طريق "المناقل-24 القرشي" ينتظر قرارا سياسيا ظلت أصوات سكان المناقل و «24» القرشي وجميع القرى الواقعة على امتداد النيلين، تتعالى منذ سنوات مطالبة بإكمال هذا الطريق الحيوي، غير أن هذه الأصوات بقيت بلا صدى حتى بحت.. في حين أنهمرت الأصوات الانتخابية بغزارة على الصناديق في آخر انتخابات رئاسية وتشريعية، وهي تختار مرشحي الحزب الحاكم، كما انتخبت بقوة رمز الشجرة، وهي عندما قامت بهذا الفعل، تدرك أنها في حاجة للخدمات الاجتماعية، وأن الحزب الحاكم هو الذي سيوفر هذه الخدمات.. وقد كانت الكهرباء لقرى الجزيرة أبرز المكاسب، إلا أن قائمة المطالب المشروعة بقيت كثيراً في أيدي الأهالي الذين لا يعرفون عبر تاريخهم الطويل أن المطالب تتحقق عبر فوهات البنادق.. وهنا لا أود أن أتحدث عن مطالبهم الخاصة بالمياه النقية وهزيمة البلهارسيا وتوفير الكرسي لتلاميذ المدارس، بل أقف متسائلاً في حيرة ودهشة من هم الرجال الذين كُلفوا بتنفيذ طريق «المناقل 24 القرشي»، ومتى عقدوا آخر اجتماع، وماذا قرروا فيه.. فقد ظل هذا الطريق أشبه «بسنابل» أستاذنا الصافي جعفر التي يستدل بها على نجاح مشروع سندس الزراعي، ويسارع بإشهارها في كل لقاء يعقده مع المغتربين، دون تذوق الثمار.. فطريق «المناقل 24 القرشي» ظل منذ سنوات طويلة يُذكر الناس بمرارة الواقع وبؤس الحال، فما من ردمية رُصفت وقبل أن يتناقل السكان أخبارها تكون قد هُدمت بعوامل الطبيعة، بل الجديد أن الردمية هذه المرة هُدمت بفعل فاعل، عندما تفتحت عبقرية الرجال المكلفين بهذا الملف ليبدعوا في نقل الرمال بل حتى تراب الأرض إلى طريق فرعي آخر داخل المحافظة، ولعله فعل يرقى لدرجة الجريمة ليس لعدم جدوى الطريق الفرعي، ولكن الجريمة تكمن في الغباء المدهش، فكيف بالله عليكم ينقل التراب عبر الشاحنات، ألا تساوي تكلفة نقله جلبه من مكان آخر؟! علماً بأن حاجته مازالت قائمة، أم قصد بالأمر ضغط الفواتير؟! ويبقى طريق «المناقل 24 القرشي» الذي يمتد حتى أبو حبيرة بالنيل الأبيض شرياناً حيوياً ليربط أكبر منطقة مروية عرفت بالإنتاج الوفير في المجالات الزراعية وكذلك الحيوانية.. وإذا قدر لهذا الطريق أن يكتمل فهو يعني ربط مشروع الجزيرة بكل أنحاء السودان شماله وشرقه وغربه وجنوبه الجديد، وبالتالي يتم نقل المحاصيل الزراعية بسهولة، كما يتمكن السكان من التنقل، وهم الذين يعانون خلال أشهر الخريف حينما تتقطع بهم السبل، وتعجز حتى «البكاسي» من موديلات« 81 و82» عن الحركة في الأرض الطينية. طريق «المناقل 24 القرشي» في حاجة لقرار سياسي من رئيس الجمهورية عمر البشير، على أن يوكل العمل فيه لرجال لا يسهرون الليل في اجتماعات تنتهي بنقل الرمال والتراب من موقع إلى آخر. ونأمل أن تشهد الأيام القليلة المقبلة فعلاً إيجابياً بشأن هذا الطريق، الذي سيحدث نقلة نوعية كبيرة اقتصادياً واجتماعياً.