كتاب وتعليق كتاب: "المافيا الاسلامية" تعليق: الامريكيون المتطرفون واشنطن: محمد علي صالح في الاسبوع الماضي، عقد اربعة اعضاء من الحزب الجمهوري في الكونغرس مؤتمرا صحافيا قالوا فيه ان هناك "جواسيس مسلمين" داخل الكونغرس. وان اغلبيتهم مساعدون ومعاونون، شبان وشابات، ساعدتهم في العثور على هذه الوظائف منظمة "كير" (مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية) في واشنطن. وفي المؤتمر الصحافي طلب الاعضاء الاربعة، وكلهم من الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري، من رئيس شرطة الكونغرس التحقيق مع هؤلاء "الجواسيس"، ومع منظمة "كير." وايضا، طلبوا ذلك من وزير العدل ومن مكتب التحقيق الفدرالي (اف بي آى). وفي نفس يوم الاتهامات، صدر كتاب كتبت مقدمته واحدة منهم. اسمها: سوزان ميريك، من ولاية نورث كارولينا. واسما مؤلفي الكتاب: ديفيد غوباتز، وبول سبيري. واسم الكتاب: "المافيا الاسلامية: داخل الحركة السرية تحت الارض التي تتآمر لاسلمة امريكا." بالنسبة لبول سبيري، ليس هذا اول كتاب كتبه انتقد الاسلام والمسلمين. تخصص في الموضوع، وكل سنتين يكتب كتابا عنه: اول كتاب، قبل اربع سنوات: "سياسة النفط الخام: كيف خطفت شركات النفط الحرب ضد الارهاب" (اقنعت الرئيس السابق بوش الا يضغط على السعودية، او يضربها، بعد هجوم 11 سبتمبر الذي اشترك فيه احد عشر شابا سعوديا. اي ان بوش كان يجب ان يضغط على السعودية، اويضربها). ثاني كتاب، قبل سنتين: "التغلغل: كيف انتشر جواسيس ومتأمرون مسلمون داخل واشنطن؟" (بصرف النظر عن المسلمين المتطرفين، حذر الكتاب من "الذين يسمون انفسهم مسلمين معتدلين"، ويريدون تغيير "المبادئ الاخلاقية المسيحية اليهودية"). ثالث كتاب، في الاسبوع الماضي، بالاشتراك مع ديفيد غوباتز، خبير في "مقاومة الارهاب"، هو "المافيا الاسلامية." وجزء كبير من الكتاب عن منظمة "كير" التي وصفها الكتاب بأنها "ليست الا ستارا لجمعية الاخوان المسملين، الخطيرة والعصابية" (من هنا جاء اسم "المافيا الاسلامية"). يكسو اللون الاسود غلاف الكتاب، ما عدا ضوء يظهر فيه ظل رجل (ليس الرجل نفسه) وظل قنبلة (ليست القنبلة نفسها) يحملها. تركيز على الخبث والتأمر. وعلى غلاف الكتاب الخلفي شعار الاخوان المسلمين: "الله ربنا والرسول زعيمنا والقرأن دستورنا والجهاد وسيلتنا، والموت في سبيل الله غايتنا. وفي خبث من جانب مؤلفي الكتاب، جند واحد منهما ابنه ليكون جاسوسا داخل "كير". ادعى الابن، كريس غوباتز، ان اسمه "ديفيد مارشال"، وانه صار مسلما. وغير اسمه الى "داؤود مارشال". وربي شاربا وذقنا. وكرر الشهادة في مسجد بحضور مندوب من منظمة "كير". وقال انه يؤمن بتطبيق الشريعة الاسلامية، وانه حفظ آيات من القرأن، وتعلم عبارات دينية، مثل: السلام عليكم، وانشاء الله، والحمد لله. وعندما قبلته منظمة "كير" ليعمل معها مؤقتا خلال شهور الصيف الماضي، وبمساعدة والده، خبير التحقيقات "الارهابية"، وضع الصبي الجاسوس كاميرة على قميصه في حجم زرارة قميص. وصور اجتماعات ووثائق. ولحسن حظه، عين في وظيفة في الطابق الارضي في مبنى "كير"، وكلف بابادة الاوراق والوثائق. وكان اما يصورها قبل ابادتها، او لا يبيدها، وينقلها سرا الى سيارته ويحملها الى والده. وقال الكتاب ان الصبي "كشف" ان منظمة "كير" واجة لمنظمة "حماس" الفلسطينية، ولها علاقات مع منظمة "القاعدة" و"جمعت تبرعات من امراء سعوديين." وتعاونت مع امام في نيويورك "لقتل امريكيين." اعتمد الكتاب على كثير من هذه الوثائق، ونشر صور بعضها. لكن، لم يقل الكتاب ان ايا من هذه الوثائق اثبت صلة "كير" مع منظمة "حماس" او منظمة "القاعدة." واوضحت اغلبية الوثائق تبرعات من شخصيات عربية الى "كير" لزيادة نشاطها في الكونغرس لمواجهة نشاطات المنظمات