عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    اهلي جدة الاهلي السعودي الأهلي    أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    التلفزيون الجزائري: الإمارات دولة مصطنعة حولت نفسها الى مصنع للشر والفتنة    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    عقب ظهور نتيجة الشهادة السودانية: والي ولاية الجزيرة يؤكد التزام الحكومة بدعم التعليم    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجريدة تحاور دكتور رياك مشار قائد الحركة الشعبية المسلحة ب(بلدة فقاك)
نشر في سودانيل يوم 09 - 01 - 2015

إدارة دولة مثل جنوب السودان ستكلف المجتمع الدولي الكثير إلا اذا كانت لديه (مارشال بلان )
سلفاكير قتل شعبه بوحشية وفقد شرعيته كرئيس لشعب لدولة الجنوب
بعد عام الحرب انتشرت في الولايات الثلاثة بأعالي النيل والآن متجه على بحر الغزال والاستوائية
مجموعة العشرة اعترفت بان هناك ضغوط دولية منعتها من الانضمام للمقاومة
الحرب الحالية، لم تكن خياري، ولم أضعها في حسباني
نحن متأثرين ونعزي كل من فقد حبيب وحبيبة في أحداث 16ديسمبر و مابعده
إذا تنحى سلفاكير ستقف الحرب تلقائياً
بإضافة 5 دول تحولت الوساطة إلى قارية وفقدت الايقاد الوساطة
نعم ساهمنا بالصمت في خلق ديكتاتور مثل سلفاكير
أعالي النيل : فقاك: فاطمة غزالي
ولد رياك مشار في العام 1953 وهو ينتمي إلى قبيلة النوير وقد شغل منصب نائب رئيس دولة جنوب السودان في يوليو 2011، وهو من مؤسسي الحركة الشعبية لتحرير السودان، سبق وان دخل في خلافات مع قيادة الحركة الشعبية بقيادة دكتور جون قرنق وقال انها كانت في اطار البحث عن الديمقراطية داخل الحركة .. وقبل عام دخل في خلافٍات عنيفة مع الرئيس سلفاكير ميارديت الذي اتهمه بتدبير انقلاب يهدف به إلى الاستيلاء على الحكم بالقوة، وهو ما سمه مشار، (بكذبة الانقلاب) هذه الخلافات جرت الجنوب إلى صراع دموي بالغ العنف دفع فاتورته آلاف الضحايا وملايين النازحين واللاجئين .. مهمة إجراء حوار مع رياك مشار في ظل زحمة 5 الف مؤتمر ببلدة فقاك لم تكن مهمة سهلة لان مسألة ادارة الوقت في ظل زحمة الاجتماعات الرسمية واللقاات الفردية كانت عصية على مكتبه في إيجاد وقت مناسب لإجراء الحوار .. وبما أني كنت الصحفية الوحيدة التي غطت فعاليات المؤتمر حظيت بتميز إيجابي في ان اجد ساعة من وقت مشار المكتنز بالاجتماعات حتى الساعات الأولى من الصباح .. ففي الساعة التاسعة من مساء 16 ديسمبر وفي جو محتقن بحرارة مناخ الجنوب الساخن جلست لإجراء الحوار بمساعدة( رواي )بالمكتب الصحفي لمشار الذي كان يضئ ممسكاً ب (المصباح ) مابين الحين والاخر لمتابعة لأقرأ الأسئلة المفتاحية للحوار حتى التصوير استعصى علينا لان الظلام غطى البلدة والإجراءات الأمنية تجعل منزل مشار أكثر ظلمة وفلاش الكاميرا له تفسيراته الأمنية .. لو تحركات مدام أنجلينا زوجته وهي تعد وجبة العشاء لن تسمع إلا همساً من