ارتُكبت في حق الوطن منذ إستغلاله ، جرائم وطنية كبيرة ، حطت من قدره ، ومن أداءه وعطاءه ، من إقتصاده ، وإنسانه وترابه ، من مجتمعه وهويته ، وربما تؤدي في القريب العاجل بفناءه إذا لم يدرك ذوو العقول عقولهم بالتقى والنهى ، وذوي الوطنية وطنهم ، بالقدر الذي يستحق ، وإذا لم يتنازل الجميع عن غيهم الذي فيه سادرون . إدعاءا إدارة السودان وتنميته او حتى المحافظة عليه ، بعد خروج المستعمر مباشرة ، ودون تسليم وتسلم ، ونقل لكيفيات إدارته وحكمه ودون تدريب ودراية ، جريمة إشتركنا فيها تكنوغراط وطائفية ، وجميعنا . عدم محو آثار التفرقة والإنقسام وإبغاء الحدود الملتهبة ، الحدود في الجغرافيا ، والحدود في الهوية ، والحدود الثقافية والإجتماعية ، والنفسية ، والحدود في المصالح بين الجنوب والشمال كما هي موروثة من الإستعمار ، وعدم ايجاد حلول لإذابتها ، مما أدى لتفكك البلاد، جريمة . التنازل والإستجابة لتمنيات او تهديدات ، ولدت مشاكل مناطقية ، لم يك فيها مراعاة لُحمة الوطن ووحدته ، وتنازلات حكمها الخوف ، أو الأنا والمنفعة الخاصة وأطرّها الرجاء ، السراب من الغرب ، في تخليق قضية دارفور والإعاشة منها ، او أدت الى التوقيع على نيفاشا ، او التنازل عن بعض اطراف الوطن ، بإدعاء الحكمة ، وخير الوطن ، ودون إستفتاء وإستشارة كل الشعب ، جريمة . وجود ايدولوجيا ، يسار ، يمين ، تتناطح وتتحارب وتدمر مقدرات الوطن وتمحو مكتسباته وتحيله الى ، عجلة تدور وهي ملتهبة ، تدميرا ، وإقعادا ، وتخلفا ، لمجرد لعبة كراسي وتمكين أيدولوجيا معينة تحكم الوطن وتحدد شكله وجغرافيته وطريقة حكمه وتوجهه جريمة، تشترك فيها كل الحكومات وكل المعارضات. الوصول لكرسي الحكم ، ورفض الآخر ، بإعتبار عدم الولاء ، جريمة الجلوس والإستمرار في الحكم لآلاف السنين بإعتبار الوصايا على إنقاذ الوطن ، ومحو حق الآخر في نماءه ، او حرمان الاخر أقلّ حقوقه الانسانية والمعيشية والاجتماعية ، والوطنية ، جريمة. التحدث بإسم الوطن والدولة ، الكيان ، من حكومة واحدة ، وتقرير مصير الوطن ، وتحديد معاملاته الخارجية ، والتوقيع عن كامل شعبه ، عن أمور مصيرية ، تقسيم ارض ، والتنازل عنها ، والتنازل عن كرامة ، ومواقف سيادية ، والإنبطاح بإسم الوطن ، جريمة . إدارة الوطن بالعشواء وحكم الصدفة ، والنظرة الشخصية ، لا مؤسسية ، لا مرجعية دستورية ، لا ضمير وطني ، وبمجرد إملاء العقل الفردي والاداء الإنفرادي ، جريمة . قبول الوسطاء ، المغرضين والممثلين الدوليين ذوي الغرض والمرض ومراضاتهم بالتنازل عن هيبة الوطن احيانا وعن سيادته ، واعطاءهم صكا ممهورا ، واذون مرور مفتوحة ، ويمرعون في الوطن ومناطقه ، يفتنون هذا ، ويؤلبون هذا ، ويصورون هذا ، ويخرجون من الأفلام ما يريدون ويجهون من الاعلام كيف ما يشاؤون ، جريمة . توجيه بوصلة الوطن الخارجية ، بما تشتهي حكومة ما ، وبحسب ايدولوجيتها وبتكتيك يحمي لساعة ويفضح ويدمر لقرن ، يقترب من هذا ويبتعد عن الاخر ، بالعواطف ، والنظرة الضيقة ، لا يرعى مصلحة عليا لبلاد ، ولا يجذب استثمار ولا مصلحة ، ولا يجلب حماية ولا صداقة ثابته ، ويترك الوطن في مهب رياح التغيير العالمية ، وأهيا ، وهانا ، خائفا مرتجفا ، لا نماء يبقي ، ولا وطن يحمي ، جريمة . محاربة الوطن ، ومحاربة الله ومحاربة الإسلام ، ومطاطية مواقف المعارضة ، وإستثمارها للخلاف ، بذريعة سوالب أي حكومة ، ومحاربتها ، لتمرير أجندة ضيقة ، لا تسع الوطن ، وتنميته ، ولا ترمي لوطنية وخير مواطن ، ولمجرد الغبن والتغابن من الضد ، جريمة . الإعتياش بدم الشعب وإطالة أمد الخلاف ، معارضات ، حكومة ، وحروب ، وحوار ، ومعارك لا تؤدي ، لوطن واحد ، وتؤدي لمصالح الوطن العليا وخير انسانه ، وبقاءه ومنعته ، ووساطات تستثمر فينا بزحزحة وتذويب الحلول وإرجاء المواقف ، والإيقاع بين المتحاورين كلما إقتربوا من حل ، جريمة . إعمال السوس الفكري ، ونخر المجتمع أخلاقيا ، وفشو الضلال والإنحلال والسوء والفحشاء في عضم المجتمع ، وتجييشه ضد الإسلام ، بحيث ان حكم من يطالب بشرع ، لا يجد أرضا اجتماعية صالحة ، جريمة . محو آثار الحكومات المتعاقبة ، واداءها وبناءها ، مهما قلّ للوطن ، ثم البداية من الصفر ، بما تمليه ايدولوجيا او هدف يعزز بقاء كيان عن كيان لحكم البلاد ، يؤخر عجلة النماء ، ويزيد شقاء الوطن ، جريمة . الأ نقبل الرأي الاخر ، وان نصنف الاخرين الناصحين لمجرد النصح بما لا تهوى الأنفس ، ثم غمط حقوقهم وابعادهم ، جريمة . نزيف هجرة العقول عن الوطن ، وتحت سمع وبصر الحكومة ، لإخلاء الوطن ، جريمة . إكتشاف خيرات الوطن في منطقة معينة ، هي دولة الجنوب الان ، وصرف كل خيرات الوطن عليه ، واستخراجه في منطقة منازعة وممانعة وحروب ، وعدم إعمال العقل والوعي ، لأيلولة البترول لدولة في طور التولد ، مما حطّ الدخل القومي الى القاع ، وأقعد البلاد ، جريمة. التفريط في بديل اقتصادي طبيعي ، مهوب من الله ، الزراعة ، والتفريط في اكبر مسببات الدخل فيها ، مشروع الجزيرة ، والتفريط في الريادة العالمية في انتاج وتصدير منتجات وخدمات هامة ، القطن ، الصمغ العربي ، السياحة ، الثروات والوارد الطبيعية والبشرية ، جريمة . الفساد الذي عمّ وصار سمة ، في البلاد ، مهما كانت مبرراته ، وتصدير خيرات البلاد ، نقدا ، وخاما ، جريمة. عدم إيجاد مخرج ، وحلول لهذه المشاكل ،الجرائم ، حلولا حقيقية ، وعدم السعي لبناء الثقة بيننا ، ومراعاة حال الإحتضار الوطني ، وتركه يموت مِزعةً ، مِزعة ، وأيد سبأ بين الفرقاء المتحاربين على ارضه البور ، وإقتصاده المنخور ، جريمة . صمت الناس عن الحق ، بدعوى ، التحيز لفئة ، لم تنقذ الوطن ، او لفئة لم ترحم الوطن ، كلاهما جريمة .