اليهودية. مثل تبرع 112 الف دولار (يوم 20-5-2007) من عبد الله بن مساعد، امير سعودي. وخطاب من حمدان بن راشد المكتوم، نائب رئيس الامارات العربية ووزير المالية، وعد بالتبرع لبناء عمارة صغيرة خاصة بمنظمة "كير." وتبرع ربع مليون دولار من منظمة المؤتمر الاسلامي. وخطاب من حكمة الدين احسانوغو، امين منظمة المؤتمر الاسلامي، عن "جهود سريعة لتأسيس لوبي اسلامي في واشنطن." وخطاب كتبه نهاد عوض، مدير "كير"، عن جمع نصف مليون دولار بعد جولة في دول عربية. وتبرع نصف مليون دولار من الوليد بن طلال، امير سعودي. وتبرع ربع مليون دولار من احمد محمد علي، امين سابق لمنظمة العالم الاسلامي. وخطاب بان السفارات الامريكية في الخارج تابعت جولات مندوبي "كير" لجمع تبرعات. كتبت سوزان ميريك، عضوة الكونغرس من ولاية نورث كارولينا المحافظة، في مقدمة الكتاب: "توجد في هذا الكتاب وثائق تبرهن على ان عملاء الارهاب المسلمين المتطرفين يعيشون وسطنا. تظل امريكا نائمة والخطر يواجهها. منذ ستينات القرن الماضي، ظل الاسلاميون المتطرفون يتغلغلون داخل مجتمعنا، ومؤسساتنا. واليوم، توجد منظمات تعتبر واجهة للارهاب، وتعمل في بلدنا في حرية وعلنا. يريد الجهاديون تدمير بلدنا." في الشهر الماضي، قدمت نفس سوزان ميريك مشروع قرار الى الكونغرس لسحب جواز سفر الرئيس السابق جيمي كارتر، لانه اجتمع مع قادة منظمة "حماس" في دمشق. -------------------------------------- تعليق (1): تظل امريكا جنة الله في الارض، لانها جنة الحرية في الارض، ولأنها اكثر بلاد الله حرية، ولأن الله اعطى الناس، اولا، الحرية، ليختاروا بين الحق والباطل. (ثم يحاسبهم). لهذا، ليست الحرية في امريكا، وفي اي بلد آخر، هي الغاية. بل هي الوسيلة نحو نشر الحقيقة، ثم نحو احقاق الحق. لكن، في امريكا، وفي اي بلد آخر، توجد شخصيات وجماعات ومنظمات واحزاب تريد خدمة مصالحها. وبعد هجوم 11 سبتمبر سنة 2001 على امريكا، اعلن الرئيس السابق بوش، بالتعاون مع جمهوريين محافظين، ومسيحيين متطرفين، ويهود متطرفين، ما تسمى "الحرب ضد الارهاب". ثم صار واضحا انها ليست الا حربا غير مباشرة وضمنية ضد الاسلام والمسلمين. تعليق (2): يظل الشعب الامريكي، في نهاية المطاف، هو الحكم. واثبت انه، ولو طال الزمن، يقدر على كشف خطط والاعيب السياسيين والمتطرفين. ايد حرب فيتنام، ثم، عندما عرف الحقيقة، عارضها. وايد غزو العراق، ثم، عندما عرف الحقيقة، عارضها. وايد غزو افغانستان، والأن بدأ يعرف الحقيقة وبدأ يعارضها. وايد ما تسمى "الحرب ضد الارهاب"، والأن بدأ يسأل عن معناها، والهدف من ورائها. ولابد انه، آجلا او عاجلا، سيعرف انها ضد الاسلام والمسلمين، ولابد انه، آجلا او عاجلا سيعارضها. ذلك لان الشعب الامريكي لا يزال لا يعرف الاسلام. وما يعرفه الآن ليس الا اخبارا وصورا تلفزيونية تسيئ للاسلام والمسلمين. تعليق (3): بارك الله فى باراك اوباما. يريد تخفيف هذا العداء الامريكي. ويريد كسب المسلمين، بل سافر الى القاهرة، وخاطب العالم الاسلامي. لكن، يوضح كتاب "المافيا الاسلامية" قوة المعادين للاسلام والمسلمين، خاصة في الاعلام والكونغرس. ويجب الا يتوقع الناس (مسلمون او غير مسلمين، امريكيون او غير امريكيين) ان يزول هذا العداء قريبا. لكن العقلاء (والمؤمنين) يجب ان يتفاءلوا، لان الحقيقة لابد ان تظهر، ولأن الحق لابد ان ينتصر. ---------------------------------------------------- حلقات الاسلام واميركا (كتاب وتعليق): 1."الاسلام والدولة العلمانية". 2. "الدولة الاسلامية". 3. "الرجل الذي اخترع الكرسماس". 4. "صراع الحضارات". 5. "العلمانية في السياسة الدولية" 6. "الدين والسياسة في اروبا". 7. "استسلام للاسلام؟" 8. "المافيا الاسلامية". ------------------------------