سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    تقارير: الميليشيا تحشد مقاتلين في تخوم بلدتين    جنوب إفريقيا ومصر يحققان الفوز    مجلس التسيير يجتمع أمس ويصدر عددا من القرارات    المريخ يواجه موسانزي ويستهدف فوزه السابع تواليا    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    سيدة الأعمال رانيا الخضر تجبر بخاطر المعلم الذي تعرض للإهانة من طالبه وتقدم له "عُمرة" هدية شاملة التكاليف (امتناناً لدورك المشهود واعتذارا نيابة عنا جميعا)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    سيدة الأعمال رانيا الخضر تجبر بخاطر المعلم الذي تعرض للإهانة من طالبه وتقدم له "عُمرة" هدية شاملة التكاليف (امتناناً لدورك المشهود واعتذارا نيابة عنا جميعا)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    القيادية بالحرية والتغيير حنان حسن تفاجئ الجميع وتدافع عن الطالب الذي أهان معلمه بالرقص أمامه: (ما شفت رقصه قلة أدب ولا عدم تربية وانتو خالطين بين الاحترام والخوف وبين التربية والقسوة)    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    جامعة الدول العربية تردّ على مبادرة كامل إدريس    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    الإشكالية فوق الهضبة الإثيوبية    خطة أميريكية لوقف القتال في السودان    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    تعرف على القيمة السوقية للاعبي المنتخب السوداني المشاركين في أمم أفريقيا.. نجم الدوري التايلندي الأغلى.. صلاح عادل يتفوق على الغربال وروفا في مركز متأخر ب 100 ألف فقط    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    وفاة مسؤول بارز بناد بالدوري السوداني الممتاز    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    ترامب يلغي وضع الحماية المؤقتة للإثيوبيين    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهدي والبشير: العلاقة الملتبسة بين الاحسان والجحود .. بقلم: حسن احمد الحسن
نشر في سودانيل يوم 13 - 06 - 2014

في اواخر حقبة التسعينات قبيل لقاء جنيف وجيبوتي وكانت المعارك لاتزال محتدمة بين القوات المسلحة وقوات الجيش الشعبي بقيادة د جون قرنق بعد انتقالها الي شرق السودان التقيت الامام الصادق المهدي في مكتبه بمدينة نصر في صباح يوم من تلك الايام ووجدته مهموما جدا وهو يطالع بعض الاخبار التي وردته من شرق السودان والتي تفيد بتمكن قوات الجيش الشعبي من الحاق خسائر في الارواح وخسائر مادية بوحدة من قوات الجيش السوداني واستيلائها على اسلحة وعدد من الدبابات والعربات والانقاذ في اوج عدائها للمعارضة التي على رأسها الامام الصادق المهدي في تلك الفترة . سألته ماسر همه فقال لي :" أيا كان موقفنا من النظام الحالي فإن اضعاف القوات المسلحة او هزيمتها ليس بالخبر السار حتى وان كنا نحن من على مرمى نيرانها . وأن قوة الجيش الشعبي على حساب القوات المسلحة ليس في مصلحة وحدة السودان او امنه لأن لها اجندتها ".
ايضا فعندما اندلعت الحرب الاثيوبية الارترية واصبح على قوات فصائل المعارضة المنتشرة على الاراضي الاثيوبية والارتيرية على الحدود الشرقية ان تختار الى اي جانب تنحاز قال " انه يجب البحث عن مخرج سياسي يحفظ للمعارضة استقلالية قرارها ولتفادي دفع فاتورة تواجد المعارضة في تلك البلدان " لذا لم يكن مستغربا ان يقتنص اول فرصة للقاء الترابي في جنيف وما اعقبه من لقاء البشير في جيبوتي بعد مفاصلتهما الشهيرة للبحث عن افق وطنى للمعارضة في داخل البلاد بعيدا عن الضغوط الخارجية .
البشير الذي كان سعيدا باللقاء في جيبوتي مع المهدي للإجهاز على لقاء جنيف مع الترابي في اطار الصراع بين الجناحين كان ايضا يعني من عقدة الشرعية في مواجهة بحسبه القائد الانقلابي الذي نفذ مخطط الاخوان في الثلاثين من يونيو ضد حكومة منتخبة يرأسها من يشاطره طاولة التفاوض في جيبوتي .
