تناقلت الانباء مؤخرا بأنه سيتم منح الآلاف من ابناء دينكا نوك الرقم الوطني باعتبارهم من ابناء السودان أو ينتمون الي السودان الشمالي، الخطوة من وجهة نظري ايجابية وينبغي تنفيذها فورا، وهذا شيء طبيعي فدينكا نقوك يشكلون جزء اصيل من آبيي جنبا لجنب مع اهل المنطقة المسيرية كما بت التاريخ هذه المسالة التي باتت شبه محسومة بحكم الواقع والتاريخ. خطوة التوطين هذه ايضا ستصب في تكريس ثقافة التعايش السلمي والتنوع الثقافي الكائن بين المجموعتين بالرغم من الهزات المصاحبة التي طالت هذه العلاقة من جراء اطماع السياسين من الجانبيين جوبا والخرطوم. كتبنا وقلنا قبل عشرة سنوات وفي العديد من المنابر الاعلامية المختلفة، ان العلاقات والوشائج بين دينكا ونقوك والمسيرية هي علاقة مسار ومصير، وليست علاقة طارئة ولا ولم ولن يعيش المسيرية في ابيي بمعزل عن دينكا نقوك في عموم اراضي ابيي، ولن يتنفس نقوك الهواء الطلق بابيي من غير وجود قبيلة المسيرية، وانه علي جوبا والخرطوم ايجاد صيغ مختلفة لهذا التعايش بالتنسيق والتعاون مع سلاطين النقوك وامراء المسيرية ومكونات الادارات الاهلية والجمعيات والمنظمات الاهلية المختلفة. ان قرار توطين نقوك بابيي بالرقم الوطني ينبغي ان يشمل اكبر عدد ممكن منهم فهم أي نقوك اجتماعيا وتاريخيا نتاج طبيعي لبذرة خلاص وضعها بابو نمر ودينق مجوك قبل قرن من زمان، وان صرف الوقت والجهد والاحتراب بين المجموعتين لن تفيدهما في شيء، علي ابناء ابيي المسيرية مواصلة الدفع بالحوار مع الاهل دينكا نقوك لتكريس ثقافة السلام الابدي وتجنيب المنطقة أي منزلقات عقيمة تقود الي هلاك الشباب، وعلي مثقفي وسلاطين دينكا نقوك ان يفهموا جيدا ان حلولهم الجذرية بابيي لن تحدث اطلاقا عبر أي منبر دولي أو قانون دولي اطلاقا بل الحلول تكمن من داخل ابيي نفسها وذلك عبر الدخول في تؤمة ابدية مع المسيرية. كلامنا اعلاه ممكن علي الصعيد النظري، بل وعلي الواقع الماثل وحوجة كل طرف للاخر، علي دينكا نقوك ان يفهموا ان خيار الانفصال الذي قادته بعض نخب الدينكا وبعض سياسيي جوبا قد اوردهم و اورود الجنوب الدمار بكامل قبائله المختلفة اعني بشكل مباشر حروب البغلة ال في الابريق، أو حرب داحس والغبراء، بين د رياك مشار وبين الجنرال سالفا كير. وعلي مثقفي دينكا نقوك الدفع الي اخر مدي ودعم خطوة توطينهم بالرقم الوطني بابيي فمصلحة نقوك هي في الشمال وليس في جوبا حيث التعليم والصحة وبقية الخدمات الاخري التي لن توجد بالجنوب أو السودان الجنوبي، هذا هو المنطق وخيار العقل الواقعي، والا فسيظل دينكا نقوك نهبا لافكار واطماع دولية لن تمنحهم الا السراب ولا شيء غير السراب.