بسم الله الرحمن الرحيم وجدتنى – عند سماعى – هذه الأخبار المخيفة والمآسى (الخرافية!) عن موت مئات من أبناء المسيرية فى حرب دولة جنوب السودان الأهلية والتى مشت (بأظلافها!) المتشققة الى داخل أراضى السودان الشمالى ، وجدتنى أخرج عن (طورى!) وأخرج من (أسوار!) منزلى وأخاطب المجهول : مافى زول بيقول (لا!) ده غلط !؟ ... يا أهلى الأشاوس يا مسيرية ، نحن (ماناقصين!) فحفرة (أبيي) تبتلع شبابنا كل يوم ، فى الخريف والصيف ! ... (خلونا!) عند ابيي ! كيف أثر فى خيالنا مشار (الدجال!؟) حتى نكون وقوداً لحرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل كان من الممكن أن نبتعد عنها ونصفق ، مصداقاً لقول المثل الشعبى ... أبعد عن الشر وغنى له !. مات المسيرية (بالجملة!) ولم يقع بصرى على خبر ، فى كل صحف السودان التى قرأتها من (يعلق!) على هذه المآسى ! ... أخطأ (المراحيم !) ولكن : أذكروا محاسن موتاكم ! فهم جزء أصيل من تراب هذا الوطن ... من مجتمع هذا الوطن ، كانوا بالامس (وهم!) اليوم (وهم!) غداً خير من (يسد!) ثغرة الوطن فى حدوده مع دولة جنوب السودان الوليدة (بحر الغزال الكبرى – أعالى النيل الكبرى ) . أتوجه – وكلى حزن – إلى المثقفين (قادة وإعلاميين ومعلمين !) من أبناء المسيرية وأقول لهم : كفى! طفح الكيل ! أوقفوا هذا الهرج وهذا (الذُل!) ... أوقفوا هذه (الفضائح!) جاء الوقت : أن تتناصحوا وأن (تُسيروا!) حملات توعية ونصح إلى اهليكم فى (ديار!) المسيرية ... حملات لا تتوقف ، صيفاً وخريفاً وشتاً ! . وأنتم (يا مفكرو! ) السودان ، ماهذا (الصمت!) الرهيب والدماء تسيل - فى شكل – يومى هناك فى أرض المسيرية !؟ حسيث يموت الناس ، شيباً وشباباً والأنعام (تنفق!) ظماً وجوعاً ... والأخطر ! ... الذى يشيب له الوجدان : تترمل النساء ويكثر الأيتام الذين يتحولون الى (شماسة!) . زحف علينا (جيل!) من المشردين ، المصاطيل والسكارى ! وبلغة (راقية!) هم فاقد تربوى فاتهم قطار التعليم ... فاتهم الخلق والأخلاق الرفيعة ... فاتتهم (نكهه!) الراتب بعد عنا وكد ! يؤسفنى أن أقول هذا: لم يجد (إنسان!) قبلية المسيرية (حمر وزرق!) أدنى إهتمام وعناية من كل حكومات السودان التى تعاقبت على حكمه طيلة (58) عام ، هى عمر السودان المستقل غير تشجيعهم على قتال (الجنوبيين!) وبدون سبب (عقلانى!) ومنطقى يذكر ! ... لا زلت أذكر : أهازيج الفرح والزغاريد ، حتى ينسى الإنسان نفسه ، عند كل (قطار يُجهزه!) قوات المراحيل وقائدهم المدعو (الجنيد) ! ... يعود القطار (المشؤم!) لترتد الزغاريد على أعقابها ويحل النواح ! نساء ثكلى ... أباء تبتل (لحاهم!) من الدموع فى فقد أبناءهم (وبالكوم !) . عفا الله عما سلف ! نعم ، أن نعود إلى (رشدنا!) خير من (الا!) نعود ! ... هيا يا سودانيون ، فى الشمال والجنوب والشرق والغرب إلى (نجدة!) ذويكم من المسيرية من : جهلهم ، مرضهم ، فقرهم (وسفههم!) ... هيا الأن قبل غد ، فرحلة الموت – موت المسيرية – تهدد (خريطة!) الجتمع السودانى ...غفر الله للاموات فى (حفرة!) بانتيو التى لا ترحم ! إن لله وإنا إليه راجعون ... وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .. وان لا عدوان إلا على الظلمين . إلى اللقاء ... بهدوء حامد ديدان محمد