البشير عدما يعود الى سودانيته يقر داخل نفسه بأن المهدي رجل متسامح ونظيف وعفيف اللسان الا ان هذه الحالة النفسية وتداعياتها بسبب معاناة عقدة الشرعية تجاه المهدي بوصفه رمز النظام الديمقراطي الذي هدمه في صبيحة الانقلاب على الشرعية من ناحية واحساس البشير وقناعته بوطنية المهدي ونزاهته وقدراته السياسية ومنزلته الاقليمية والدولية كمفكر اسلامي له اسهاماته التجديدية في مجال الفكر الاسلامي ظلت تشكل دوما للبشير مواقف ملتبسة في علاقته مع المهدي .
فهو يدرك ان لا حوار وطني باقرار القوى السياسية المختلفة يمكن ان يكون له قيمة بدون وجود المهدي وحزبه فيه وان اجتمعت جميع القوى ظهيرا للانقاذ ، لكنه في نفس الوقت يقر اعتقاله باسباب ملفقة استجابة لنوازع السادية السياسية ولاجترار احساس بالنصر راوده صبيحة الثلاثين من يونيو حينما قضى على نظام المهدي الديمقراطي.
وهذا الاحساس بالسادية السياسية الذي يغذيه صقور الانقاذ لدى البشير من الامنيين وشركائهم من المدنيين من الانقاذيين الذين يخشون ملاحقات الفساد يفسر صمت البشير ازاء اعتقال المهدي وهو ما يناقض حالات الحفاوة بالمهدي في مواضع اخرى من قبل البشير نفسه.
مايزيد من حرج النظام الذي يحتمي بالشعارات الاسلامية كلما استحكمت الحلقات هو وعي الحركات الاسلامية المستنيرة والقيادات الوسطية التجديدية الاسلامية التي تواجه الغلو والتطرف والمتحصنة بقيم حقوق الانسان والقيم الديمقراطية بسلامة موقف المهدي السياسي والفكرى وباهمية موقعه كداعية للاسلام اللبيرالي ولعل هذا مايفسر اهمية الخطاب الذي بعث به ثلة من هؤلاء للبشير يحثون فيه البشير على الافراج عن المهدي.
البشير ايضا وفق العديد من التقارير لم آمنا من القوات المسلحة نفسها التي ينتمي اليها وهذا مايدفع البعض لتفسير حشد قوات المليشيات التي تعمل لحساب جهاز الامن الوطني حول الخرطوم لحماية النظام . ولعل هذا مايفسر بدوره لماذا لايقبل النظام الذي يسيطر عليه النافذون الامنيون اي نقد يوجه لتلك المليشيات او التشكيك في وطنيتها رغم ان تقارير كثيرة تؤكد ماذهب اليه المهدي ومن بعده ابراهيم الشيخ في انتقاد تلك القوات.
هذا الالتباس في العلاقة بين المهدي والبشير او بين احسان المهدي وجحود البشير ونظامه الذي لم يقدر تسامح السودانيين وبغضهم لحوارات الدماء هو ما حول وثبة البشير الى الامام الي ردة الى الخلف بصورة غير مسبوقة حيث لم يتبقى من الحوار الا تصريحات تؤكد ان الموؤود الذي دفن لايزال حيا .
كل الشواهد السياسية تقول ان البشير قد اكل صنم عجوة الحوار الذي صنعه بيده وعليه ان يعيد قراءة موقفه وان يتجنب الهاوية التي يدفعه اليها اعوانه ممن يخشون على انفسهم من شمس الحرية والتحول القادم طوعا او كرها بحكم سيرة التاريخ والتحولات التي تشهدها المنطقة من حولنا .
الموتمر الشعبي وقادته الذين قالوا في البشير مالم يقوله مالك في الخمرينظر للحوار الوطني من زاوية وحدة الاسلاميين لمواجهة ما يسمونه بالتحولات في المنطقة وهم ازاء ذلك لامانع لديهم وفق براغماتية الترابي بيع علاقاتهم مع قوى الاجماع بثمن بخس والاصطفاف الى جانب حلم جمهورية الاسلاميين الثانية بعد الانتخابات المزورة القادمة ان هي قامت بارادة الموتمر الوطني وحده.