حرسه الخاص وبعض القيادات المستضافة بمنزله.. كل شيء هناك بحذر حينما تغرب الشمس وتسكن الاشياء في منطقة عسكرية إضاءة المصباح يمكن ان يسبب اضطراب .. لأن قوات سلفاكير بمكانها ان تهاجم في أية لحظة تلك المنطقة المحاطة بقوات تعطي اشارة خاطئة للجيش الشعبي والجيش الابيض في مثل هذا الجو كان الحوار مع رياك مشار الذي أجاب فيه على كثير من التساؤلات المتعلقة بمسيرة الحرب خلال عام والشروط الموضوعة لقبول السلام وإلا الصيف الساخن بالحرب خاصة وانه استند على قاعدة مؤتمر (فقاك )لوضع أجندته امام الوساطة القارية والإيقاد .. ومستقوى بقيادات عسكرية ترفض السلام الهش.. فماذا قال دكتور رياك مشار ل(الجريدة )
اليوم الذكرى المؤلمة لاحداث جوبا 16 ديسمبر ماهو شعورك بتداعيات ؟ حقيقة يوم 16 ديسمبر هو اليوم المؤلم لان ليلة 15 ليلة الاقتتال بين قوات الحرس الجمهوري وبالنسبة لي شيء غير غريب لأني شاهدت اقتتالات كثيرة بين قوات الجيش الشعبي ولكن بالنسبة 16 كان يوما فريدا من نوعه في تاريخ جنوب السودان لانه حدثت مجزرة يمكن ان توصف بالإبادة الجماعية وارتكبتها الحكومة ضد مواطني جنوب السودان وخاصة مواطنيين من قبيلة واحدة وأنا بمعرفتي لتاريخ الصراعات حتى الصراع الذي حدث بين شمال السودان وجنوب السودان لم تقم اي حكومة بعمل مجزرة مثلما فعلت حكومة دولة جنوب السودان في جوبا من يوم 16 وما بعده لانه عادة تحدث صراعات قبلية او بين المواطنين والحكومة تأتي لفض النزاع والفريد في 16 ديسمبر وما بعده ان الحكومة استهدفت مواطنين بالقتل وبإشراف من رئيس الجمهورية نفسه وادعى الانقلاب وهو يعلم جيدا لايوجد انقلاب .. أقول نحن متأثرين جداً ونعزي كل من فقد حبيب وحبيبة في تلك الأحداث من يوم 16 الى مابعده.
احداث جوبا فتحت الباب على مصراعيه للحرب التي خلقت وضع إنساني سيء ؟ من 16 اندلعت الحرب و المواطنين حملوا السلاح لان الحكومة أصبحت غير شرعية مادامت تجزر مواطنيها وعليه كل شخص أخذ سلاحه وقاتل، ونحن في هذه الذكرى الأولى لمجزرة جوبا كما تعلمي ان الحرب انتشرت في الولايات الثلاثة في أعالي النيل والآن متجه على بحر الغزال والاستوائية لان المواطنين أدركوا ان حكومة سلفاكير فقدت شرعيتها .
رغم الصراعات المبطنة والمعلنة داخل الحركة الشعبية وتحديداً بينك وسلفاكير هل توقعت سيناريو مجزرة جوبا وعودة الحرب؟ لا .. إطلاقاً لا.. لانه بعد ان اعلن سلفاكير إعفائي من منصب نائب رئيس الجمهورية أنا احتوت الوضع وقلت لكل من يريد ان يقوم بأعمال شغب بانه لن يحدث اي شيء بسبب إعفائي من المنصب لأننا في حركة واحدة ويمكن ان يتغير الحكام ولكن لا يجب ان يتصارع الناس ويتقاتلوا .. وما كنت متوقع ان يشعل رئيس الجمهورية النار و بدلاً من ان يبسط الامن ويرسخ السلام في بلاده وما شاهدناه من سلفاكير شيء غريب ولم أتوقع ان يدرب رئيس الجمهورية جيش من بطن واحدة ومن قبيلة واحدة لتقتل اهله الآخرين ولذا لم اكن مستعد لهذه التراجيديا.
