لا ادرى ما هو سر هذا الإصرار الشديد على تفعيل الحريات الأربعة مع مصر؟ ما الذى سيجنيه السودان من قدوم اعداد ضخمة من المصريين للسودان وإقامتهم فيه؟ هل لا نعرف المصريين واخلاقهم وصفاتهم وامراضهم؟ هل نكافئهم على احتلال ارضنا وعلى ظلوماتهم التاريخية لنا؟ هل لا زلنا نتوهم ان لديهم شئ يقدمونه لنا من علم او صنعة او خلق؟ وهل ستذهب اعداد كبيرة من السودانيين للعمل فى مصر فى ظروفها الحالية؟ وما الذى سيستفيده السودان لو افترضنا امكانية ذلك؟ هل نحن ناقصين هجرة ومهاجرين؟ هل نسينا ما فعله المصريون بلاجئينا (دع عنك مهاجرينا) فى ميدان مصطفى محمود؟ هل نظن ان من مصلحة مصر استقرار وازدهار وقوة السودان؟ اخشى ان كل ما سنكسبه هو اعطاء المصريين ورقة لمقايضتنا بها بالإضافة الى استقبال ملايين من الفهلويين والنصابين والبلطجية للإقامة بين ظهرانينا. ولا يظنن احد ان حال السودان الطارد سوف يستمر الى الأبد، فإمكانياتنا الطبيعية والبشرية اكبر من ان تسمح بهذا. عندها ماذا سنفعل؟ عندما نستيقظ فنجد الآلاف، ان لم يكن الملايين، من المصريين بيننا، ببذاءتهم ودناوتهم وغشهم؟ حكومة المؤتمر الوطنى وحزبها رابحين ولا شك، فرئيسهم مطارد دولياً ويبحث عن حلفاء يؤمنونه حتى اصبح السودان كله رهينة لدى من يوفر لرئيسه الأمان والدعم. [email protected]