هل يعي البشيرالموقف ويعيد قراءة اوراقه لصالح الضعب السوداني بعد رب قرن من الانانية السياسيةنأمل ذلك .
المهدي والبشير : العلاقة الملتبسة بين الاحسان والجحود حسن احمد الحسن في اواخر حقبة التسعينات قبيل لقاء جنيف وجيبوتي وكانت المعارك لاتزال محتدمة بين القوات المسلحة وقوات الجيش الشعبي بقيادة د جون قرنق بعد انتقالها الي شرق السودان التقيت الامام الصادق المهدي في مكتبه بمدينة نصر في صباح يوم من تلك الايام ووجدته مهموما جدا وهو يطالع بعض الاخبار التي وردته من شرق السودان والتي تفيد بتمكن قوات الجيش الشعبي من الحاق خسائر في الارواح وخسائر مادية بوحدة من قوات الجيش السوداني واستيلائها على اسلحة وعدد من الدبابات والعربات والانقاذ في اوج عدائها للمعارضة التي على رأسها الامام الصادق المهدي في تلك الفترة . سألته ماسر همه فقال لي :" أيا كان موقفنا من النظام الحالي فإن اضعاف القوات المسلحة او هزيمتها ليس بالخبر السار حتى وان كنا نحن من على مرمى نيرانها . وأن قوة الجيش الشعبي على حساب القوات المسلحة ليس في مصلحة وحدة السودان او امنه لأن لها اجندتها ".
ايضا فعندما اندلعت الحرب الاثيوبية الارترية واصبح على قوات فصائل المعارضة المنتشرة على الاراضي الاثيوبية والارتيرية على الحدود الشرقية ان تختار الى اي جانب تنحاز قال " انه يجب البحث عن مخرج سياسي يحفظ للمعارضة استقلالية قرارها ولتفادي دفع فاتورة تواجد المعارضة في تلك البلدان " لذا لم يكن مستغربا ان يقتنص اول فرصة للقاء الترابي في جنيف وما اعقبه من لقاء البشير في جيبوتي بعد مفاصلتهما الشهيرة للبحث عن افق وطنى للمعارضة في داخل البلاد بعيدا عن الضغوط الخارجية .
البشير الذي كان سعيدا باللقاء في جيبوتي مع المهدي للإجهاز على لقاء جنيف مع الترابي في اطار الصراع بين الجناحين كان ايضا يعني من عقدة الشرعية في مواجهة بحسبه القائد الانقلابي الذي نفذ مخطط الاخوان في الثلاثين من يونيو ضد حكومة منتخبة يرأسها من يشاطره طاولة التفاوض في جيبوتي .
البشير عدما يعود الى سودانيته يقر داخل نفسه بأن المهدي رجل متسامح ونظيف وعفيف اللسان الا ان هذه الحالة النفسية وتداعياتها بسبب معاناة عقدة الشرعية تجاه المهدي بوصفه رمز النظام الديمقراطي الذي هدمه في صبيحة الانقلاب على الشرعية من ناحية واحساس البشير وقناعته بوطنية المهدي ونزاهته وقدراته السياسية ومنزلته الاقليمية والدولية كمفكر اسلامي له اسهاماته التجديدية في مجال الفكر الاسلامي ظلت تشكل دوما للبشير مواقف ملتبسة في علاقته مع المهدي .
فهو يدرك ان لا حوار وطني باقرار القوى السياسية المختلفة يمكن ان يكون له قيمة بدون وجود المهدي وحزبه فيه وان اجتمعت جميع القوى ظهيرا للانقاذ ، لكنه في نفس الوقت يقر اعتقاله باسباب ملفقة استجابة لنوازع السادية السياسية ولاجترار احساس بالنصر راوده صبيحة الثلاثين من يونيو حينما قضى على نظام المهدي الديمقراطي.
وهذا الاحساس بالسادية السياسية الذي يغذيه صقور الانقاذ لدى البشير من الامنيين وشركائهم من المدنيين من الانقاذيين الذين يخشون ملاحقات الفساد يفسر صمت البشير ازاء اعتقال المهدي وهو ما يناقض حالات الحفاوة بالمهدي في مواضع اخرى من قبل البشير نفسه.
