شعار خالد في تاريخ السودان الحديث انطلق من وجدان شعب السودان في اليوم الدامي من ملحمة أكتوبر 1964 في هدير داوى ،كان قادراً على تحطيم الجبال العاتية ، وجموع واثقة الخُطى نحو هدف واحد بإنهاء الحكم العسكري لفترة امتدت ست سنوات فيسقط الشهيد تلو الشهيد صرعى وسط حمامات الدم الذكية التي روت ميدان القصر ولا يزال نداها حتى اليوم طاهراً يروى أرض السودان كلها بنضالية شعب السودان وإصراره على الحرية والديمقراطية ،إنه يوم الخلود 28 أكتوبر 1964ويوم النصر لأمة أبت الذلة والمهانة وتوجت نضالها بثورة هي أم الثورات الشعبية. كان المنظر مهيباً وأرتال الشرفاء تتوافد من مساحات بعيدة من أمدرمان والخرطوم بحري وأطراف الخرطوم البعيدة والقريبة لتتلاحم مع أرتال الشرفاء من الأقاليم وكلنا يذكر ارتال كسلا تزحف للخرطوم بقيادة محمد جبارة العوض ومدني حاضرة بقيادة المزارعين والشيخ محمد الأمين ن وعطبرة مدينة الحديد والنار بعمالها الشرفاء ، والجمع كله قائد للثورة في هذه الملاحم البطولية ليتحقق النصر وحتى داخل القصر. هذا المحفل الوطني الخالص الذي أسموه في دول الجوار بالثورات العربية فتفوق علي هذه الثورات عُدةً وعداً وتاريخاً سابقاً لهم والذي كان من صنع السودان وشباب السودان من الجنسين والشعب السوداني كله القائد والموجه. واليوم وبعد حكم الانقاذ الذي دام 25 عاماً والتخطيط على قدم وساق من قادتها لتمديده سنوات أخرى والشعب السوداني في حيرة أمام قيادات معارضة ، أصابها التفكك والفرقة وشاخت لدرجة العجز الفكري وهو مرض عضال أصاب الجميع التجمعات الحاكمة والمعارضة. فالصورة قاتمة والمنظر مخيف من قادم لا أحد يعرف عُقباه ، أهو من دولة حاكمة بحد السيف من خلال الأجهزة الأمنية والامعان على رفض الآخر والمزيد من الفساد وعزل الكفاءات وإحلال أصحاب الولاء ؟، ، أم من قوى تحمل السلاح وتريد فرض واقع هو لها وحدها والأغلبية الصامتة والتي تزخر كوامنها بالوطنية الصادقة بدليل صبرها حتى عجز الصبر عن صبرها وثوراتها التي كان آخرها سبتمبر 2013 بعيدة عن المشهد ؟ ، ام أحزاب تقليدية شاخت وتشرذمت الى أوصال وفقدت القيادة الفاعلة ، أم نقابات واتحادات طلاب أحالوها لأبواق للنظام والغالبية صابرة متحسرة على ماضيها الجميل كرائدة للعمل النقابي على مستوى العالم العربي وأفريقيا ( هيئة شؤون العمال عام 1944 في عطبرة السكة الحديد ) ، أم غالبية تعاني من القتل والتشريد والنزوح والغلاء الطاحن والكبت وتنتظر أن يأتها الفرج من باريس أو أديس أببا وليس بزحف الجموع البشرية من العاصمة وكسلا ومدني وبورتسودان وكل مدن وقرى السودان ؟ . هو سؤال يطرحه كل مواطن سوداني ومواطنة سودانية كل صباح ويعود الى الله الواحد القهار لينعم عليه بالفرج والخلاص ويردد قوله الكريم(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) ودوام الحال من المحال ، فلماذا لا يخاطب الجميع أنفسهم والاعتراف بفشلهم وهل يخافون من الفراغ الدستوري يوم رحيلهم فأرض السودان ولادة بقادة يعرفون الله حق المعرفة وتملك الايمان قلوبهم ولهم المقدرة والكفاءة على القيادة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فاذهبوا جميعكم يرحمكم الله. إن الجولة القادمة للصراع سوف تكون في أبريل 2015 في الصراع على القصر كلٌ بطريقته وأسلوبه بعيداً عن شعب السودان، ولكن ، بعيداً عن الحساسية المفرطة دعونا نفترض أن الثورة الشعبية والانتفاضة القادمة لم يكتب لها النجاح ( لا سمح الله ) وقامت انتخابات الرئاسة وقد حسم النظام ترشيح المشير عمر أحمد البشير بعد صراع داخل المؤتمر الوطني فهل من بين لآخرين رجل رشيد بينهم هم لتولي قيادة السودان للمرحلة القادمة ومع احترامنا للأفراد، حيث لا يختلف أثنان إنه الأنسب بين منافسيه داخل المؤتمر الوطني لأنه يملك ملكة القيادة الكاريزما دون منافسيه وهل هذه تكفي ؟