لم يكن تكليف المريخ لمدربيْن سودانييْن "ثنائي" للإشراف على فريق كرة القدم في السنوات الآخيرة أمراً جديدياً، فقد سبق وأن عمل كل من شرف الدين أحمد موسى وصديقه مهداوي في تسعينات القرن الماضي. لكن تلك التجربة السابقة إنتهت بسرعة في ظل واقع مريخي معقد يشابه ذات الظروف الموجودة الآن. وفي هذا الشهر خاض المريخ تجربة جديدة مع ثنائي تدريب آخر هما برهان تية ومحسن سيد..كان الاول مديرا فنيا للرابطة كوستي , والثاني لمريخ الفاشر. ويسلط موقع "" الضوء على تفاصيل رحلة تدريب الثنائي في عالم التدريب. هي قصة الحُوار والشيخ.. أو التلميذ والأستاذ, فجلوس برهان ومحسن على مقعد واحد في التدريب يعني لحاق أحدهما بالآخر رغم أن المسافات بعيدة بينهما بحكم النجاحات والخبرة التي تصب في صالح برهان..ولكن الآخير فرض شخصيته الفنية في آخر أربع سنوات فيات مرغوبا من كل فرق الدوري الممتاز..وبالتالي تتشابه قصة "الحُوار مع شيخه" ومعروف في السودان بلغة الصوفية أن الاول تتلمذ على يد الثاني ولكن الثاني نجح برجاحة عقله وفطنته في أن يتفوق على شيخه ومع ذلك هذا لم يحدث في حالة برهان-محسن وذلك وفقا للآتي: تقول مسيرة محسن سيد في عالم كرة القدم أنه لعب بالدرجة الأولى والممتازة لفريق الأهلي الخرطوم لمدة ستة مواسم بداية من العام 1990, ولعب للموردة عددا من السنوات وعاد للأهلي الخرطوم في 2004 وإعتزل الكرة في 2005..وحينما كان محسن لاعبا كان برهان يخوض عملية التدريب ووصل مرحلة خبرة العمل في المجال.. بداية محسن للتدريب إقترنت بنهايته كلاعب في عام 2005 ويقول في هذا الجانب :"بدأت أرغب في التدريب فعملت مساعدا لمدرب الأهلي شرف أحمد موسى وأنا لاعب بالفريق, وحينما غادرت الأهلي خرجت بفكرة جيدة عن التدريب". وادي النيل يقول محسن سيد:" أول محطة تدريبية لي كانت بفريق وادي النيل الخرطوم بالدرجة الثانية عام 2006, ثم إنتقلت للعمل بالموردة في ذات العام, وعدت للأهلي الخرطوم, وعملت بالمهدية أم درمان, والأهلي عطبرة بالدوري العام, ثم عدت للموردة وأخيرا إستقريت بمريخ الفاشر". ويعتبر ابرز نجاح لمحسن في مجاله تحقيق الترتيب الثالث ببطولة كأس الرئيس الرواندي بول كاغامي لأندية سيكافا والتي أقيمت العام الماضي بكل من كادقلي والفاشر, وخاض تجربة العمل بالمنتخبات وحقق نجاحا مقبولا مع المنتخب الأولمبي قبل ثلاث سنوات حينما أقصى المنتخب الغاني وأقترب من التأهل للنهائيات الأفريقية. وأما برهان تية اللاعب السابق بأو عنجة والموردة, فإنه يكفي أنه يتدفق خبرة غير عادية إكتسبها من كونه المدرب الوحيد الذي بدأ مسيرته في الدوري الممتاز في أول موسم له 1994-1995 ولم يخرج منه أبدا, ورصع سجله بنجاحات جيدة مع أندية مريخ بورتسودان ومثل به أفريقياو وحي العرب افريقيا, والموردة سيكافا وأفريقيا, حاز بالمنتخب الأول على بطولة سيكافا عام 2007, وآخر نجاحاته كانت قيادة الأهلي عطبرة للتمثيل الأفريقي لأول في تاريخه هذا العام. ويقول محسن:" حينما كنت لاعبا دربني برهان بالموردة". ولا يرى محسن أنه وصل بعد لقمة التدريب بعد أن أصبح مدربا بالمريخ ويوضح:"لم أصل لقمة التدريب, لأن التدريب بحر لا ساحل له, فما زلنا نعمل فيه وتدريب المريخ لا يعني الوصول لقمته لكنها تجربة سنخوضها بكل تجرد وإخلاص". هذه قصة برهان-محسن, برهان كان سباقا في العمل كمدرب وحقق النجاح, ولكن تلميذه محسن يكاتفه الآن ويجلس معه في مقعد واحد لم يسبقه كحُوار "لاعب سابق صار مدربا" لأن اللحاق بنجاحات برهان الشخصية يتطلب سنوات إلا أن محسن في عدد سنوات أقل جلس معه في القمة, والقمة هي تدريب نادي هو أحد طرف القمة بكرة القدم السودانية.