الثورة في دولة ليبيا المجاورة للسودان عند اندلاعها عقب ثورات الربيع في عام 2011 واسقطت بعدها الرئيس معمر القذاقي الذي ظل علي كرسي الحكم كاطول حاكم في شمال افريقيا علي الحكم،ولا يضاهيه في ذلك سوي الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي ،عشرات العقود من الجلوس علي كرسي السلطة،حتي ظن ان الكرسي مازال مثبتا بخرصانة السلطة الي الابد،تكبر واستكبر واستعلي ثم تجبر،هب الشعب الليبي واقتلعه من جذوزه كما حدث قبلها للرئيس التونسي زين العابدين بن علي والمصري محمد حسني مبارك،والليبي علي عبدالله صالح،وهذه الثورات لم تؤتي بثمار الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ،الا الي حد ما في تونس التي استطاعت ان تنتخب حزب علماني للحكم في البلاد بقيادة حزب نداء الذي يقوده السبسي، استطاع هزيمة الاسلاميين في معاقلهم بعد سيطر حزب النهضة الاسلامي تحت قيادة راشد الغنوشي فترة قصيرة علي الحكم ،واما مصر التي جاءت بحركة الاخوان المسلمين ،سرعان ما انقلب الشعب المصري عليهم،واطاح بهم ،مع ابداء سوء النوايا في العلمية الديمقراطية، يؤمنون فقط بالصندوق الانتخابي ولا يؤمنون بالعملية كاملة في حق الاخرين في الاختلاف السياسي والايدولوجي والديني،واليمن تحولت الي وضع اشبه الافغنة مع سيطرة قوية وشاملة للحوثيين الشيعة في صنعاء العاصمة والمدن هينموا عليها سابقا... والعودة الي ليبيا التي تقسمت بين تيارين اسلامي متطرف يقوده الاسلاميين الذين يدعمهم السودان وقطر وتركيا ،وطرف اخر يقوده قائد الجيش الليبي خليفة حفتر وسمي علمياته ضد المتطرفين الاسلاميين بعملية الكرامة الليبية،ومع سقوط حكم القذافي وموته علي يد الثوار في عملية قتل وصفت من قبل العديدين بالبشعة وذات طابع تفوح منه رائحة التشفي والكراهية تجاه الزعيم اربعيني الحكم في الكرسي الليبي واراد ان يحولها الي دولة قذافية بالوراثة ،والشعب الليبي قالت كلمته الفاصلة في ذلك.... والقيادة الليبية الجديدة تصرح دائما ان السودان يقدم الدعم العسكري الي الجماعات الارهابية في ليبيا،ويعمل علي فتح معابره البرية لدخول المساندين للاسلاميين في ليبيا،رغم الزيارة الليبية الاخيرة الي الخرطوم،والاتفاق علي ان السودان سيساعد من يختاره الشعب الليبي ولن يدعم طرف ضد اخر.وتصريحات قائد عملية الكرامة الليبيىة الاخيرة اكدت ان حكومة السودان مازالت تقف رجل برجل مع الارهابيين الليبيين،وقال حفتر ان التعاون يقصد الارهابيين والسودان لا يحتاج الي اي اثبات وهناك تعاون سوداني مع قوات فجر ليبيا وتعاون وثيق وموثق جدا... وهذه التأكيدات الليبية تورط الخرطوم المدعية للحياد في الصراع الليبي الداخلي،وانتقام من الليبيين الذين اتوا في الحكم،هم يختلفون من حيث العقيدة والايدولوجية لسلطة الخرطوم،وتهم موالاة الارهابيين ودعمهم هي الصفة الملازمة للخرطوم الان،من الشباب الصوماليين ،الي جماعة بوكو حرام النيجيرية وامداد الارهابيين في صحراء سيناء بالسلاح والتغاضي عن عبورهم من السودان مصر وليبيا،وحتي جماعة السيليكا الاسلامية في افريقيا الوسطي لها ذراع سودانية من التمويل والمساندة والتشجبع ،والبشير يرغب في التبراءة ،الا ان الشواهد تؤكد ان نواياه الارهابية لا تنتهي في السودان،ممتدة الي دول الجوار ودول اخري بعيدة عن محيطه الاقليمي ... الامر لا يقف علي هذا الحد وحده من ان الدعم السوداني مؤكد لقوات فجر ليبيا،منعت الداخلية الليبية السودانيين والفلسطينيين والسوريين منى دخول الاراضي الليبية ،والقرار تم تعميمه علي كل المعابر البحرية والجوية والبرية،وذكر في القرار ان حاملي هذه الجنسيات تشارك مع المجموعات الارهابية في القتال في بنغازي ومدن غرب ليبيا في اعمال ضد رجال الجيش والشرطة،واضافت مصادر عسكرية ليبيا ان الطيران السوداني والتركي ،مدني او عسكري كان ،لو حلقتفي الاجواء الليبية سيتعرض لنيران المدفعية الليبية،وقال الناطق باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد عقب التصريح الليبي لا يعني لهم شيئا،لان الحكومة السودانية لا تقوم باختراقات للحدود الليبية عبر طيرانها الحربي. المجتمع الدولي بعد ظهور الدول الاسلامية في العراق والشام داعش،اصبح لايهتم بمايجري في السودان ودول الجوار ،صب الاهتمام كلها في تحالف عالمي للقضاء علي الدولة الاسلامية المسماة(داعش)،وتجاهل المد الارهابي للسودان في الداخل والخارج،ومساحة المناورة باتت اوسع للحكومة ان تلعب كما يحلو لها في اوتار حساسة،بالاخص في ليبيا سيتضرر منها السودانيين العاملين فيها منذ سنوات.. واصابع الاتهام كانت دوما موجهة الي حكومة الخرطوم التي يقودها حزب المؤتمر الوطني ،وصرح القادة الانقاذيون كثيرا،لولاهم ما سقط العقيد معمر القذافي ،وهم دعموا الثوار،والحقيقة المعروفة ان القوات الدولية كانت اللاعب الرئيس،وتدخلت وقدمت الدعم اللوجستي والعسكري للثوار الليبيين،وهذا ما تفعله في مصر ولا تونس واليمن ،وسوريا كذلك التي تحولت الي مقاطعات طائفية مدعومة باطراف متعددة ايران وحزب الله من جهة ،وقطر والسعودية من طرف اخر لجبهة النصرة المصنفة علي انها مجموعة ارهابية،ووضعت دول مثل وتركيا بالاخص في مواجهة مع المجتمع الدولي،وبصمة الارهاب الانقاذية تؤثر علي استقرار دول الجوار،والداخل معلوم متأثر بحروب داخلية استجلت مليشيات من دول افريقية للقتال مع الحكومة في الاراضي السودانية ...