*مشار من قيادات الحركة الشعبية والرأي العام يقول أنكم من المسئولين أيضاً من دكتاتورية سلفاكير بالصمت على سياسة الإقصاء واشتعلت نار الحركة الشعبية وأحرقت المواطنين الأبرياء ؟ والله .. أنا بقول نعم اشتركنا في خلق دكتاتور لان همنا كان كيف ننفذ اتفاقية السلام ونصل الى مرحلة الاستفتاء تحقيقاً للممارسة حق تقرير المصير في الاستفتاء وكانت هناك مؤشرات تشير الى ان هذا الرجل يريد ان يسير في خلق دكتاتورية في جنوب السودان ولكن قلنا نعطي الأولوية لإجراء الاستفتاء، وبعد الاستفتاء لو تتذكري بدأنا نناقشه خاصة في الدستور لانه اجتهد حتى أجاز المجلس التشريعي دستور ديكتاتوري ركز السلطات في يد رئيس الجمهورية وكن معارض وكتبت ملاحظاتي على الدستور وكان في نقاش حاد في البرلمان وهو ذهب للبرلمان وأنا كنت حينها في أمريكا وقال في دستورين وعبئ أعضاء المجلس لإجازة دستور الذي يريد خاصة تركيز السلطات في يد رئيس الجمهورية وبعد ذلك بدأنا نناقش قضايا الفساد والامن في جنوب السودان والقبلية التي كانت تمارس في مؤسسات الدولة، وتحدثنا عن الاوضاع في الحركة الشعبية وأنها بقيادة سلفاكير فقدت الرؤية والاتجاه.. وبدأنا نتصل بدول الجوار والدول التي ساعدتنا في توقيع اتفاقية السلام وتنفيذها.
هل تحركاتكم هذه دفعت سلفاكير للعنف؟
سلفاكير لانه لا يريد الاصلاح السلمي فلجأ الى العنف اخماداً للصوت الحر واخماداً للديمقراطية في البلاد عموماً فترة الستة سنوات أثناء تنفيذ الاتفاقية كان الهم الاول إجراء الاستفتاء وقلنا نتجاهل ممارسات الفساد وممارسات اخرى .
دكتور رياك مشار أيضاً مسئول عن الفشل الذي حدث في دولة الجنوب وانتهى بالحرب
منذ إعلان الاستقلال وأقول بكل ثقة إنني كنت مسؤولاً عن ملفات محددة، أولها ملف تنفيذ اتفاقية السلام مع السودان، وأعتقد أنني نفذت ما كلفت به، وتم تنفيذ الاتفاقية كاملة، علاوةً على ذلك أشرفت على وضع قوانين عديدة للدولة الوليدة، خلال الفترة الانتقالية وبعد الاستقلال، وأشرفت على الانتخابات والاستفتاء وإعلان الدولة، هذا أكبر ملف كان بيدي وقد أنجزته تماماً، بعد أن أصدر سلفاكير تكليفاً مكتوباً لي، وإذا حدث أي تقصير أو إخلال بالملف المذكور فأنا مسؤول عنه، كذلك تم تكليفي بالإشراف على وضع هياكل الدولة الوليدة، في طور تكوينها الأول، الهياكل وليس اختيار أصحاب المناصب.. تلك لم تكن مسؤوليتي، وقد أنجزت التكليف أيضاً، أنا لم أكن مسؤولاً عن الجيش ولا عن القوات الأمنية الأخرى، ولم يكن لي شأن بالملف الاقتصادي، إلا إذا صدر تكليف مؤقت في بعض القضايا، سلفاكير هيمن على كل مفاصل الدولة، مثلاً كما ذكرت لك .. حدث خلاف حول الدستور الانتقالي، قبل إعلان الدولة، وكان لي موقف، وقد ناقشناه في كل المنابر ونشرته على الملأ، وذكرت أننا بحاجة إلى دستور ديمقراطي وفيدرالي يصون الحقوق الأساسية لمواطني جنوب السودان، عندما جهرت برأيي قال سلفاكير يوجد لدينا دستوران، دستوري ودستور رياك مشار، وقد ذكر ذلك في مجلس التحرير، حتى التصويت تم بموجب من مع الرئيس يمرر دستور الرئيس، وكانت تلك بداية الخلافات بيننا، كلفني بملفات محددة ولم يشبها أي قصور وأنا لا أتحمل مسؤولية الحرب الحالية، لأنها لم تكن خياري، ولم أضعها في حسباني، أنا مارست العملية السياسية بهدوء، وجهرت برأيي عبر الطرق السلمية، وعندما ضاق بي ذرعاً أقالني، وحاول إبعادي من الحياة السياسية وعنما فشل اختلق فرية الانقلاب كي يقتلني مع بقية معارضيه، الدمار الذي حاق بالجنوب مسؤولية رئيس الجنوب شخصياً، والحرب الحالية مولود شرعي لسلفاكير، لأنه فرضها علينا، وأصر عليها حتى اللحظة، أنا لست مثل سلفاكير، ولن أكون مثله أبداً، أنا سياسي صاحب رؤية وخبرة ولي قدراتي، وأعلم يقيناً أن العصر الحالي لا يقبل الدكتاتوريات، وأن زماننا هذا لا يحتمل هيمنة الفرد على السلطة.
