عثمان ميرغني يكتب: «منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود    مجلس السيادةينفي ما يتم تداوله حول مراجعة الجنسية السودانية    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكمخ .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 08 - 02 - 2015

عندما قرأت خبر المخدرات التي صارت تأتي الي السودان بالكونتينرات في حكومة الانقاذ صاحبة الدعوة الرسالية ، اصبت بالحيرة . وبعد ان برأت المحكمة المجرمين اصبت بصدمة . وتذكرت هذا الموضوع .
اقتباس
فى المواضيع السابقه تطرقنا للسفسفه حسب ما كان يقوله صديقى عبد العزيز المتحدى ..... عندما يخلص من عمل كنجار ويقبض المال ويأتي للقهوة .....ترطيب سفسفه وراحات .... والآن نتطرق لما كان يعتبر من الراحات . احد تلك الراحات كانت فى امدرمان القديمه هو الكمخ . ولمن لا يعرفون الكلمه فالمقصود هو البنقو . ومن يدخنون البنقو لا يزكرون ابداً كلمه البنقو ويتجنبون الكلمه . ويقولون الدخانه او السجاره الخضرا او الواو او المنقة او اى شئ آخر . ويستعملون كلمه البنقو فقط فى حاله غضب او عندما يقولون . ( ياخى البنقو جننا . بقه ما بتلقى او البلد قاطه او الواحد بقه بدون البنقو ما بقدر يعمل حاجه .
عالمياً عرف البنقو بالماريوانا او القنب الهندى او الكانبيس وهذا الاسم العلمى . وبالرغم من ان الكثير فى السودان لا يحبون الكلام عن الكمخ الا انه منتشر ومتفشى فى كل قطاعات المجتمع السودانى . وفى امدرمان القديمه كان هنالك ما لا يقل عن عشرين مخنجى دائمين يعرفهم كل الناس ويقصدونهم بانتظام . والمنزل يعرف بالخانه والبائع يعرف بالمخنجى .
الكمخ الجيد كان يأتى من حفره النحاس جنوب دارفور . وبعد وصول القطار الى واو صار الوارد منتظماً والاسعار ثابته . ويأتى الكمخ كذلك من الزاندى وهو نوعيه جيده الا انه لا يصل مستوى حفرة النحاس . والكمخ الجيد لا ينمو الا فى التربه جيده التصريف . ولهذا لم يكن ينمو جيدا فى اعالى النيل ذات الارض الطينيه . وهنالك نوعيه غير جيده كانت تأتى من الشماليه وهذا ما عرف بالفله الذى يأتى فى شكل حشائش جافه . اما الكمخ من حفرة النحاس والزاندى يأتى فى شكل قناديل . وما عرف بكمخ لبكه على عكس فله . ويجب ان يكون القندول متماسكاً لدرجه انه فى حاله النفخ او الشفط لا يسرب الهواء .
الرطل من المصدر كان لا يزيد عن اربعه او خمسه جنيهات للرطل ولكن عندما يصل امدرمان يصير السعر عشرين جنيهاً للجمله . او يباع فى شكل عبوات صغيره اكبرها ربع الوقيه التى تباع بخمسه وسبعين قرشاَ وبما ان الرطل اثنا عشر وقيه فهذا يعنى ان سعر القطاعى هو سته وثلاثين جنيهاً . ولكن الحجم الطبيعى هو الوزنه . او التعريفه . وتعنى كميه من الكمخ تساوى وزن القطعه المعدنيه التعريفه وهى نصف القرش . والتعريفه عادة من الكمخ الجيد وسعرها طراده او خمسه وعشرين قرش . وتعنى سبعه سجارات وحرباشه . والحرباشه هى ما يكفى لاقل من سجاره . او سجاره زول واحد . وعاده ما يدخرها المدخن لاصطباحيه او سجاره الصباح . وهنالك طبعا الشحفوفه وهى اقل من الحرباشه .
المدخنون كانوا عادة اصحاب مزاج وكيف . يمتازون باللبس الجميل وحب الاشياء الجميله يظهر هذا فى مساكنهم وكثيراً ما يتعهدون بحديقه صغيره فى المنزل . ولا يحبون الازعاج والصراخ . ويبعدون عن المشاكل والعراك والمشاجره . وجلسات الكمخ لهذا قواعدها وقوانينها . وقد تجمع المدير والوزير والامير والبنا والنجار وسائق التاكسى وكل قطاعات المجتمع . واكثر شخص مكروه فى قعدات الكمخ هو الانسان الشره . الذى لا يفك السجاره بسرعه او يسخن السجاره بالشفط المتلاحق . وقد يقول له البعض , ريحها ريحها الله يريحك ، لان السجلرة عندما تسجن تصير غير لذيذة. ويقولون ، شنان فكو . لان شنان بعد محاوله انقلاب حكم عليه بتأبيده ثم اطلق سراحه .
