النظام الآن يمر بمرحلة هى الأخطر منذ استيلائه على الحكم فى يونيو 1989، بسبب الضغوطات الت يتعرض لها النظام بسبب سياسته الهوجاء ، لقد ساءت علاقات النظام مع دول الخليج (السعودية ، الامارات ، البحرين ) بسبب علاقته بالنظام الايرانى ، والجماعات الجهادية (حماس، فتح، حزب الله والخ ..) ، لذا كان من الطبيعى تنخفض استثمارات تلك الدول فى السودان والتى كانت تساهم بشكل فعلى فى الاقتصاد السودانى من واقع الايرادات من تلك الاستثمارات سياسة هذا النظام أدت الى انهيار الإقتصاد السودانى ، نظام الانقاذ عمل على تجفيف مشروع الجزيرة وخصخته الذى كان يعتبر اكبر مشروع زراعى فى الوطن العربى والافريقى و الذى كان يساهم بصورة كبيرة فى الاقتصاد السودانى . كلنا تابعنا حديث الرئيس السودانى فى قاعة الصداقة عن مشروع الجزيرة وعن عمال المشروع وعن أهل الجزيرة عموماً ، ذكر السيد الرئيس فى مجمل حديثه أن عمال مشروع الجزيرة ذكروا ان الانقاذ هى التى دمرت مشروع الجزيرة ،حيث قال الرئيس السودانى أن مشروع الجزيرة خرب من زمان و أصبح عالة على الدولة وأصبح لا جدوى منه ، هذا وذكر بأن عمال المشروع هم تربية شيوعية لا يفكرون فى مصلحة المشروع ، كل تفكيرهم معرضة الانقاذ . عجباً من هذا الحديث الذى يخرج من رئيس دولة يتحدث الى الشعب بهذه الطريقة ، غالباَ رؤوساء الدول لا يتحدثون كثيراَ عن سياسات الحكومة بل يوكل لمثل هذه الاحاديث الناطق الرسمى باسم الحكومة ، لم ارى فى طيلة حياتى رئيس يتحدث بهذه الطريقة ضد شعبه ، مشروع الجزيرة قبل مجيئ الانقاذ كان يشكل الداعم الرئيس للاقتصاد السودانى ، وعندما اتت الانقاذ فى 1989 عملت على خصخصت هذا المشروع كما ذكرت اعلاه ، الان المشروع دمر تماماً بفضل سياسةالانقاذ ، الآن الدولة السودانية تعانى من أزمة اقتصادية ضخمة جدآ ، الحكومة عملت على رفع الدعم من السلع الضرورية والمحروقات البترولية فى المعالجات الاقتصادية التى طرحتها لتغطية العجز لكنها لم تفلح فى ذلك ، الآن المواطن السودانى ينكوى من أرتفاع الاسعار فى السلع ومن الذيادة الجنونية بصورة شبه يومية لكل السلع الضرورية فى الاسواق وهنالك توجد عملية احتكار للسلع فى ظل انخفاض الدولار امام العملة الوطنية ، لقد ظن المواطن بان انخفاض الدولار امام الجنيه السودانى سوف ينتعش الاقتصاد وتنخفض الاسعار لكن حصل العكس . الآن الفساد انتشر وبسرعة كبيرة وسط قادة هذا النظام عبر شركاتهم التى يدورونها من خفاء ، الآن برزت الى السطح قضية شركة كومون المشرفة على إدارة صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم ، والتى حركت فيها الشركة بلاغات جنائية ضد النائب البرلمانى محمد الحسن الامين ولقد جاء الخبر كما ورد فى صحيفة الراكوبة كما يلى :- حرّكت شركة كومون المُشرفة على إدارة صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم، بلاغات جنائية ضد النائب البرلماني محمد الحسن الأمين، وخاطبت رئيس برلمان البشير للموافقة على رفع الحصانة عنه، وذلك على خلفية هجوم محمد الحسن الامين المكثف على شركة كمون التي يديرها يوسف محمد الحسن الذي يعمل كواجهة لكمال عبد اللطيف ووزير الدفاع بالنظر عبدالرحيم محمد حسين. وتعود اسباب المشكلة الى الطلب الذي قدمه محمد الحسن الامين الى البرلمان لاستدعاء وزير الدفاع بالنظر عبد الرحيم محد حسن لمساءلته عن ممارسات شركة كمون في صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم، وهو ما اغضب الشركة التي نشطت بشدة وقامت باستدعاء بعض رؤساء تحرير الصحف وبعض كتاب الاعمدة، ووجهتهم بضرورة انتقاد النائب البرلماني محمد الحسن الامين الذي اتهم شركة كمون بتحصيل اموال طائلة من المغادرين عبر صالة كبار الزوار دون وجه، وقال انها تفرض رسوما خارج اطار القانون الذي استنه البرلمان لتنظيم عمل المطار. ورجح مراقبون تحدثوا ل (الراكوبة) أن الصراع بين قيادات البشير حول نهب المال العام وصل مرحلة متقدمة يتم عبرها إستخدام (الضرب تحت الحزام) بصورة علنية وكذلك إستعمال الأسلحة المشروعة وغيرها، مشيرين الى أن محمد الحسن الأمين أضحى كرتاً محروقاً ولا قيمة له وسط أوراق و(كوتشينة) المؤتمر الوطني ( المصدر الراكوبة وكالات ) فى تقديرى الشخصى ان تنبؤات الاستاذ / محمود محمد طه قد بدأت تتحقق ، حيث ذكر الاستاذ ان الاسلاميين سوف تظهر بيناتهم فتنة وسوف يختلفون فيما بينهم حول الفساد والجشمع وهذا ما حدث الآن وقال ان الشعب السودانى سوف ينتزعهم من جزروهم اقتلاعاً وهذا ما سوف تكشفه لنا الايام القادمة ...