مايزيد من حرج النظام الذي يحتمي بالشعارات الاسلامية كلما استحكمت الحلقات هو وعي الحركات الاسلامية المستنيرة والقيادات الوسطية التجديدية الاسلامية التي تواجه الغلو والتطرف والمتحصنة بقيم حقوق الانسان والقيم الديمقراطية بسلامة موقف المهدي السياسي والفكرى وباهمية موقعه كداعية للاسلام اللبيرالي ولعل هذا مايفسر اهمية الخطاب الذي بعث به ثلة من هؤلاء للبشير يحثون فيه البشير على الافراج عن المهدي.
البشير ايضا وفق العديد من التقارير لم آمنا من القوات المسلحة نفسها التي ينتمي اليها وهذا مايدفع البعض لتفسير حشد قوات المليشيات التي تعمل لحساب جهاز الامن الوطني حول الخرطوم لحماية النظام . ولعل هذا مايفسر بدوره لماذا لايقبل النظام الذي يسيطر عليه النافذون الامنيون اي نقد يوجه لتلك المليشيات او التشكيك في وطنيتها رغم ان تقارير كثيرة تؤكد ماذهب اليه المهدي ومن بعده ابراهيم الشيخ في انتقاد تلك القوات.
هذا الالتباس في العلاقة بين المهدي والبشير او بين احسان المهدي وجحود البشير ونظامه الذي لم يقدر تسامح السودانيين وبغضهم لحوارات الدماء هو ما حول وثبة البشير الى الامام الي ردة الى الخلف بصورة غير مسبوقة حيث لم يتبقى من الحوار الا تصريحات تؤكد ان الموؤود الذي دفن لايزال حيا .
كل الشواهد السياسية تقول ان البشير قد اكل صنم عجوة الحوار الذي صنعه بيده وعليه ان يعيد قراءة موقفه وان يتجنب الهاوية التي يدفعه اليها اعوانه ممن يخشون على انفسهم من شمس الحرية والتحول القادم طوعا او كرها بحكم سيرة التاريخ والتحولات التي تشهدها المنطقة من حولنا .
الموتمر الشعبي وقادته الذين قالوا في البشير مالم يقوله مالك في الخمرينظر للحوار الوطني من زاوية وحدة الاسلاميين لمواجهة ما يسمونه بالتحولات في المنطقة وهم ازاء ذلك لامانع لديهم وفق براغماتية الترابي بيع علاقاتهم مع قوى الاجماع بثمن بخس والاصطفاف الى جانب حلم جمهورية الاسلاميين الثانية بعد الانتخابات المزورة القادمة ان هي قامت بارادة الموتمر الوطني وحده.
هل يعي البشيرالموقف ويعيد قراءة اوراقه لصالح الضعب السوداني بعد رب قرن من الانانية السياسيةنأمل ذلك .
المهدي والبشير : العلاقة الملتبسة بين الاحسان والجحود حسن احمد الحسن في اواخر حقبة التسعينات قبيل لقاء جنيف وجيبوتي وكانت المعارك لاتزال محتدمة بين القوات المسلحة وقوات الجيش الشعبي بقيادة د جون قرنق بعد انتقالها الي شرق السودان التقيت الامام الصادق المهدي في مكتبه بمدينة نصر في صباح يوم من تلك الايام ووجدته مهموما جدا وهو يطالع بعض الاخبار التي وردته من شرق السودان والتي تفيد بتمكن قوات الجيش الشعبي من الحاق خسائر في الارواح وخسائر مادية بوحدة من قوات الجيش السوداني واستيلائها على اسلحة وعدد من الدبابات والعربات والانقاذ في اوج عدائها للمعارضة التي على رأسها الامام الصادق المهدي في تلك الفترة . سألته ماسر همه فقال لي :" أيا كان موقفنا من النظام الحالي فإن اضعاف القوات المسلحة او هزيمتها ليس بالخبر السار حتى وان كنا نحن من على مرمى نيرانها . وأن قوة الجيش الشعبي على حساب القوات المسلحة ليس في مصلحة وحدة السودان او امنه لأن لها اجندتها ".