الورقه عاده من كمخ غير جيد وتعنى اربعه سجارات وفى العاده فله . او قد يضاف اليها قليل من الكمخ الجيد لتحسين النوعيه . والورقه بريال او عشره قروش . ومن العاده ان يشتريها المفلسين او طلبه المدارس . واللف يحصل بورق الاسمنت لقوته . وتعرف هذه العمليه بالقرطسه وهى شاقه وممله .
عمليه التصريف والبيع كانت تحصل فى امدرمان عن طريق شبكه متكامله . فقد كان هنالك ثلاثه من تجار الجمله على رأسهم الف... ويسكن فى جنوب حى العرب . واتاه شاويش وطلب منه توزيع الكمنقة بسبب كشة متوقعة. واتي امباشا وقبض وذهب لحاله بعد ان طلب منه التوزيع . وعندما اتي عسكري تعبان ، وررد نفس الكلام قال له ,, ياخي هي اصلها منشورات . وزعناها زمان . وعندما اتت الكشة بواسطة الشاويش الذي نقل من عطبرة . قال له ال ..... ,, جيت تقبض الكمنقة ، جدع ولدي ... وزعناها ومان . وصارت جملة جدع ولدي تستعمل كثرا . ففي لعب الوست يقولون كنت عاوز تسقط العشرة .... جدع ولدي .البوليس كان يسمح بحرية معقولة . ولا يسمح بالبيع للاطفال وطلبة المدارس . او انتشار البنقو بطريقة متفلتة. والكبت يؤدي الي الانفجار .
واحسن واكبر مخنجى كان الن....الذى امتاز بالقوه وصوت جهورى وكان يبيع عن طريق شباك عالى صغير فى منزله غرب زقاق المنفله بالقرب من سوق الحداحيد وكان لا يبيع الا اجود الاصناف . خرج من الحراسه الى القاضى الذى سأله عن الكمخ الذى كان معروضاَ . وسأله القاضي اذا كان الكمخ يخصه فانكر بشده . فغضب القاضى ،وقال القاضي ان الكمخ وجد فى منزله . فاكتفى بان قال انا ود الخليفه ...... يقبضونى بى فله انا البنقو بتاعى واو لبكه . البنقو ده اتغير . انا البنقو بتاعى ذى ده وادخل يده فى جيبه واخرج لفه وضعها امام القاضى . كلمة واو نسنعمل في وصف جمال البنت او سيارة او كل شئ جميل ومظبوط .
بالقرب من الن... ابو الدرداق وهو مكوجى يبيع من مسكنه ومن محله . ويساعده ابراهيم الذى كان اسمه قديما ولسون . وابو الدرداق كان يعانى من حروق فى رجليه ويديه . وكان قبلها عاملاً فى شركه شل وتعرض للحرق . وابو الدرداق كان يبيع اسوأ انواع الكمخ فى امدرمان . اراد ان يشارك ابن عمتى ...... فى شراء وزنه من الن..... . فقال ابن عمتي ساخراً عامل لينا مخنجى وتشارك اولاد المدارس الصغار . فضحك الن..... وقال والله يا ..... انت ابداً ما كنت طالب صغير ليك سنين بتشترى منى . وبتعرف البنقو ده احسن مننا .
بالقرب من نفس المنطقه كان يسكن ود الفتير . وهو عملاق بمعنى الكلمه ولا يخلو من خلل عقلى . كان يحمل البنقو فى جيب العراقى . وفى الجيب الآخر يضع فرار . وكان يبيع ورق . والورقه بريال وورقته اكبر من الحجم العادى . وييع بالمفتوح ولا يتعرض له انسان . وشكله كان يخيف النسوه ويهربن عند مشاهدته ود الفتير حكم عليه بتابيدة لقتله رجل استفذه في الانداية . وفي السجن ادخل العسكري في الفرن . وكان شبط العسكري المحروق في مكتب مدير السجن كتذكرة بتلك الحادثة .
من الطف المخنجيه ب...... الحلاق الذى كان يبيع الكمخ من دكانه فى ود نوباوى . وعندما يكون الموضوع جيد يقول الناس فى امدرمان ذى ما قال ..... الحلاق انحنا بنوزن الراس جوه وبره . ولا اذكر ان بشير قد تعرض للقبض او المضايقه .
