بمبادرة كريمة، من وزارة الصحة في ولاية الخرطوم، وبدعوةٍ خاصةٍ من البروفسور مأمون محمد علي حميدة وزيرها، التقى ثلةٌ من كرام الأطباء وأساتذة الجامعات وبعض أسرة المُحتفى به، الأخ الصديق ماهر مصطفى عبد العزيز استشاري طب الطوارئ والعناية المكثفة في بريطانيا، في فندق كورال (الهيلتون) أمس (السبت)، وذلك بُغية تكريمه، تقديراً وعرفاناً، لجهوده الخيرة في تقديم الدعم غير المحدود لبرامج تدريب الأطباء السودانيين والكوادر الطبية السودانية داخل السودان وفي بريطانيا. كما قدم الأخ الدكتور ماهر حمد ضمن برنامج حفل التكريم محاضرة عن طب الطوارئ والعناية المكثفة والأخطاء الطبية. وقد بذل الأخ الدكتور ماهر حمد جهوداً مقدرةً في تدريب بعض الأطباء والكوادر الطبية في مجال تخصصه، ألا وهو طب الطوارئ والعناية المكثفة، سواء في بريطانيا أو القدوم في عطلاتهم إلى السودان في قوافل طبية بريطانية، يشارك فيها أطباء بريطانيون وسودانيون مقيمون في بريطانيا، من أجل تدريب زملائهم وزميلاتهم في مستشفيات السودان المختلفة بالخرطوم والولايات الأخرى. وقد عُرف عن الأخ الدكتور ماهر حمد أن جهوده مع الأطباء الشباب، لا تُقتصر على التدريب فحسب، بل تمتد إلى احتضان هؤلاء الأطباء حديثي التخرج، ومساعدتهم في الحصول على العمل والتدريب والتأهيل. ويُقدم كلَّ جلائل الأعمال للأطباء السودانيين في بريطانيا من غير منٍ أو أذى. ولجملة ما أوردت من حيثيات وغيرها، رأت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم، ضرورة اغتنام سانحة وجوده في السودان هذه الأيام، لتكريمه في لمسة وفاءٍ، تقديراً لما قدمه من جُهدٍ وعملٍ صادقٍ لتدريب زملائه الأطباء، وجهوده المخلصة لتثبيت أركان جُهد وزارة الصحة في ولاية الخرطوم لدعم طب الطوارئ والعناية المكثفة، بخبرات وكوادر مؤهلة، وتقنيات وأجهزة متطورة في سبيل تقديم خدمة طبية راقية، والعمل بجُهدٍ وإخلاصٍ من أجل إنقاذ حياة المريض السوداني، والعمل العلمي الجاد، الساعي إلى تأجيل القضاء المبرم (الموت)، وصولاً إلى إزالة أسباب ومُسببات القضاء المؤجل (المرض) في سبيل التسبب في الشفاء، لأنه من عند الله، تصديقاً لقول الله تعالى: " وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ". وأحسبُ أنه من الضروري الإشارة إلى جُهد الأخ الدكتور ماهر حمد في القوافل الطبية التي كان ينظمها المجلس القومي السوداني في المملكة المتحدة وإيرلندا، برئاسة الشيخ الدكتور إبراهيم الطيب الريح، ضمن جُهود إخوةٍ أطباء له ينذرون عطلاتهم من أجل بني وطنهم في السودان، تدريساً وتدريباً وعلاجاً في العديد من مستشفيات ولاية الخرطوم وغيرها من ولايات السودان المختلفة. فقد عدَّد المتحدثين أمس (السبت)، جلائلَ أعمالِ الأخ الدكتور ماهر حمد في مجالات الطبابة والتدريب. وأكد البروفسور مأمون حميدة في كلمته أن الأخ الدكتور ماهر حمد من الذين اختصهم الله تعالى لقضاءِ حوائجِ الناسِ، وزاده الله بذلك عُلواً واختصاصاً. أخلصُ إلى أن حفل التكريم الذي نظمته وزارة الصحة في ولاية الخرطوم، كان مقصده الأساسي تكريم أولئك الذين يبذلون جُهداً مقدراً في مساعدة بني وطنهم في مجالات تخصصهم، سواء أكان ذلك في مهاجرهم أم في وطنهم الأُم. فكان الحفل التكريمي للأخ الدكتور ماهر حمد أمس (السبت)، يُؤكد هذه المعاني، ويُشجع تلك المقاصد، في لفتةٍ بارعةٍ، ومبادرةٍ رائعةٍ، شهدنا التكريم الذي تنزل فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يَشْكُرِ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرِ النَّاسَ". ولنستذكر في هذا الصدد، قول الله تعالى: "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ". وقول الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي: الناسُ بالناسِ ما دام الحياءُ بهم والسعدُ لا شكَّ تارات وهباتُ وأفضلُ الناسِ ما بين الورى رجلٌ تُقضى على يده للناسِ حاجاتُ