الخرطوم/السودان Metabolism هو مصطلح هام باللغة الانكليزية يتعلق بأسلوب التغذية ويعرف بعملية التمثيل الغذائي (الاستقلاب) وهي مجموعة من التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تتم داخل الجسم للحصول على المواد الغذائية عبر تكسيرها وتفكيكها الى عناصر اولية يسهل على الجسم امتصاصها والاستفادة منها واستخلاص الطاقة الحيوية اللازمة لاداء وظائف الجسم ويتم حرقها او تخزينها في شكل شحوم ومواد دهنية يلجأ الجسم لها عند اللزوم. وعملية الاستقلاب هي كيفية استخلاص الطاقة من المواد الغذائية التي يتناولها الجسم واستخدامها في الأنشطة التي تعتبر عمليات ضرورية للحياة مثل عملية التنفس والهضم وبناء العضلات ونقل الدم عبر الدورة الدموية للجسم. هناك حقائق ومغالطات عن تلك العملية نحاول تسليط الضوء على بعضها هنا في هذا المقال وأولها هو ان معدل سرعة (الاستقلاب) تتأثر بشكل كبير ببنية الجسم، فالأشخاص ذوي البنية التي تغلب عليها العضلات وتقل فيها نسب الدهون يتمتعون بمعدل سرعة استقلاب اكبر من اؤلئك الذين يغلب على بنيتهم تراكم الدهون واختزانها. فمن ناحية فقد اوضحت الدراسات ان الجسم يتطلب طاقة اكثر لمعالجة الوجبة الغذائية الغنية بالبروتين، وهذا يعني أنه بينما يهضم الجسم تلك المواد عالية البروتين فإن ذلك يعمل على رفع معدل سرعة عملية الاستقلاب. وعموما فإن الرجال لهم معدلات استقلاب اعلى من النساء نظرا لأن اجسامهن تختزن كميات كبيرة من الدهون أكثر من الرجال. ومعدل الاستقلا ب هو المعدل الذي يقوم به الجسم لحرق السعرات الحرارية وتحديدا هو المعدل الذي يقوم به الجسم بحرق الدهون بينما يكون الجسم في حالة راحة تامة، وهناك العديد من العوامل التي تؤثر على ذلك المعدل وتلعب (الجينات) الوراثية دورا هاما في ذلك وهذا هو سبب بقاء بعض الأشخاص في حالة النحافة بالرغم مما يتناولون من كميات كبيرة من الطعام والدهون، وهؤلاء ينطبق عليهم المثل الشعبي السائر (ياكل أكل السوسة والعافية مدسوسة)، بينما يصعب على الآخرين التخلص من الوزن الزائد رغم ما يتخذونه من محاذير وتدابير وحميات غذائية. وهناك عوامل اخرى مثل نمط وأسلوب الحياة وأداء التمارين الرياضية ونوع التغذية بالاضافة الى العمر، حيث يقل معدل حرق الدهون مع تقدم السن. وللغدة الدرقية دور هام في عملية ااستقلاب وتنظيم معدل حرق الدهون وذلك عن طريق افراز هورمونات تؤثر على أي من وظائف وأداء أعضاء الجسم ومدى سرعة أو بطء حرق السعرات الحرارية وتؤثر على متى وكيف يخزن الجسم البروتين والطاقة على شكل دهون وكيفية استجابة الجسم للهورمونات الأخرى. وبلا شك فان أية اضطرابات تعتري الغدة الدرقية ستؤثر على ادائها ووظيفتها في عملية الاستقلاب، ومن ثم فالغدة غير النشطة ستؤدي الى قصور واضح في عملية الاستقلاب وزيادة الوزن بشكل ملحوظ، والعكس هو الصحيح مع الغدة النشطة التي تؤدي الى زيادة في معدل حرق الدهون وبالتالي الى نقص في الوزن. وقد لوحظ أن تمارين القوة قد تساعد على التخلص من زيادة الوزن وذلك بالتأثير على معدل حرق الدهون، ولكن لم تعرف الكيفية التي يتم بها ذلك العمل. ويدعي البعض ان بناء العضلات من ناحية والتخلص من الدهون بجانب تمارين القوة يؤدي الى رفع معدل سرعة حرق الدهون، الا ان الواقع يكذب ذلك اذ يظل من يمارسون تلك التمارين على نفس اوزانهم بدون نقص يذكر. ومع تقدم السن، فان الاحصائيات تفيد بأن الجسم يميل الى فقدان العضلات مما يعمل على بطء سرعة معدلات حرق الدهون وهذا يبدأ في العشرينات من العمر بمعدل 2 في المائة كل عشر سنوات بعد ذلك. اما تقليص عدد السعرات الحرارية الى اقل من 1200 سعرة حرارية في اليوم فيؤدي الى بطء في عملية الاستقلاب وحرق الدهون. كما أن ترك فارق كبير في الوقت بين أوقات تناول الوجبات يوميا يأتي بنتيجة عكسية، تؤدي الى بطء في عملية حرق الدهون، لذلك يوصي خبراء التغذية بتناول وجيات صحية خفييفة كل ساعتين أو ثلاث ساعات. أما بالنسبة لمادة الكافيين التي توجد في القهوة والشاي والكاكاو فانها قد تعزز من رفع سرعة معدل الاستقلاب، وعليه فشرب كوب من القهوة الأمريكية قد يعزز سرعة معدل الحرق بنسبة تتراوح ما بين 3-4 في المائة لفترة قصيرة. وكذلك تؤدي بعض الأغذية الغنية بالبهارات (مثل الشطة) الى رفع معدل سرعة حرق الدهون ولكن ليس للحد الذي قد يتم التخلص فيه من الوزن الزائد. اما فيما يتعلق بتأثير الطقس والجو المحلي، ففي فصل الشتاء ينبغي أن يسرع معدل حرق الدهون لتوفير الدفء اللازم للجسم، وتوفير عملية التبريد في فصل الصيف. والناس الذين يعيشون في مناطق مدارية (بين المدارين) يتمتعون بمعدل استقلاب اعلى بحوالى 5 الى 20 في المائة من أولئك الذين يعيشون في مناطق معتدلة مناخيا وذلك حسب الاحصائيات المتوفرة في هذا المجال. فاذا اردت التخلص من الوزن الزائد او اضافة وزن لجسمك فعليك بمراجعة المختصين في هذا المجال، وتأكد من انهم يحملون المؤهلات والخبرة المطلوبة للقيام بهذا الدور الحيوي الهام، كما عليك استشارة طبيبك اذ كنت من المصابين ببعض الأمراض التي تؤثر سلبا على اداء وظائف بعض الغدد المسئولة عن تلك العمليات الاستقلابية وغيرها من الوظائف الأخرى ذات الصلة بالأمر. [email protected]