الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية    توقف مباراة الأهلي وبالميراس بسبب الأحوال الجوية    "الأمة القومي": كامل ادريس امتداد لانقلاب 25 أكتوبر    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط    عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة    "حكومة الأمل المدنية" رئيس الوزراء يحدد ملامح حكومة الأمل المدنية المرتقبة    لما سقطت طهران... صرخت بورسودان وأبواقها    الحكم بسجن مرتكبي جريمة شنق فينيسيوس    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها ب 149 هدفاً مقابل لا شيء؟    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    يوفنتوس يفوز على العين بخماسية في كأس العالم للأندية    تقرير رسمي حديث للسودان بشأن الحرب    التغيير الكاذب… وتكديس الصفقات!    السودان والحرب    الأهلي يكسب الفجر بهدف في ديربي الأبيض    عملية اختطاف خطيرة في السودان    شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يعود لإثارة الجدل: (بحب البنات يا ناس لأنهم ما بظلموا وما عندهم الغيرة والحقد بتاع الرجال)    بالصورة.. الممثل السوداني ومقدم برنامج المقالب "زول سغيل" ينفي شائعة زواجه من إحدى ضحياه: (زواجي ما عندي علاقة بشيخ الدمازين وكلنا موحدين وعارفين الكلام دا)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    شاهد بالفيديو.. ظهر بحالة يرثى لها.. الفنان المثير للجدل سجاد بحري يؤكد خروجه من السجن وعودته للسودان عبر بورتسودان    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد بهدف لكلٍ في كأس العالم للأندية    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بدينا الخراب الجد .. بقلم: كمال الهِدي
نشر في سودانيل يوم 22 - 02 - 2015

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. mailto:عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
القصة ما قصة مدرب.
ولا قصة طريقة لعب.
ولا هي مشكلة اختيار لاعبين.
المشكلة أكبر من ذلك بكثير.
يوم أن أُعلن الكاردينال رئيساً للهلال نبهناه إلى أهمية أن يعمل في صمت وألا يتأثر ببعض الأقلام أو يهابها.
لكنه لم يسمع.
ووقت أن تم الاستغناء عن بعض لاعبي الفريق قلنا أن اللجنة الفنية لا علاقة لها بذلك، وأن رئيس المجلس فعل ذلك بإيعاز من بعض الأقلام التي اصطفاها.
أنكروا ذلك، لكن الأيام أثبتت أن شخصية وحيدة كانت وراء قرار عدم التجديد للثلاثي لأسباب شخصية بحتة ومشاكل قديمة بمعسكر للهلال في القاهرة.
وعموماً لم نكن في خلاف حول استمرار ذلك الثلاثي من عدمه، بل رفضنا الكيفية التي تتخذ بها القرارات الفنية.
وحين هاجم البعض لكاريكا وبعض رفاقه قلنا أن هناك جهات بعينها لا ترغب في عدم استمرار هؤلاء اللاعبين.
أنكروا أيضاً وشهدنا تحولاً سريعاً في الموقف من كاريكا ورفاقه.
وبعد أن كانوا عرضة للهجوم الشرس، سمعنا مديحاً وثناءً عجيباً في حقهم بعد 48 ساعة فقط.
ولا شك أن مثل هذه التحولات السريعة في المواقف تؤكد لمن في رأسه عقل أنها مجرد تكتيكات لا أكثر.
ويوم أن أُقيل محمد الفاتح قلنا أيضاً أن تدخلات بعض الزملاء فيما لا يعنيهم كانت وراء إقالة الفتى.
حدث النكران أيضاً، فالشينة دائماً منكورة.
ولم يكتف البعض بالإنكار فقط، بل سخروا ممن تحدثوا عن تدخلاتهم في الأمور الفنية وحاولوا إيهام جماهير النادي بأنه قرار مجلس ولابد أن يحترم.
ثم جاءت الطامة الكبرى والبداية الفعلية لخراب أرى أنه سوف يستمر طويلاً.
ضغطوا على رئيس المجلس لكي يتخلص من باتريك الذي لم تعجبهم شخصيته القوية.
ولمن لا يعرفون فقد ذهب باتريك فقط لأنه صاحب شخصية قوية وليس لأنه لم ينجح في مهمته.
فليس هناك مدرباً يُقيم خلال شهرين.
وحتى إن قبلنا بالشهرين كفترة كافية لتقييم المدرب، فقد لعب الهلال خمس مباريات ما بين المحلية والقارية، كسب اثنتين وتعادل في ثلاث منها.