ايضا فعندما اندلعت الحرب الاثيوبية الارترية واصبح على قوات فصائل المعارضة المنتشرة على الاراضي الاثيوبية والارتيرية على الحدود الشرقية ان تختار الى اي جانب تنحاز قال " انه يجب البحث عن مخرج سياسي يحفظ للمعارضة استقلالية قرارها ولتفادي دفع فاتورة تواجد المعارضة في تلك البلدان " لذا لم يكن مستغربا ان يقتنص اول فرصة للقاء الترابي في جنيف وما اعقبه من لقاء البشير في جيبوتي بعد مفاصلتهما الشهيرة للبحث عن افق وطنى للمعارضة في داخل البلاد بعيدا عن الضغوط الخارجية .
البشير الذي كان سعيدا باللقاء في جيبوتي مع المهدي للإجهاز على لقاء جنيف مع الترابي في اطار الصراع بين الجناحين كان ايضا يعني من عقدة الشرعية في مواجهة بحسبه القائد الانقلابي الذي نفذ مخطط الاخوان في الثلاثين من يونيو ضد حكومة منتخبة يرأسها من يشاطره طاولة التفاوض في جيبوتي .
البشير عدما يعود الى سودانيته يقر داخل نفسه بأن المهدي رجل متسامح ونظيف وعفيف اللسان الا ان هذه الحالة النفسية وتداعياتها بسبب معاناة عقدة الشرعية تجاه المهدي بوصفه رمز النظام الديمقراطي الذي هدمه في صبيحة الانقلاب على الشرعية من ناحية واحساس البشير وقناعته بوطنية المهدي ونزاهته وقدراته السياسية ومنزلته الاقليمية والدولية كمفكر اسلامي له اسهاماته التجديدية في مجال الفكر الاسلامي ظلت تشكل دوما للبشير مواقف ملتبسة في علاقته مع المهدي .
فهو يدرك ان لا حوار وطني باقرار القوى السياسية المختلفة يمكن ان يكون له قيمة بدون وجود المهدي وحزبه فيه وان اجتمعت جميع القوى ظهيرا للانقاذ ، لكنه في نفس الوقت يقر اعتقاله باسباب ملفقة استجابة لنوازع السادية السياسية ولاجترار احساس بالنصر راوده صبيحة الثلاثين من يونيو حينما قضى على نظام المهدي الديمقراطي.
وهذا الاحساس بالسادية السياسية الذي يغذيه صقور الانقاذ لدى البشير من الامنيين وشركائهم من المدنيين من الانقاذيين الذين يخشون ملاحقات الفساد يفسر صمت البشير ازاء اعتقال المهدي وهو ما يناقض حالات الحفاوة بالمهدي في مواضع اخرى من قبل البشير نفسه.
مايزيد من حرج النظام الذي يحتمي بالشعارات الاسلامية كلما استحكمت الحلقات هو وعي الحركات الاسلامية المستنيرة والقيادات الوسطية التجديدية الاسلامية التي تواجه الغلو والتطرف والمتحصنة بقيم حقوق الانسان والقيم الديمقراطية بسلامة موقف المهدي السياسي والفكرى وباهمية موقعه كداعية للاسلام اللبيرالي ولعل هذا مايفسر اهمية الخطاب الذي بعث به ثلة من هؤلاء للبشير يحثون فيه البشير على الافراج عن المهدي.
البشير ايضا وفق العديد من التقارير لم آمنا من القوات المسلحة نفسها التي ينتمي اليها وهذا مايدفع البعض لتفسير حشد قوات المليشيات التي تعمل لحساب جهاز الامن الوطني حول الخرطوم لحماية النظام . ولعل هذا مايفسر بدوره لماذا لايقبل النظام الذي يسيطر عليه النافذون الامنيون اي نقد يوجه لتلك المليشيات او التشكيك في وطنيتها رغم ان تقارير كثيرة تؤكد ماذهب اليه المهدي ومن بعده ابراهيم الشيخ في انتقاد تلك القوات.