، وننتقل للجانب الآخر من المعارضين فالحزب الأقوى تاريخياً الاتحادي الديمقراطي قد قدم للساحة السودانية في السنوات الماضية شخوص سودانية وتشرذم لمجموعات ، وأيضاً من منهم الأقدر على القيادة بخلاف مولانا السيد مخمد عثمان الميرغني وهو عازف عن الحكم ؟ ، ثم الحزب صاحب الأغلبية حزب الأمة الذي تشرذم لمجموعات شاخ قائده وتشتت قياداته الوطنية فاذا عجز عن لملمتها فكيف له بقيادة تحكم السودان كله ؟ وحزب المؤتمر الشعبي الشق الثاني من المؤتمر الوطني والذي قاد انقلاب 1989 هل سيجد القبول من الناس بعد معاناة السنوات الماضية التي كان سبباً مبشراً لها ؟ والأحزاب الاشتراكية بما فيها الشيوعي والبعث وغيرها فقدت القيادة وتعيش في دوامة لاختيار القائد الذي يعرف الطريق الى القصر. ثم قوى الاجماع الوطني التي أصبح نشاطها اعلاميا وتبحث عن قائد فقدته الجموع في انتفاضة سبتمبر 2013 ؟ ، ثم القوى الثورية التي تبحث عن مناطقها في مطالبات عادلة في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور بشعار قضية السودان كله وقد طوقت نفسها بلغة السلاح فمن يضمن حيادها اذا اعتلت مقاليد البلاد ؟ والنظرية التي يتفق عليها الجميع ، أنه بمجرد أن توقف الحرب الأهلية أوزارها فإن كل محارب شارك في القتال سوف يبحث عن مغانمه حتى لو أدت لحروب داخلية أخرى ، وهل تتفق هذه القيادات على رجل رشيد لحكم السودان ؟ والغالبية الصامتة تنتظر الفرج من الله وقد أصبح هذا هو حال السودان بفعل نفر من أبنائه. نعم أصبح هذا هو حالنا نعشق السفر لطرح قضايانا في الخارج وأصبح السياسيون زي شجر الدوليب يرموا بره ( ثمرة أحلى من المانجو ) ، ونضالهم في الخارج ، وأطربنا بها عبدالكريم الكابلي ( زمان الناس هداوة بال وأنت زمانك الترحال ) نعم قد أصبحوا سواحاً وسائحين واختيارهم دائما موفق باريس وأديس اببا وجنيف والقاهرة ولندن ودوحة الخليج ،، ويا خلق الله ما تقعدوا في( الواطة) فأرض السودان طاهرة ذكية سوف تحميكم من كل دنس وتبث فيكم روح الوطنية الصادقة وهو نداء نعلم أنه سوف يكون كهشيم تذروه الرياح ولكن نقولها لكم في جمعيين من السياسيين : أولاً : تجمع الحاكمين بأن يتوافق ( المؤتمرين الوطني والشعبي ) فأنتما أصحاب الريادة لما وصلنا اليه بعد 25 عاماً وأطلقوا على أنفسكم من الاسم والأسماء ما يحلوا لكم وأدخلوا حلبة الصراع الديمقراطي متحدين فمهما تبدلت أسمائكم فأنتم في نظر شعب السودان كيان واحد ووقتها سوف تعرفون وزنكم الحقيقي حتى لو كان شعار الدين الذي اتخذتموه حكراً لكم. ثانياً : أحزاب الأغلبية السابقة بقيادة أهل الحكمة والموعظة الحسنة السيدين مولانا محمد عثمان الميرغني والامام الصادق الصديق المهدي أن تبادرا بدعوة كافة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في تكتل وطني شامل والاتفاق على القوي الأمين القادر على قيادة البلاد في المرحلة القادمة حتى لو كان من خارج الأسرتين وأطلقوا على هذا التجمع ما شئتم من الاسماء. ثالثاً: إن قضايا الشعب السوداني لا تحتاج لنظريات أو ترحال وسفر للخارج فهي قضايا الداخل السوداني بعودة الأمن والأمان في ربوعه والحياة الحرة الكريمة وعودة القوات المسلحة لحماية أمن البلاد وحدودها فما عليكم أيها القادة إلا الدخول في انتخابات حرة شريفة بين التجمعيين ليقول الشعب كلمته واختيار المواطن الصالح ليعتلي قيادة الولايات والوزارات الشخص الذي يخاف الله ، ويخاف على سمعة شرف أسرته ونقاء أهله نحو سودان جديد بنصر حتى القصر . [email protected]