باتت مدن المناقل و24 القرشي وخاصة (ضواحيها) تقتات من سنامها وتستنفر ذاتها في ظل غياب مسؤوليات الراعي عن رعيته وفي احسن الاحوال تعيش معظم قري الاطراف علي حد الكفاف وبلا ادني خدمات او مقومات و لدى إنسان المناقل و24 القرشي منذ القدم إحساس بالتهميش، وخاصة ان مؤشرات الواقع توكد ان قري غرب الجزيرة جميعها ظلمت واهملت ثم افقرت من بعد ثراء وانتعاش كبير في القطاع الصناعي والتجاري وبحسب التقارير كانت 45% من ميزانية ولاية الجزيرة هي من ريع المناقل تذهب الي هناك لكنها لا تعود اما الان فهاجرت الراسمالية تماما وكم من المصانع توقفت وجفت المياه في حقولها بعد دمار المشروع فتخلت الزراعة عن كفالة الاف الاسر و خاصة ان مواطني غرب الجزيرة قبل قيام المشروع لم يعرفوا حرفة غير الزراعة والرعي وكانوا يزرعون بالري المطري، وبعد قيام مشروع امتداد المناقل بدأت الحياة تدب رويداً رويداً في المناقل وأعيد تشكيل الهيكل الإداري لمشروع الجزيرة ليستوعب إدارة الامتداد الجديد، حيث أقيمت إدارة للمناقل جعلت من مدينة «24» القرشي المدينة الجديدة امتدادا لإدارة بركات رئاسة مشروع الجزيرة، وقد أبلى أهل المناقل بلاءً حسناً في الزراعة وحققوا إنتاجيات عالية في المحاصيل الزراعية وتحسنت أحوالهم واهتمت إدارة الخدمات الاجتماعية في بركات(عندما كان المشروع مل السمع والبصر) بإنسان المناقل حيث أنشأت المدارس للبنين والبنات على مستوى الأساس والأندية الرياضية والثقافية وآبار المياه النقية وتوصيل مياه الشرب للقرى(كل ذلك اصبح الان من ماضي المشروع)، وكان للمدير الزراعي لمشروع الجزيرة نائب مقيم في المناقل وقد شغل المنصب عدد من الإداريين الممتازين الذين نهضوا بالمنطقة نذكر منهم على سبيل المثال الأستاذ إبراهيم رضوان والمرحوم عز الدين عمر المكي الذي تقلّد منصب مدير عام المشروع وعبد الحي الفياض وغيرهم، ظلت قري المناقل و24 القرشي اليوم تحت الظلال السياسية وخارج جغرافية الحكومة المحلية والاتحادية واهتماماتها حيث انها تعيش في بؤس وفقر، فإنسانها يحتاج لثورة ويحتاج لإسقاط الهيمنة عليه حتى تتفجر طاقاته، وخاصة وان 99% من سكان المنطقة يقطنون في الريف ، ففي مجال الصحة تعاني المنطقة من تدهور في الخدمات العلاجية والصحية ، وتكاد المستشفيات الموجودة فيها علي الرغم من محدوديتها ان تتحول إلي أطلال ينعق فيها البوم ،مثل مستشفي (المناقل -24القرشي –العزازي –الماطوري) وهذه هي المستشفيات الأكبر بالمنطقة تفتقد للكادر المؤهل والمعدات الطبية الحديثة(لاتوجد فيهاغرفة عمليات بموصفات طبية)...