الكل.... كان يغطى منطقه البحر ابروف تحت ومنزله فى زقاق مقفول . وهو بالحق رجل مثل لقبه . اشتهر بالشهامه والكرم ومساعده المحتاج . كانت له شاحنه يضعها تحت تصرف اهل الحى وتتصدر صينيته المآتم والمناسبات والبعض في المأتم ينتظر صينية ال ..... ويقولون في امدرمان منتظر شنو ؟ منتظر صينية ال ..... .
ع.......كان فى زقاق غرب دكاكين خال العيال . وخال العيال تاجر من المهديه وعرف الحى فى بيت المال بحى خال العيال .
تورو او ع .ح. ع . كان يغطى منطقه بانت ومنزله غرب مدرسه المؤتمر . عباره عن حوش كبير . بعده غرف . وكان له كشك فى ركن مدرسه المؤتمر كعاده مترددى الاجرام . وكان يساعده محمد عثمان الذى عرف ب..... الضنقلاوى لانه يونث المذكر والعكس . وكان قوياً . انفصل من تورو . وصارت له خانة غرب طاحونة الموردة القديمة . ولتورو سياره تاكسى كان يسوقها ابراهيم ابو دقن وهو شاب وسيم فاتح اللون ويرتدى فى بعض الاحيان بدله كامله كان يسوق سياره والدى ابراهيم بدرى فى بدايه الخمسينات . واذكر انه كان يقود السياره الفورد بقدمه . ويحضر مندفعاً للمطبخ فى بعض المرات ويقول لاختى نظيفه ادونا حاجه حلوه وبالعدم يسف سكر . وانا صغير لم افهم السبب . وعندما كبرت وعرفت ان الراجل بحبس . وناس الكمخ يحبون اكل الحلويات بعد السجاره . ويساعد الكمخ فى فتح الشهيه لانه يحرق السكر في الجسم .
القبض علي توروا كان ملحمةز فلقد كان الكمخ يوضع في كيس وبداخل الكيس حجر ضجم لكي يسلم الي المرحاض في حالة الكشة . وظهر شاويش عطبرة الذي كان شابا تفتيحة . جعل اثنين من البوليس يضعون سلما علي العمود ويتظاهرون باصلاح الكهرباء . واطمأن لهم عبد العزيز وابن خالته نور الهدي وكان الجميع يتواصلون معهم حتي ابراهيم ابو دقن . وفي لحظة قفذ البوليس من فوق الحائط ونجحت الكشة .
راس حربه , كان طويل القامه بشكل ملحوظ . كنت احسب كالكثيرين ان الاسم بسبب قوته او شجاعته . ولكن عندما كان يجالسنى فى قهوه مهدى حامد بالقرب من عربه بين مكوار بائع الباسطه المشهور . لاحظت قطعاً ضخماً فى اعلى ساقه وعرفت انها طعنه حربه . راس حربه كان يبيع من منزله فى زقاق خلف الله . والزقاق موازى من ناحيه الغرب لشارع البوسته الذى ينتهى فى شارع العرضه . وكان يساعده البلطجيه التيمان وعمتهم التى ربتهم اشتهرت كفتوه وبائعه خضار فى الزنك .
منزل راس حربه كان ملاصقاً لمنزل آل زروق . وفى احد المرات فى كشه قذف بالكمنقه الى منزل وزير الخارجيه مبارك زروق وعندما اراد البوليس اخذه للبوليس قال ( الكمنقه لقيتوها عندى ؟ ما تسوقوا الناس اللقيتوها عندهم . الناس ديل الليل كلو عربياتهم تتطاقش انا عرفته حسه ليه . بيكون بيقرطسوا . .) خلف الله الذى سمى عليه الزقاق هو خلف الله احمد ( ود صافيات ) . اخي الاكبر وكان قدوتي طيب الله ثراه . نشأنا سوياً فى حوش ابراهيم بدرى . كان عنده لوارى وخيره كلاب الصيد كان يرافق اكبر رجال القنيص منهم الوالد الشاعر عمر البنا والشيخ تاتاي . والفرجوني .
