير الشقيع [email protected]