فشل رفقاء النضال في ادارة دولة الجنوب كأنما يعكس فشل الرجل الأفريقي وفي ادارة الحكم رغم التضحيات في ثورته ؟ نعم ومن الاشياء التي ذكرتها ان نظام الحكم فاسد يريد ان يكرس القبلية نظام فاقد للرؤية في ادارة الدولة ونظام الرجل الواحد ، نظام يعزل دولة الجنوب من المجتمع الدولي والإقليمي ولا مفر إلا أبعاده من الحزب خاصة وان العمل الحزبي والتعددية الحزبية في طور نامي بالرغم من ان الجنوب مار س الديمقراطية مبكراً ولكن هذا السلفا فاجئنا جميعاً.
المواجهة العسكرية بين رفقاء النضال صدمت المجتمع المحلي والدولي وخلقت شعور عند بعض الجنوبيين بان أوضاعهم في الوحدة افضل ألا تعتقد أنكم استعجلتم في إجراء الاستفتاء ؟
والله المسألة كالاتي لو لا اتفاقية لم يكن هناك سلام في السودان ، ولولا إجراء الاستفتاء لحدث شغب واقول انه تم إجراء الاستفتاء وإعلان الدولة في جنوب السودان وبالرغم مما حدث اعتقد ان الشعب في جنوب السودان سيطيح بسلفاكير وبحكومته ويؤسس دولة ديمقراطية قوية اقتصاديا ودولة تحترم حقوق الانسان ، وأنا ناشدت كل من فقد قريب او صديق في جوبا بان نحول هذه الكارثة إلى التغيير الديمقراطي الذي يوحد الدولة وبعض من الدول عقب استقلالها ضربتها حروب وعدم الاستقرلر بعد 10 او 20 سنة ونحن ضربتنا كانت بعد سنتين الافضل لنا حسم الأمور بعد سنتين برؤية واضحة نؤسس دولة ديمقراطية وفيها حكم راشد ودولة فيها سلام يجمع الجميع في بوتقة واحدة ، لذا اقول وبرغم المجازر والصعوبات التي نحن فيها الأفضل لنا ان نتخلص من سلفاكير بدلاً من ان يكون دكتاتورية لمدة عشرين سنة والبلاد تمضي في طريق الضياع ولو كان ديكتاتور متفتح يطور البلاد ولا يمارس الفساد والقبلية ولم يخلق عدم استقرارا كان يمكن ان يتحمله الأخريين .
هناك حديث عن دكتاتورية سلفاكير مصدرها دكتاتورية الحركة الشعبية نفسها التي كانت تحاسب وتعاقب بلا عادالة ولا تمارس الحرية والديمقراطية قبل ان توقع اتفاق السلام وتصل الى حكم دولة الحنوب وعليه ما يفعله سلفاكير نتاج طبيعي لتربيتها؟
حقيقة هذا القول صحيح لان الحركة الشعبية لتحرير السودان مرت بمراحل فيها صراعات وهذه الصراعات كانت نتيجة لعدم ممارسة الديمقراطية داخل الحزب وفي 1983 وحدث انشقاق ثم توحدنا في سنة 1987 وفي سنة 1991 رفعنا شعار إيقاف الحرب وحق تقرير المصير لجنوب السودان ولكن كانت عندنا أجندة منها ممارسة الديمقراطية داخل الحزب وتأسيس الحزب واختلفنا ثم عالجنا هذا الاختلاف في عام 2002م مرة اخرى وقلنا يمكن تعلمنا من الانشقاقات ولكن هاهو الواقع يكذب توقعاتنا وفي 3013م فاجئنا رئيس الحزب بانه أجهزه الحزب بسبب عدم انعقاد المؤتمر العام وفوجئنا بان مؤسسة رئيس الحزب شغالة ونحن قلنا لا مؤسسات الحزب فعالة حتما يقام المؤتمر العام طبعاً اختلفنا وأخيراً قبل ان يدعو مجلس التحرير واللجنة المركزية للحزب في محاولة لإجازة دستور الحزب بدستور غير ديمقراطي ونحن رفضنا ومن هذه النقطة يوم 15 ديسمبر ضرب اول طلقة في محاولة للتخلص منا والحمد انه فشل في ذلك.