هذا الالتباس في العلاقة بين المهدي والبشير او بين احسان المهدي وجحود البشير ونظامه الذي لم يقدر تسامح السودانيين وبغضهم لحوارات الدماء هو ما حول وثبة البشير الى الامام الي ردة الى الخلف بصورة غير مسبوقة حيث لم يتبقى من الحوار الا تصريحات تؤكد ان الموؤود الذي دفن لايزال حيا .
كل الشواهد السياسية تقول ان البشير قد اكل صنم عجوة الحوار الذي صنعه بيده وعليه ان يعيد قراءة موقفه وان يتجنب الهاوية التي يدفعه اليها اعوانه ممن يخشون على انفسهم من شمس الحرية والتحول القادم طوعا او كرها بحكم سيرة التاريخ والتحولات التي تشهدها المنطقة من حولنا .
الموتمر الشعبي وقادته الذين قالوا في البشير مالم يقوله مالك في الخمرينظر للحوار الوطني من زاوية وحدة الاسلاميين لمواجهة ما يسمونه بالتحولات في المنطقة وهم ازاء ذلك لامانع لديهم وفق براغماتية الترابي بيع علاقاتهم مع قوى الاجماع بثمن بخس والاصطفاف الى جانب حلم جمهورية الاسلاميين الثانية بعد الانتخابات المزورة القادمة ان هي قامت بارادة الموتمر الوطني وحده.
هل يعي البشيرالموقف ويعيد قراءة اوراقه لصالح الضعب السوداني بعد رب قرن من الانانية السياسيةنأمل ذلك .
المهدي والبشير : العلاقة الملتبسة بين الاحسان والجحود حسن احمد الحسن في اواخر حقبة التسعينات قبيل لقاء جنيف وجيبوتي وكانت المعارك لاتزال محتدمة بين القوات المسلحة وقوات الجيش الشعبي بقيادة د جون قرنق بعد انتقالها الي شرق السودان التقيت الامام الصادق المهدي في مكتبه بمدينة نصر في صباح يوم من تلك الايام ووجدته مهموما جدا وهو يطالع بعض الاخبار التي وردته من شرق السودان والتي تفيد بتمكن قوات الجيش الشعبي من الحاق خسائر في الارواح وخسائر مادية بوحدة من قوات الجيش السوداني واستيلائها على اسلحة وعدد من الدبابات والعربات والانقاذ في اوج عدائها للمعارضة التي على رأسها الامام الصادق المهدي في تلك الفترة . سألته ماسر همه فقال لي :" أيا كان موقفنا من النظام الحالي فإن اضعاف القوات المسلحة او هزيمتها ليس بالخبر السار حتى وان كنا نحن من على مرمى نيرانها . وأن قوة الجيش الشعبي على حساب القوات المسلحة ليس في مصلحة وحدة السودان او امنه لأن لها اجندتها ".
ايضا فعندما اندلعت الحرب الاثيوبية الارترية واصبح على قوات فصائل المعارضة المنتشرة على الاراضي الاثيوبية والارتيرية على الحدود الشرقية ان تختار الى اي جانب تنحاز قال " انه يجب البحث عن مخرج سياسي يحفظ للمعارضة استقلالية قرارها ولتفادي دفع فاتورة تواجد المعارضة في تلك البلدان " لذا لم يكن مستغربا ان يقتنص اول فرصة للقاء الترابي في جنيف وما اعقبه من لقاء البشير في جيبوتي بعد مفاصلتهما الشهيرة للبحث عن افق وطنى للمعارضة في داخل البلاد بعيدا عن الضغوط الخارجية .
البشير الذي كان سعيدا باللقاء في جيبوتي مع المهدي للإجهاز على لقاء جنيف مع الترابي في اطار الصراع بين الجناحين كان ايضا يعني من عقدة الشرعية في مواجهة بحسبه القائد الانقلابي الذي نفذ مخطط الاخوان في الثلاثين من يونيو ضد حكومة منتخبة يرأسها من يشاطره طاولة التفاوض في جيبوتي .
