مفارقة الاوطان الحكاية: مر أحد الحكماء الصالحين بغابة تشتعل فيها النيران، وشاهد الحيوانات البرية تهرب في كل اتجاه ما عدا السلحفاة، التي تقوقعت على نفسها، والتصقت بالأرض، وهنا تعجب الحكيم، وسأل السلحفاة: لماذا لا تهربين من النار كبقية الوحوش؟ فقالت السلحفاة جملتها المشهورة: حرق الأبدان ولا مفارقة الأوطان ... وتقول الحكاية: إن الله قد استجاب لدعاء الحكيم الصالح، وألبس السلحفاة ترساً قوياً يقيها حر الصيف، ويحميها من برد الشتاء، ويبعد عنها شر الأعداء... أرجوحة الفراغ لن تستطيع إعادة تسمية الضوء طالما وأنت تحشر وجهك في شكله الضيق والبذور والاسمدة الفاسده تخون ارضك إمَّا أن تموت في صورةٍ أخرى أو تعيش عارياً والأرض المزروعة تحوَّلت بفعل عميق إلى بلقع وبذلك تجاوزت حد الضياع, ولامسة تربةَ مشقَّتك أقاصي الفراغِ, وفي ذروةِ الموتِ مازلت تقذف بجحافل فلاحيك لتختبر قدرتهم على المعاناة رغم كساد الحصاد كان يمكن أن لا تكون وأن تتجاهل قصة هذا المصير ولكنه الموت يفتح أبواب غربتك المستحيلة قسراً لما سيجيء من الكائنات الطفيليه وينحت من وجهك الطفل أرجوحة للفراغ وأنت الذي لوعتك النبوءات حين يبوح بك الاحتضار تلفظ أثقالها كمخاض القيامة .. كي تكون على وفاقٍ مع الطبيعة تحتاج إلى بديلٍ يأتي من موج العطش الصاخب يوضح اسباب الانهيار المريع ويقيم أشكالك المختلفة ويكون نهارا يخترق ظلمتك. الطريق يضيع الفجر .. الأشجار تنكر العصافير, ولا وطن غير وجهك.... رغم كل الحزن الذي لم يكتمل بعد وروائح البارود التي تهب علينا من الأعماق والندب اللامتناهية في جثتك العملاقة ورغم كل أغاني الحرب وهواجسها وأحزانها الغامضة مازالت ثقوب حياتنا ضاحكةً رغم كل النهايات التي تصيبنا كل يوم كرصاصة ً طائشة والفرح الذي مازلنا نبحث عنه بين صور الدمار والانهيار والديناصورات المقيمة فيك رغم كل الانقسام بين هذا وذاك لازلتُ أنت تلك الزهرة النائمة وهي تخبىء الضوء تحت الوسادة , تدير الحلم كعربة وترتب كل المناسبات والأسماء ببالونات المدن التي يبغضها قلبك .. وكل ذلك ماهو الا رسالة إلى الارض ليرقص الضوء مبتسماً لمرة واحدة فقط. كلمات مؤنثة أيها الوطن المبتلى بأبنائه والمبتلى أبنائه به! قد نجد عذرا في تسامحك مع من يتنكر لك! لكن لا عذر لك في تسامحك مع من يفسد فيك ويسلبك ثرواتك ويؤدلج ويشرع العمالة، ويبغي إلغائك من الخارطة. إننا على ثقة بأن الخيانة, العمالة، السرقة والهزيمة، كلمات مؤنثة منجبة وليست عقيمة لذلك نخشى تناسلها.......!!!! نبوءة (نوبدنيق) قد تكون لنبوءة ((هبة الرب ))في الأساطير الجنوبية الغريبة غرابة حكاية عصا النوير السحرية والمورلي المصابة بلعنة العقم الجماعي و الدينكا التي تؤمن بقوة الإله الواحد نيالاك دور في الحرب الدائرة الان في مدن بور و بانتيو و وملكال و جوبا وذلك لان قبائل النوير تؤمن بصدق نبوءة (نوبدنيق )والذي يعني اسمه( هبة الرب) والذي يعتبرونه نبيا مرسلا من الرب وقد تنبأ بالانفصال منذ100 عام، ويرون بأنه كان يلبس نظارة الرب لمشاهدة المستقبل عندما قال فى أغانيه بلغة النوير: "جوك مي كا كام نيني وانجي يينق"، بما يعني: "النبي الذي مُنِحَ نظارة الرب". وكان نوندينق يؤمن بالرب الذي يسميه النوير "دينق تاث"، إله الخلق، والمعروف روحانيا ب " كوث". تنبأ نوندينق بأن جنوب السودان سيصبح يوماً ما دولة مستقلة يعيش شعبها فى رخاء ورفاهية وتنبأ نوندينق وأشار فى أغنية أخري إلى أن الحروب الأهلية سوف تعم البلاد عندما قال بلغة النوير: "ويك أي نينو مو بي ريم مي وي كاو أي بي بيري مول، بي بار كي ثيل ويك" والتي تعني: "الأرض التي تراها سوف تعمها حمامات الدماء التي ستفيض في ربوع البلاد كما لو أنه لا توجد دولة هناك" بينما جد الدينكا جميعا يسمى( دينج ديت) وتعني في لغتهم ربنا الكبير قد تكلم في المهد (كالمسيح)وجاء في وصاياه للدينكا بان لا تغدروا بغيركم وإذا جاءكم غريب او طريد فأوه..رغم كل ذلك فصولها عديدة وشخصياتها كثيرة وأحداثها متشابكة تلك هي قصة الحرب والسلام في جنوب السودان......نسال الله بان يعود الامن والسلام لشعب دولة جنوب السودان. الوحدة أدركت الان ..ان الوحده ليس الاشتباك اللحظي مع الناس الذين معنا وغير حاضرين جسدا وروحا وليس هي الاحتكاك بالضجيج النافر والزحام ، أو تنهّد على مقعد مقهى ، في يدك جريده و أوراق كثيرة ، مُحاطاً بوجوه الجلاّس يثرثرون ويضحكون ، أو صامتين في وِحده تجلد البَدن والروح ، و أنت وحدك ، وأنت تُراقب الحركة والأشياء ، وخفق الماء في الحوض الذي أمامك ، في المكان الذي لا تعرف لهُ بعد اسما !! وهراوات تقع على القلب فيعظم الصدي رهبة وتضج بالاسئلة...ادركت بان ... الوحدة هي أن تعيش اخر ايامك في مستشفي بلا تدفئة او تبريد ... الوحدة أن تبتلع ريقك وأنت تتفرج على الممرضة تحشر فيك كيس بول مستعمل ,أو أن تتفرج على جهاز غسيل كلى لايعمل.. او تري مجموعه من اسطوانات الاكسجين الكبيرة والفارغة بجوار سريرك الابيض!!!! بلادي تعالي،، تعالي.. نحرم كل شرائع العاشقين.. تعالي.. نعلم الوفاء فن الوفاء.. أود أن تكوني امرأة تتقن الطيران مع الكلمات.. تهسترني وتنسيني تقاسيم وجهي.. تصنع مني شاعراً ملائكياً.. يلتحف بردة الكعبة في معبدك.. أما أن اسألونك بتشاكيل الحروف التي تعربد على شفاه قلمي.. ستكونين «بلقيسي» وسأكون شعبك حين تستعبدينني...ونهتف مع زمراوي...... قلنا لكم قلبي على وطنٍ تناثرَ حُزنُه شرقاً وغرباً والفراشاتُ الجميلةُ غِبْنَ في شَفَقِ العَزَاءْ .....!!!! ///////