في اجتماع مجلس التحرير يقال ان سلفاكير ارسل رسائل تهديد واستخدم أسلوب التعريض للنيل منكم كل هذه المؤشرات لم تنبكم الى ان شيء ما سيحدث ؟
في خطابه يوم الأحد يوم 14 كانت فيه مؤشرات وتهديدات ولكن نحن قلنا عادي لانه عادة هو ليس خطيب ولم نضع الموضوع موضع الجد باعتباره هو رئيس الحكومة ورئيس الحزب ولا يمكن ان يتخذ الإجراءات التي اتخذها لانه لا احد يضرب بيته بيده ، بل المتوقع ان يجد حل للقضايا بالطرق الديمقراطية ولذا لم نتوقع ان يلجأ للعنف كما فعل .
كانت هناك خطوات من جنابكم لطي الخلافات سلمياً؟
نعم .. كل تيار الاصلاح في الحركة الشعبية وهم أعضاء مؤثرون في الحركة الشعبية، ويمثلون قيادات بارزة فيها، بعضهم أعضاء في المكتب السياسي، وبعضهم عملوا معنا في مجلس التحرير، وقد رفعنا سوياً مذكرة لسلفاكير تحدثت عن رؤيتنا بشأن قضايا رئيسة، أولها قضية الفساد الذي استشرى في كل أنحاء الجنوب برعاية سلفاكير شخصياً، وثانيها القبلية الممارسة في دواوين الحكومة بإشراف الرئيس أيضاً، ثالثها انتشار الفوضى وغياب الأمن في كل أرجاء الدولة الوليدة، ورابعها الاقتصاد الذي تدهور بشدة وفقد كل مقومات التطور، وخامسها العلاقات الخارجية وما أصابها من تدهور حتى مع دول الجوار، وسادسها انعدام الرؤية السياسية الراشدة واحتكار سلفاكير لكل الصلاحيات.
تعتقد ان المذكرة وهي القشة التي قصمت ظهر البعير؟ نعم المذكرة أغضبت سلفاكير بشدة، وجعلته يبادر بقتل واعتقال معارضيه عبر فرية الانقلاب المفبرك، عندما تم اعتقال القيادات رأينا أن سلفاكير أعلن نفسه دكتاتوراً وحاكماً أوحداً لجنوب السودان وخرج على كل أدبيات وقوانين الدولة والحركة الشعبية، وقضى على إرثها النضالي الطويل، لذلك قررنا الاتجاه إلى المعارضة المسلحة.
ولكن بعد خروج باقان اموم واخرين من السجن ظهرت مجموعة العشرة وهي جزء من القوى الرافضة لسياسات سلفاكير لماذا اتخذت موقف ضبابي في هذه المفاضلة ؟
حتى يوم 6 ديسمبر كنا مجموعة تتطلب وتنادي بإصلاح الحزب في ممارسة سلطة الحزب وإصلاح في القواعد الاساسية للحزب كدستور الحزب وكنا زملاء في مقاومة الممارسات السيئة
وهم تم اعتقالهم ال (11) في يوم 15 وقدرنا نفاوض الايقاد لمناقشة الاتهام الباطل الذي قال أننا قمنا بانقلاب ، ومناقشة مجزرة جوبا ، لاننا نريد ان نعرف قبل المفاوضات لماذا ارتكبت الحكومة هذه المجزرة ومناقشة موضوع اطلاق سراح المعتقليين وعليه وقعنا وثيقة وقف العدائيات ، ووثيقة اطلاق سراح المعتقلين وتم اطلاق سراح 7 منهم دينق لور ، وفوجئنا بان الحكومة أصرت ان تحاكم 7 آخرين بقيادتي وكان في الاعتقال 4 بقيادة باقان أموم .. عموماً كثفنا ضغطنا على الحكومة عبر المجتمع الدولي والعمليات في الميدان حتى سقطت دعوة الحكومة في محاكمة ال 4 وعندما قابلناهم يوم 9 أيار من هذا العام في اديس أبابا قالوا لنا لم نضم إليكم لأننا لم نستشيرهم في قرار تكوين المقاومة وعليه قلنا لهم انتم أحرار مع أننا كنا سوى حتى 6 ديسمبر ولم نخطط بيننا لاي انقلاب و بعد تم اطلاق سراحهم هم أحرار في ان يكونوا المنظومة التي يريدون.