وخلال جميع المباريات التي أداها الفريق لم يتمكن أي من مهاجمي الفرق المنافسة من الوصول لشباك الهلال.
وهذا في حد ذاته يعد انجازاً كبيراً.
فقد تعودنا على مشاهدة أهداف سهلة تلج شباك معظم فرقنا السودانية.
لذلك فالمحافظة على نظافة الشباك خلال هذا العدد من المباريات أراه تقدماً.
والبداية بتحسين الدفاع أمر مطلوب في فرق الكرة.
ربما يكون للحارس الجيد دور في ذلك.
لكن لا نشك مطلقاً في أن باتريك يهتم بالتقفيل الدفاعي كثيراً.
عموماً لم تكن الفترة كافية للتقييم كما أسلفت.
ومن الواضح جداً أن البعض رأوا أن باتريك لا يعير ما يكتبونه أدنى اهتمام.
فقد ضغطوا من أجل تحويل كاريكا لدكة البدلاء، فأفحمهم باتريك بأنه يعتبر كاريكا مثل ميسي في الهلال ولا يمكن أن يجلسه في الدكة لأنه يريده أفريقياً.
طالبوا بأن يشارك وليد علاء الدين لدقائق معدودة لأنه صغير في عمره، ( بينما أشادوا بمشاركة أطهر الطاهر نديد وليد) ، فلم يهتم باتريك بذلك واستمر في قراره الشجاع والصحيح باشراك الفتى حتى يشتد عوده وتُصقل موهبته.
نخلص مما تقدم إلى أن أمثال باتريك لا يمكن أن يرغب فيهم أصحاب الأجندة الخاصة، لأنهم لا يسمحون بتمرير هذه الأجندة.
ولم يكن باتريك المدرب الأول الذي تحاربه صحافتنا ولن يكون الأخير.
فقد سبقه النابي الذي غادر لأن البعض شنوا ضده حملة غير مبررة أيضاً.
كما غادر قسطنطين مدرب منتخبنا الوطني لأنه أيضاً صاحب شخصية قوية ولم يكن يعير الآراء الانطباعية أدنى اهتمام.
ليس هناك أدنى مشكلة في أن يعترف أي مجلس إدارة بخطأ قرار استقدام مدرب وينهي عقده، شريطة أن يتم ذلك بعد منح المدرب الفترة الزمنية الكافية وأن يتم التقييم بواسطة فنيين يفهمون في الكرة وشئونها.
أما أن يكون القرار دائماً لبعض الزملاء الذين لم تلامس أقدام بعضهم الكرة في حياتهم ولم يتعرفوا على ظروفها من داخل الملاعب، فهذا ما يؤكد أن رجال المال الذين يديرون الأندية عندنا لن يقدموا شيئاً لمعشوقة الملايين.
قبل سنوات قلت أن صلاح إدريس بنى للهلال فريقاً، ثم جاء ليهدمه بنفسه.
أما الكاردينال فيبدو أنه يبني ويهدم في نفس الوقت.
فهو ينفق الكثير من المال ويقوم باعمال جيدة عديدة، لكنه لا يقوى على الوقوف أمام إرادة بعض أصحاب المصالح الخاصة.
لذلك فهو يبني من جهة ويسمح لمن اصطفاهم بالهدم من جهة أخرى.
فلا يعقل أن يحدثنا الكاردينال وبعض حاشيته الإعلامية عن هلال 2015 الشاب ويباركون التغيير الكبير الذي حدث في الفريق وفي نفس الوقت يريدون من المدرب الجديد أن ينتصر في كل المباريات منذ أسبوعه الأول.
ولا يعقل أن يحدثوننا عن هلال النظام والانضباط والتقنيات الحديثة ويزعمون أن عهد الفوضى والعشوائية والمجاملات قد انتهى إلى غير رجعة، وفي نفس الوقت يقيل المجلس مساعد المدرب بعد أقل من شهرين من تاريخ تعيينه، قبل أن يأتي على المدرب نفسه ليقيله بعد نحو شهرين ويأتي بالنقر بديلاً عنه.
تصريحات النقر نفسها أكدت لي أن اختيار المجلس له عشوائي أيضاً.
فقد ذكر النقر أنه جاء ليعيد التوازن للهلال، ولا أدري عن أي توازن يتحدث النقر.