الوش كان قوياً ولونه فاتح ويسكن فى الزقاق الذى يبدا من سوق المورده والجزر ودكان الحلاق و المغنى عطا كوكو. احد افراد مجموعه اولاد المورده . وفى هذا الزقاق سكن كذلك الظابط العظيم ووزير الدفاع بعد الاستقلال خلف الله خالد . وبينما نحن جلوس امام دكان الاخ عبد العزيز اسحق الحلاق شقيق صديقى ابو رزقه . اتى رجل بوليس وهو يجر طفلاً والطفل يبكى ويصرخ . فسأله الوش مستفسراً فقال رجل البوليس السري بفخر الولد ده اشترى بنقو من الخانه . فسأله الوش وهو لا يزال جالساً . البنقو وينو ؟ وعندما بسط رجل البوليس يده قبض الوش على يده وضغط عليها حتى صرخ الرجل من الالم وجلس على الارض . فطلب الوش من الصبى ان يجرى . ثم وضع البنقو فى جيبه وقال لرجل البوليس ( ما بتختشى قابض ليك ولد صغير . امشى اقبض الببيعوهو , البنقو ده ببيعوا انا يلا امشى .
نور.... كان يسكن فى نهايه حى العرب تتواجد بعض الصخور امام منزله . وكان يعرف بآخر بيت . فى سنه 1964 كان لاعب المريخ حسن ود العبد يقوم ببعض المقاولات. وكان اصدقائي الكهربجيه مصطفى والتوم يقومون بادخال الكهرباء لمنزل نور الله وكنت اتواجد معهم . والغريب اننى كنت الاحظ كثير من اهل الباديه يأتون للشراء او التدخين وكنت احسب ان الكمخ معروف فقط لاهل المدن . ولكن عرفت ان الكمخ يساعد فى الرحلات الطويله الممله ويجعل الانسان ينسى الوقت . ولهذا يستعمل العمال الامريكيون الذين يؤدون الاعمال الروتينيه مثل صناعه السيارات كثيراً من الماريوانا .
بابكر مخير له دراسات فى الكمخ وتأثيره لانه صيدلى وله منظمه اسمها انسان تعنى بالمخدرات والادمان . ذكر لى انه فى دراساته قد سأل جدنا عبد الكريم بدرى طيب الله ثراه ، عن استعمال الكمخ . وعرف منه انه معروف منذ قديم الزمان وان النواته والريس فى رحلات المراكب التى تأخذهم الى الشماليه كانوا يستخدمون الكمخ ويقولون انه لطرد البرد . ولكن السبب الرئيسى طبعاً هو احتمال الرحله الطويله الممله . وفى البواخر التى كانت تتجه الى الجنوب . كنت الاحظ ان البحاره يدخنون سجائر غريبه . ويقولون عنها انها قامشه . والقامشه هى التبغ الفلت الذى كان يدخننه السودانيين .
صديقى فتحى اللبخ كان يعمل فى مصنع الالمونيا . ويحتاج الامر لقوه جسديه وقوه احتمال . لان الضراب او العصى الخشبيه التى يعمل بها العامل تحتاج لقوه والعمل ممل . وكان اغلب زملائه فى العمل يضربون سجاره ويواصلون الى الساعه الرابعه والخامسه مساء . والعمل بالمقطوعيه . ويدفعون بعدد الكيزان او البسلات او الحلل .
الاخ ابو ع . كان يعمل فى منطقه جنوب حى العرب وهو رجل ودود وجنتل مان بمعنى الكلمه يبادرك بجمله وين يا اخونا وحتى اذا كان قد قابلك قبل ساعات . وهو والكثيرون كان يدخنون ويبيعون للأخرين لان هنالك مشترى . ولم يكونوا جشعين كانوا يساعدون بمالهم وبوقتهم .
يبدو ان التدخين كان معروفاً فى السودان منذ القدم . فلقد كرم الازهر الشيخ ادريس الارباب لانه كتب دراسه وافتى بتحريم الدخان والتمباك بانواعه . وعندما اتت المهديه حرمت الدخان والتمباك وصار يحد من يمارسهم . واستقل الجهاديه كما ذكر بابكر بدرى هذا الامر وكانوا يضعون التمباك فى وسط البضاعه ويصادرون البضاعه . وعلى رأس الجهاديه كان طلق النار وهو مملوك سابق للتاجر الجعلى طلق النار . ويبدو شهرته كانت فيتسبيب المشاكل و ضر البشر . عثمان عبد الكريم بدري عرف منذ طفولته بطلق النار بسبب شيطنته .
