يهنيك يا شعب ما لاقيت من ظفرِ أخذته بالضحايا اخذ مقتدرِ ولا عدتك الليالي في تقلبها بما يسوء من الأحداث والغِيَرِ بالامس هبّت على الخرطوم عاصفةٌ لم تبق من حَسَنٍ فيها ولم تذرِ وقد نظرت الى الخرطوم كاسفةً تحت السنابك لم تثأر ولم تثرِ وقد تواضع فيها كل مرتفعٍ وقد ترفّع فيها كل محتقرِ واليوم ثار من الخرطوم ثائرها في الأرض يحمل عنها اطيب الخبرِ اعدت يا شعب هذا اليوم ما صنعت اجدادك الغرّ في ايامك الأُخَرِ ***** بالاوجه السمر خضناها مؤججةً سقياً ورعياً لتلك الأوجه السمرِ دعتهم شيمة الأحرار فانهمروا على رصاصٍ من الطغيان منهمرِ واشعلوا ثورةً حمراء تنسبهم للمجد ليس الى عدنان او مضرِ يمشون تحت الغصون الخضر زاهيةً تكاد تفتك فتك البيض والسمُرِ يستقبلون وفود الموت تحسبهم بها يحيون بالريحان والزهرِ يشبّهون نشاوى في بسالتهم من الحمّية لا من شدّة السُكُرِ لو يصدمون الجبال الشمّ لانتثرت او صادفوا الفلك الدوار لم يدرِ فلو رأيت امام القصر اذرعهم مع السماء وسمت القصْرَ بالقِصَرِ ***** فلا ترد خطى قومي مدرعةٌ هوجاء راميةٌ بالنار والشررِ ولا ترد لهذا الشعب نازلةٌ من القضاء ولا عاتٍ من القدرِ لو كنت املك قرص الشمس صغت لهم قلادةً من ضياء الشمس لا الدررِ او كان بالنجم تأليفي نظمت لهم قصيدةً من عيون الأنجم الزُهُرِ ***** لله تلك الجباه الغرّ نافضةً ما كان بالامس من ضعفٍ ومن خَوَرِ في جبهةٍ من صميم الشعب قد حشدت بكل ماضٍ بأمر الشعب مؤتمرِ من كادحٍ يتلقى الموت مبتسماً في كالحٍ من دخان الموت منتشرِ وعالمٍ زان منه العلم وقفته مغامرٍ بين ناب الليث والظفرِ ومن نساء بلادي كل غانيةٍ بعزة النفس لا بالدل والخفرِ وللرصاص على اردانها عبقٌ يفوح عطراً على جلبابها العطرِ ومن شباب بلادي كل ذي ثقةٍ مدافعٍ عن حقوق الشعب مبتدرِ يخط من دمه الفوّار خاتمةً لقصةٍ صاغها الاباء في كرري ***** وخارجين من الاجداث قد بُعثوا ماذا نريد من الاشباح والصورِ تواثبوا من خبايا الأرض وانتشروا مثل الجراد أوان الخصب والثَمَرِ اذا الجماهير سارت في توثبها الى المشارف ساقوها لمنحدرِ وإن افاقت من الحرمان وانطلقت لجنة الخلد ردوها الى سقرِ ذرني ومن امنوا والشعب منتفضٌ على الارائك مستلقين والسُرُرِ تواكلوا حين لا بعد لمبتعدٍ عن النضال ولا عذرٌ لمعتذرِ إذا المنادي منادي الكادحين دعا فبالسواد سواد الشعب فاستجرِ ***** يا صانعي الثورة الحمراء في وطني في البر في البحر في الغابات في الغُدُرِ صونوا حماها ببأس الشعب متحداً للسلم للعلم للأحرار للبشرِ فخرت بالشعب في ايام محنته وهل اكون بشعبي غير مفتخرِ لا اصدق الشعب ودي حين اذكره لدى الصفاء وانساه لدى الكدرِ ولا أكِل وهذا الشعب منتصرٌ ولا أُذَل وشعبي غير منتصرِ الرشيد نايل ////