فقد سبق أن استعان الهلال بالنقر مرات ومرات ولم نر أي نجاحات.
شخصياً تعشمت فيه الخير عندما لجأ له أحد المجالس السابقة فخذلنا جميعاً.
وتولى الشأن الفني بعد ذلك مع مغادرة الهلال لتونس وأيضاً لم يحقق نجاحاً.
وعموماً هم يتحدثون عن عقم الهجوم، فكيف يأتون بالنقر المعروف بخططه الدفاعية!!
ألا يؤكد ذلك على العشوائية والتخبط.
تعاقدوا مع مصطفى النقر كمساعد للمدرب وكان من الممكن أن نفهم أنه كمهاجم سابق يمكن أن يساعد في حل المشكلة، لكنهم بعد أقل من 48 ساعة أقالوا المدرب الذي عينوا النقر مساعداً له.. فأي عشوائية أكثر من ذلك؟!
كما أن المدرب المحترف حقيقة لا يفترض أن يقبل بأن يحل مكان زميل محلي أو أجنبي عندما تكون الاقالة غير مبررة وغير مفهومة الدوافع.
فعلها الفاتح النقر من قبل حينما حل بديلاً لمدرب أهلي شندي وقد انتقدت قراره وقتها وقلت أنه لن يستمر مع النادي طالما أنه أتى بالطريقة الغلط من الأول.
وبالفعل لم يستمر النقر مع الأهلي شندي.
صحيح أن الهلال يعاني من انعدام التوازن، لكن ليس في الجانب الفني.
وروشتة نجاح النقر في مهمته القصيرة هي الاذعان التام لأصحاب القرار الفعلي في مجلس الكاردينال.
وهم ليسوا عماد ورفاقه بالطبع، فعماد مجرد شخص تبدأ مهمته وتنتهي بقراءة البيانات التي غالباً ما تُطبخ في ليل بهيم.
والمشكلة أن من ايجابيات النقر أنه عنيد ولا يعبأ كثيراً بالصحفيين ولا يخاف مما يكتبونه، لذلك لا أتوقع أن يحظى بدعم من وقفوا ضد باتريك وقد ينقلبوا عليه سريعاً.
ليتك يا النقر رفضت المهمة وأصريت على مواصلة عملك مع الفريق الرديف.
فمشكلة الهلال أكبر من إعادة سيسيه للطرف الأيمن أو تأخير أو تقديم لاعب.
المشكلة في المؤثرات الخارجية والضغوط التي يمارسها البعض على رئيس المجلس وعلى اللاعبين أنفسهم.
فهل ضمنت ودهم مقدماً، أم ما زلت على طريقتك القديمة؟!
الإجابة على هذا السؤال ستحدد ما إذا كنت ستستمر في منصبك للفترة التي حُددت أم لا.
مضحك والله ومخجل جداً أن يتعامل مجلس الهلال مع مدرب أجنبي هللوا وفرحوا للتعاقد معه بالقطعة.
شهران فقط ودون أي هزيمة وبعض الزملاء يقولون أنه مدرب فاشل بكل المقاييس ويزعمون أنه عجز عن جعل الهلال قوة ضاربة!
عدد من الزملاء يتعاملون مع الأمر بصورة أسوأ من بعض أكثر مشجعي الكرة بساطة بملايين المرات.
نحن نتحدث عن فريق كرة وليس لعبة ( سفرجت) يا هؤلاء.
فليس هناك قوة ضاربة وهجوم مثالي وأهداف بالجملة يمكن أن يحققها أي فريق في شهرين، سيما أنه شهد تغييرات شتى.
لم نشاهد معظم مباريات الهلال وبالطبع لن نناقش ما جري في مباريات نُقلت لنا عبر الإذاعة.
لكن مباراة كي إم كي التي تابعناها عبر التلفاز شهدت ضياع عشرات الفرص.
أضاع نزار حامد بمفرده ست فرص كانت كفيلة بأن تتوجه هدافاً للبطولة منذ أول مشاركة له.
فإن سُجل ذلك العدد من الأهداف، هل كنا سنسمع هذا الحديث عن فشل باتريك؟!
المشكلة الكبيرة جداً أن بعض الزملاء ليسوا أكثر من مشجعين متحمسين.
ينفعل الواحد منهم اليوم، ليهدأ غداً.
يوم أن سافر الهلال للأبيض صدرت إحدى الصحف بمانشيت يفيد بأن الهلال سوف ينثر إبداعاته بعروس الرمال.