لماذا لم تتم مشاورات مع الرفاق بشأن المقاومة المسلحة؟
بعد احداث جوبا لم تكن أمامنا فرصة لاستشارة باقان أموم ومجموعته في التوجه الجديد، لأن سلفاكير فرض علينا أن نحمل السلاح، كما أن القيادات المذكورة كانت معتقلة وقتها، وبعد ذلك نادينا بإطلاق سراحهم، وعندما تم ذلك وأتيت أنا إلى أديس أبابا في جلست مع بعضهم وكنا نريد أن نعرف هل سينضمون إلينا في النضال المسلح أم أن لديهم رأيا آخر، ووجدنا أنهم استقروا على رأي آخر، واختاروا الطرق السلمية، والمجموعة المذكورة منفصلة عنا حالياً، ولا يوجد أي تنسيق عموما ، نحن فعلنا ما علينا، وضغطنا باتجاه إطلاق سراحهم وساعدنا في إعادتهم إلى الحياة السياسية، وذلك يكفينا حالياً، ونحن مستمرين في المقاومة باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي لتحرير السودان وحملنا هذا الاسم لأن الخلاف داخل الحزب ودخل الصراع العسكري عبر الجيش الشعبي لذا حملنا معنا الاسم لنلفت الانتباه بان هناك قضية في الجيش الشعبي ويجب معالجة هذه القضية عبر مؤسسات الحزب .
هل مبرر مجموعة العشرة بالنسبة لكم مقنع ام هناك ضغوط دولية وعود امريكية تتمثل في منحهم حق حكم الجنوب في الفترة الانتقالية ؟
أنا عارف ان هناك ضغط وهم اعترفوا به خاصة الضغط الإقليمي والإيقاد طلبت منهم ان لا يضموا في المقاومة خاصة الرئيس الكيني لان جزء من ضمانات التي قدمها للرئيس سلفاكير هي عدم انضمام العشرة في المقاومة ، عموماً موقفهم ليس مع الحرب وسيبحثوا بوسائل اخرى لإيجاد حل ، واذا كانت لدى مجموعة العشرة نوايا لحكم الجنوب عليهم الرجوع الى قواعدهم ولاعتقد ان قوى أجنبية يمكن تأتي بحاكم لشعب جنوب السودان الشعب وحده يقرر من يحكمه .
حتى في الفترة الانتقالية لا يمكن ان يأتوا حكام للجنوب ؟
اعتقد انه يمكن ان يشاركوا في قيادة الفترة الانتقالية ولكن لا اعتقد أنهم سيكونون قريب من القيادة .
المفاضلة عند رياك مشار تبدو صعبة بين المضي في مسيرة الحرب واتجاه المجتمع الدولي لفرض حكومة أممية في دولة الجنوب إذا فشل الطرفان في تحقيق السلام، وما مدى شرعية الحكومةالاممية التي هدد المجتمع الدولي بفرضها ؟
فرض المجتمع الدولي لحكومة اممية في الجنوب ستكون اول مرة يفرض فيها المجتمع الدولي حكومة على دولة مستقلة ذات سيادة لتصبح تحت سيادة الامم المتحدة واذا حدث هذا ستكون سابقة في التاريخ ، وارى ان هناك صعوبات لفرض حكومة أممية على دولة الجنوب .