البشير عدما يعود الى سودانيته يقر داخل نفسه بأن المهدي رجل متسامح ونظيف وعفيف اللسان الا ان هذه الحالة النفسية وتداعياتها بسبب معاناة عقدة الشرعية تجاه المهدي بوصفه رمز النظام الديمقراطي الذي هدمه في صبيحة الانقلاب على الشرعية من ناحية واحساس البشير وقناعته بوطنية المهدي ونزاهته وقدراته السياسية ومنزلته الاقليمية والدولية كمفكر اسلامي له اسهاماته التجديدية في مجال الفكر الاسلامي ظلت تشكل دوما للبشير مواقف ملتبسة في علاقته مع المهدي .
فهو يدرك ان لا حوار وطني باقرار القوى السياسية المختلفة يمكن ان يكون له قيمة بدون وجود المهدي وحزبه فيه وان اجتمعت جميع القوى ظهيرا للانقاذ ، لكنه في نفس الوقت يقر اعتقاله باسباب ملفقة استجابة لنوازع السادية السياسية ولاجترار احساس بالنصر راوده صبيحة الثلاثين من يونيو حينما قضى على نظام المهدي الديمقراطي.
وهذا الاحساس بالسادية السياسية الذي يغذيه صقور الانقاذ لدى البشير من الامنيين وشركائهم من المدنيين من الانقاذيين الذين يخشون ملاحقات الفساد يفسر صمت البشير ازاء اعتقال المهدي وهو ما يناقض حالات الحفاوة بالمهدي في مواضع اخرى من قبل البشير نفسه.
مايزيد من حرج النظام الذي يحتمي بالشعارات الاسلامية كلما استحكمت الحلقات هو وعي الحركات الاسلامية المستنيرة والقيادات الوسطية التجديدية الاسلامية التي تواجه الغلو والتطرف والمتحصنة بقيم حقوق الانسان والقيم الديمقراطية بسلامة موقف المهدي السياسي والفكرى وباهمية موقعه كداعية للاسلام اللبيرالي ولعل هذا مايفسر اهمية الخطاب الذي بعث به ثلة من هؤلاء للبشير يحثون فيه البشير على الافراج عن المهدي.
البشير ايضا وفق العديد من التقارير لم آمنا من القوات المسلحة نفسها التي ينتمي اليها وهذا مايدفع البعض لتفسير حشد قوات المليشيات التي تعمل لحساب جهاز الامن الوطني حول الخرطوم لحماية النظام . ولعل هذا مايفسر بدوره لماذا لايقبل النظام الذي يسيطر عليه النافذون الامنيون اي نقد يوجه لتلك المليشيات او التشكيك في وطنيتها رغم ان تقارير كثيرة تؤكد ماذهب اليه المهدي ومن بعده ابراهيم الشيخ في انتقاد تلك القوات.
هذا الالتباس في العلاقة بين المهدي والبشير او بين احسان المهدي وجحود البشير ونظامه الذي لم يقدر تسامح السودانيين وبغضهم لحوارات الدماء هو ما حول وثبة البشير الى الامام الي ردة الى الخلف بصورة غير مسبوقة حيث لم يتبقى من الحوار الا تصريحات تؤكد ان الموؤود الذي دفن لايزال حيا .
كل الشواهد السياسية تقول ان البشير قد اكل صنم عجوة الحوار الذي صنعه بيده وعليه ان يعيد قراءة موقفه وان يتجنب الهاوية التي يدفعه اليها اعوانه ممن يخشون على انفسهم من شمس الحرية والتحول القادم طوعا او كرها بحكم سيرة التاريخ والتحولات التي تشهدها المنطقة من حولنا .
الموتمر الشعبي وقادته الذين قالوا في البشير مالم يقوله مالك في الخمرينظر للحوار الوطني من زاوية وحدة الاسلاميين لمواجهة ما يسمونه بالتحولات في المنطقة وهم ازاء ذلك لامانع لديهم وفق براغماتية الترابي بيع علاقاتهم مع قوى الاجماع بثمن بخس والاصطفاف الى جانب حلم جمهورية الاسلاميين الثانية بعد الانتخابات المزورة القادمة ان هي قامت بارادة الموتمر الوطني وحده.
هل يعي البشيرالموقف ويعيد قراءة اوراقه لصالح الضعب السوداني بعد رب قرن من الانانية السياسيةنأمل ذلك .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.