والحردلو كان من المدخنين لانه فرح بدخول الانجليز منطقه دنقلا لهذا قال لخليفه المهدى ( خليفه المهدى ود ام كمفوس وكت جوك النصارى كان در سجاره وكان در كدوس . ) واحد الشكريه اتى للشيخ عوض الكريم ابو سن عندما كان مديراً للخرطوم فى التركيه . وعندما لم يلبى الشيخ طلبه انصرف صامتاً . فاحس الشيخ بانه يضمر شرا فناداه وطيب خاطره وقضى امره وعندما سأله كنت بتدور تمشى تسوى شنو كان الرد . ولا حاجه بس كنت بدور اولع كدوسى بين ريره والصفيه . والقصد انه كان سيحرق البلد . وهذا يؤكد ان التدخين قديم فى السودان وليس شغل حضاره ومدنيه .
انا لم ادخن فى حياتى . حتى ولا سجاره حمرا وكما كنت اقول دائماً لا انصقعته لا كتحته . ولكن كنت اتواجد فى مجموعات الكمخ التىكانت علي شاطئ النيل . تبتدى من بر ابو البتول مكان البرلمان الحالى الى جنوب ابروف والكبجاب . وهنا تتجمع فى الاصيل اظرف المجموعات . من عربجيه واثرياء وفنانين وعازفين وكبار الظباط ومديرين ومسئولين . ولقد سأل البعض تؤام الروح بله رحمه الله عليه اذا كان تواجد وسط هؤلاء بسبب حبى للكمخ . وكان الناس يستغربون عندما يعرفون اننى لا اتعاطى الكمخ ولكن احب اهله وجلساته .
كل رجال مايو كانوا من اصحاب الكمخ . ولقد قال لهم ود عمسيب الفاضل اب احمد صاحب الفرن . يعنى تشربوا سجارتى وتاكلوا حلتى وتمشوا تعملوا انقلاب . اسمع بيهو من الناس ذى الغريب . وذلك الانقلاب انقلاب مسطول . تحرلاك من الفرن ومن الممكن انه لولا الكمخ لما قام . وهنالك لواءات فى الشرطه والجيس والبوليس كانوا يدخنون الكمخ .
ود نكير كان المخنجى الوحيد الذى يبيع الافيون . واصحاب الافيون كانوا طبقه خاصه اغلبهم من التجار ومعلمين القهاوى والاثرياء او مرضى الدسنتاريه اللذين كانوا يجدوا راحه فى الافيون لانه يخدر آلام المعدة التي تسببها الدسنتاريا . ود نكير لم يقف ابدا امام قاضي .
منظومه الكمخ كانت تشمل الكشيفين والسريحين . والكشيفون يراقبون الزبائن والبوليس ويتسقطون الاخبار لمعرفه الكشات . من الكشيفين عين ديك وغراب وجنى . جنى فى آخر ايامه صار ملحوساً . ويبدو ان الدخانه اثرت عليه فاتجه لغسل العربات . السريحين هم من يجيبون المقاهى والاحياء ويوصلون البضاعه الى من لا يريد ان يخاطر بالذهاب الى المخنجيه . وفى اغلب الاوقات يصيرون معلمين واصحاب خانات .
بعد اكثر من عشرين سنه فى الغربه رجعت فى الثمانينات . وكان معى اثنين من الاصدقاء دخلا منزل فى فريق عمايا لشراء كمنقه . وفجأه خرجا يتبعهم المخنجى وهو رجل قوى بشكل ملفت . وكان على وشك ان يشتبك معهم فى معركه . وعندما شاهدنى تقدم لتحيتى قائلاً الافنديه ديل معاك يا شوقى . وعندما لم اعرفه عرفنى بأسمه وشقيقه كان من اصدقائى اللصيقين فى العباسيه وهو كان طفلاً صغيراً. وانتهى الامر بمصالحه ، بل اعطاهم من حق المعلم مجاناً . ونفس الاصدقاء رفضا شراء كمنقه بدعوى انها غير جيده . وعندما شاهدا احد كبار الاعلاميين يخرج من الدار حاملاً ثلاثه قناديل رجعا وقاما بشراء كميه محترمه لان ذلك الاعلامى لا يشترى الا ما هو اكثر من رائع فى عالم الكمخ .
ليس الغرض هنا تمجيد الكمخ . لاننى قد شاهدت ولاحظت انه لا يناسب كل الناس والبعض قد فقد عقله . واتمنى ان يبعد المجتمع السودانى عن كل المخدرات والمسكرات . ولكن ما شاهدت فى الثمانينات من الحبوب والهروين الذى بدا ينتشر فى السودان كنت اقول البنقو رحمه . واتمنى ان يتمكن المجتمع من استيعاب طاقات الشباب فى الانشطه الرياضيه والاجتماعيه والثقافيه . وانا هنا احكى فقط ما كان حاصل بدون دس الرأس فى الرمال .
التحيه
شوقى
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.