ماهي هذه الصعوبات ؟
حقيقة ادارة دولة مثل جنوب السودان ستكلف المجتمع الدولي الكثير إلا كانت لديهم (مارشال بلان ) ولا اعتقد أنهم سينفقون أموالهم لبناء دولة جنوب السودان لكي تصبح حديثة ومن ثم يسلمونها لأهل جنوب السودان .. ومن جانبنا نقول نحن دولة مستقلة ونعارض اي تدخل أجنبي في جنوب السودان وصرحنا بذلك عندما حاولت الايقاد التدخل بقوة الردع أثناء اتفاق وقف العدائيات وهم تراجعوا ، واخيراً في بيانو 7 نوفمبر قالوا سيتدخلوا بدون اشارة قبول من الطرفين المتصارعين واقول اي محاولة للتدخل خطأ لان تدخلهم سيأجج نار الصراع وسيخرج الصراع من قضية محلية إلى قضية إقليمية قارية ، نحن موقفنا واضح من التدخل الدولي او من الايقاد والمطلوب منهم ان يساعدونا لإيجاد حل سلمي لقضية الحرب في الجنوب .
في مؤتمر (فقاك ) خرجتكم بقرارت تتعلق بالفدرالية الديمقراطية والمحاسبة واعتبرتوها خارطة طريق للمفاوضات باعتبارها تمثل مطالب قواعدكم في الوقت الذي تقف فيه حكومة الجنوب موقف رافض لمطالبكم وفي وسطكم مجتمع دولي يريد فرض إرادة السلام ماهو المتوقع صوملة افغنة ام بغداد اخرى؟
لا أتوقع اي شيء الا إيجاد حل سلمي لهذه القضية والأمثلة التي ذكريتها لا اعتقد ان المجتمع الدولي نجح فيها والأمريكان دخلوا الصومال وخرجوا سريعا لأنهم فقدوا الكثير ، وكذلك الاوضاع في أفغانستان والعراق مازالت غير مستقرة واعتقد ان المجتمع الدولي استفاد من مسالة التدخلات في الشرق الأوسط وشرق افريقيا والقرن الأفريقي وعليه لا اعتقد أنهم سيكررون تجارب التدخل في شئون البلدان، المطلوب من المجتمع الدولي ان يساعدنا ونحن قبلنا بالإيقاد رغم العيوب التي فيها.
ماهي عيوب الايقاد ؟
التدخل اليوغندي كما كثير من دول الايقاد غير محايدة ، ولكن الجديد هو ان الاتحاد الأفريقي سم 5 دول جديدة جنوب افريقيا، والجزائر ،نيجريا وتشاد ورواندا ليشاركوا في الوساطة وبالتالي المسألة أصبحت قارية بمعنى الأمور ليست متروكة للإيقاد وحدها ، الجزائر تمثل دول المغرب ، نيجريا تمثل غرب افريقيا ، تشاد تمثل وسط افريقيا ، رواندا والبحيرات، وجنوب افريقيا .. والآن القضية خرجت من يد الايقاد بالرغم من أنها الوسيط .
هناك شروط للتفاوض وضعتموها؟
نحن لم نضع شروط بل وضحنا موقفنا الأساسي وهو ان يتنحى سلفاكير من السلطة واذا فعل ذلك ستقف الحرب تلقائياً واذا لم يتنح نفاوض عسى ان يذهب عبر التفاوض .
هل سلفاكير بالنسبة لقواعدكم التي رفضت وجوده في الحكم في مؤتمر (فقاك ) انتهى دوره في تاريخ الحنوب؟
نعم انتهى ووجوده في الحكم مستفز لضحايا المجزرة وما بعده من عنف .. سلفاكير انتهى، ما حدث في جوبا يوم 16 ديسمبر وحتى اليوم لم يحدث طيلة فترة الصراع الطويل الذي اندلع في الجنوب منذ عهد الأزهري والمحجوب والصادق المهدي والنميري وسوار الذهب وعمر البشير، كل هؤلاء لم يفعل أي واحد منهم ما فعله سلفاكير الذي قتل شعبه بوحشية شديدة، وما حدث في عهده لم يحدث في عهود كل من ذكرتهم سابقاً، رئيس يرتدي الزي العسكري ويقتل مواطنيه، ويذهب بنفسه ليفتش المنازل.. ويسأل: "هل هذا منزل فلان؟.. ما قبيلته؟ اقتلوه فوراً".. هذا لم يحدث في الجنوب من قبل مطلقاً، سلفاكير فقد شرعيته كرئيس لدولة الجنوب.
الجريدة
[email protected]
///////


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.