وخاصه في ظل تدهور المشروع و الظروف الاقتصادية التي يعاني منها مواطني المنطقة فهم محدودي الدخل لايستطعون السفر الي الخرطوم أو مدني للعلاج فقد ظل أكثرهم يموتون بالبلهارسيا والملا ريا والسرطانات والنساء في الولادة... أما في مجال التعليم فان مدارس المنطقه تفتقد الي ادني مقومات العملية التعليمية الضرورية العنصرالبشري بينما العشرات من الخريجين من ابناء المنطقة يعلقون شهادتهم علي الجدران وهم هائمون علي وجوهم في أزقة الخرطوم عطالة لا حول لهم ولا قوة وان حالف احدهم الحظ أصبح من أصحاب المهن الهامشية في مدني او الخرطوم وهو يرمق بأسي مكتب الاختيار و معظم قري غرب الجزيرة في هذا القرن تشرب مياه الترع والحفائر بعد تنقيتها عن طريق مرشحات رملية تم إعدادها منذ الستينات دون أن يتم تجديدها أو صيانتها ، وغالبية مكائن رفع المياه معطلة أو لا تجد الديزل الكافي ولا الشبكة السليمة لكي تسقي القريه عبر الحنفيات فيكون البديل ((عيني عليك باردة يا السمحة يا الواردة)) ...فأصبحت موردًا مشتركًا للإنسان والحيوان، و جماهيرهذه القري تحمل الحكومة المركزية كل الاخفاقات والتراجعات والانهيارات الخدمية وتعطيل عجلة التنمية ومشروعات الطرق والمياه والصحة قضايا ما عاد هناك من يوقف الحديث عنها كما ليس هناك حكومة محليه مهتم بها .. فان محلية المناقل التي (فتقتها حكومة الموتمر الوطني) لشئ في نفسها بعد ان كانت رتقا فتمختضت (محليه 24 القرشي) التي لم يكن قيامها يوما مطلب من مطالب جماهير المنطقة الذين كان مطلبهم الاهم قيادة سياسية رشيدة قادرة علي انتزاع حقوقهم استنادا للحق والواجب والقانون ومن ثم المسوؤلية السياسية والاخلاقية تجاه هولاء الجماهير الذين هم ليست بحاجة الي محلية جديدة بقدر حوجتهم الي ثورة اجتماعيه شاملة ،تطيح بكل البني القائمة علي تمجيد الاشخاص، وتضرب كل اركان الولاء الاعمي للعشيرة والقبيلة ،وتتخلص من كل مفاهيم الجهل والتخلف حتي يتمكنوا من خلق قيادة تنتج وتبدع وتتواصل مع القواعد،قيادة تؤمن بالعدالة والحريات الاجتماعية والتعددية الفكرية والسياسية ،قيادة تتحرر من الانتهازية وقبل كل ذلك ان لاتكون ايديها (ملوثه) بحقوق الضعفاء وتثورمن اجل حقوق الجماهير لالاجل مكاسب شخصية ،كما لا تكون منبطحه ومتساوقه مع ادوات النظام الذي اوصل المنطقة الي مرحلة اللاشئ... وفي النهاية ان الحلم بغد مشرق من الحرية والتنمية والعدالة الاجتماعية ،لسكان قري محليتي المناقل و24 القرشي سيبقي ماثلا ،ومشرقا، بالطريقة التي تحفظ كرامة المجموع،لا لفئة ضلت وخانت اهلها ورمتهم في اتون الفقر والعوز والحاجة وتجارة الدم والعرقية البغيضة وهي السبب في تفاقم الظلم الاجتماعي لسكان منطقة غرب الجزيرة الذين قدموا الكثير مقابل غياب التنمية والنسيان والاهمال ، وقد وصلت (المنطقه) لهذه الحاله من التشرزم والتقسيم بفعل سياسات النظام الحاكم وبعض الفاسدين من ابناءها المقربون منه ، فالمنطقة تحتاج لظهور قيادات جديدة، كما هي بحاجة لأبنائها جميعا ليخرجوا ويساهموا في بنائها، فهي لا تزال متخلفة في كل شئ، مدارسها دون المستوى، قراها تعيش في بؤس وعوز وفاقه، إنسانها يحتاج لثورة ووعي حتى تتفجر طاقاته ....لذا فليتحد ابناء المنطقة الشرفاء من اجل تنمية حقيقية تعم المنطقة باثرها....!!!!