[email protected] واهمون من يعتقدون بأن كل أهل السلطة والمؤتمر الوطني جادون في فكرة الحوار بين الحكومة والمعارضة وذلك لأسباب بديهية يدركها الطفل الرضيع وفي مقدمة تلك الأسباب التباين الجوهري بين اهداف أو محصلة الحوار التي يعتقدها أهل السلطة والتي تعتقدها المعارضة ومن نافلة القول بأن الأهداف دائما مرتبطة إرتباطا وثيقا بالفكرة والنهج وإذا قارنا بصورة مبسطة بين أهداف اهل السلطة الذين إستولوا على السلطة من أجل تلك الأهداف وهي إقامة دولة الخلافة الإسلامية في السودان كنواة لدولة الخلافة الإسلامية على نطاق العالم كما يتبناها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومن ناحية أخرى فأن أهداف المعارضة تتمثل في قيام دولة وطنية ديمقراطية يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات دون تمييز عرقي أوديني أو غيره وإذا نظرنا إلى هذا التباين الكبير بين أهداف الفريقين نجد البون شاسعا وكلاهما يسيران في خطين مستقيمين لن يلتقيا أبدا ومن هنا يتبادر إلى الذهن السؤال التقيلدي وهو: أي الفريقين مستعد بأن يتنازل عن هدفه ياترى؟ والإجابة دون شك واضحة وضوح الشمس في كبد السماء وهي أن أهل السلطة لن يتراجعوا عن هدفهم وكذلك أهل المعارضة لن يتنازلوا عن هدفهم وهذا واضح من حيثيات مايحدث في الساحة خلال الخمسة والعشرين عاما التي جسمت فيها الإنقاذ على السلطة ومن تلك الحيثيات المبادرات الكثيرة التي قدمها الطرفان ولم يقبلها الآخر بالطبع لأنها تصب في نظر الجهة الرافضة في خانة تحقيق أهداف الطرف الآخر وينسحب ذلك على الإتفاقيات الكثيرة بين السلطة والمعارضين فرادى وجماعات وبين السلطة وحاملي السلاح وكلها تدل على أن كل طرف يتمسك برأيه وتدل على أن الحوار المزعوم لامحالة آيل لنفس المصيرالذي آلت إليه تلك المبادرات والإتفاقيات ومن هذا المنطلق فإن أي حوار ينطلق دون تحديد والتوافق على الأهداف بين الطرفين سيكون مصيره الفشل لذلك فإن مسألة التمسك بمسألة تهيئة الأجواء من بسط للحريات وغيرها عملية غير مجدية ولا تعني شيئا مادامت السلطة تتمسك برؤاها الفكرية ولن تتنازل عنها وهنا يكمن الصراع بين الحمائم والصقور من منسوبي السلطة والذي أدى إلى تعثر الحوار وعدم وضوح الرؤية بسبب التناقض في تصريحات المسؤولين حول قيام الإنتخابات وقانون الإنتخابات وغيره وما ينتهج من سياسة خارجية أدت إلأى عواقب وخيمة على حياة الناس وكلها تدل على أن أهل السلطة يتمسكون بهدفهم الذي أشرنا إليه ويريدون كسب الوقت حتى يحدث المزيد من الإنشقاقات بين فصائل المعارضة وحتى لاتقع المعارضة في فخ المناورة التي خبرتها خلال حكم الإنقاذ عليها التمسك بمسألة تحديد الأهداف والتوافق على أهداف الحوار والمتمثلة في تفكيك دولة الحزب الواحد إلى دولة المواطنة التي ترضي طموحات كل الأطراف وتنقذ السودان من الوقوع في هاوية التلاشي التي يقف على حافتها الآن لأن الحديث عن تهيئة الأجواء لن يجدي إذا لم يتم الإتفاق على هذا الهدف المحوري وهو قيام دولة ديمقراطية جديدة دولة مؤسسات لا إحتكار فيها لفئة ولاإقصاء فيها لأحد ونسأل الله السلامة سيد أحمد الخضر