وفي اليوم التالي وبعد التعادل صدرت ذات الصحيفة بمانشيت يقول " ما في غير مكسيم يا باتريك ضيعت التيم".
فهل يستقيم أن يكون هلال باتريك مبدعاً اليوم، ليصبح ضائعاً في اليوم التالي؟!
وكيف يفوت على مجلس الهلال أن الصحافة التي تنظر للأمور بمثل هذا المنظار لا يمكن أن تكون صاحبة قرار في استجلاب أو إقالة مدرب؟!
مثل هذه الكتابات الانطباعية والخاضعة لمزاج اللحظة لا يمكن أن تقدم لكرة القدم السودانية شيئاً.
والمؤسف أكثر أن البعض أيضاً لا تقاس عندهم الأشياء إلا بمعيار مصالحهم الخاصة.
فإن رضي أحدهم عن مدرب أو لاعب ووجد منه الاحترام والرضوخ الذي يشتهيه بارك مشاركته في هذا النادي أو ذاك.
أما إن أغضبه أو تجاهله أو لم يعر ما يكتبه اهتماماً فالويل والثبور وعظائم الأمور في انتطار ذلك المدرب أو اللاعب، وهذه الفئة لن تضيف بالطبع للكرة أي شيء أيضاً.
وهناك قلة من الأقلام التي تكتب بموضوعية وتتناول أموراً تفهم فيها جيداً، لكن هذه الفئة للأسف الشديد لا يُسمع صوتها، لأن الإداريين من رجال المال أكثر ما يهمهم هو أن تهلل وتطبل لهم ( بالصح وبالكذب)، وما أعلمه أن الفئة الأخيرة من الكتاب لا يعبأون برجال المال ولا يقتربون من عالمهم.
لهذا أرى أن مجلس الهلال أدخل نفسه في نفق يصعب الخروج منه وكان الله في عون الهلال.
نقطة أخيرة
ما تابعناه خلال مباراة المريخ ومريخ الفاشر عبث وفوضى وشغب لا حدود له.
تكررت مثل هذه المشاهد في العديد من مبارياتنا، خاصة التي يكون طرفها المريخ.
لم نتابع التفاصيل من داخل الملعب ولم يملك الإعلاميون الذين غطوا المباراة الشجاعة الكافية أو المهنية التي تمكنهم من نقل ما جرى بوضوح حتى نفهم كمتابعين من على البعد ما حدث.
لكن بعض الأمور يتم الحكم عليها بالعقل الذي منحنا له المولى عز وجل.
فقد كان المريخ متأخراً بهدف عندما حدث ذلك الشغب.
وإن فكرنا في تأمل المبرر ( الفطير) وافترضنا بأن ضابط الشرطة الذي يتهمه البعض بالتسبب في كل ما جري ينتمي للقبيلة الزرقاء، فسنجد أنه لم تكن له أي مصلحة في إفساد أجواء المباراة.
ومريخ الفاشر كان فائزاً وبالطبع لا يمكن أن نتفترض أن جماهيره كانت وراء ذلك الشغب.
إذاً لا مناص من الاعتراف بأن فئة من جماهير المريخ الغاضبة من فريقها منذ فترة هي من فعلت ما شاهدناه.
ليس منطقياً أن نترك كل شيء جانباً ونتحدث عن ضابط شرطة وحيد بافتراض أنه استفز الجماهير.
وهل مر ذلك الضابط على الجماهير فرداً فرداً لكي يستفزها سواءً كان ذلك الاستفزاز بكلمات أو حركات؟!
قولوا كلاماً منطقياً يدخل العقل وسنصدقكم حتى دون أن نرى.
مبررات فطيرة للغاية نسمعها كل يوم في أجهزة إعلامنا تدلل دائماً على ضعف ذكاء البعض.
ما أسفت له هو أن أحد الضيوف في الأستديو التحليلي لم يكن شجاعاً بالقدر الكافي.
فقد اتهم لاعب المريخ السباق أحمد عباس الشرطة صراحة في حديثه الأول.
لكنه غير رأيه بعد دقائق وحاول التملص من حديثه الأول، بعد أن وصلتهم تعليمات من جهة ما فيما يبدو.
في الجانب الآخر أعجبني حديث الزميل ابراهيم عبد الرحيم فقد قال قبل أن يملكهم معلق المباراة تفاصيل ما جري كاملة " سواءً كان الخطأ من الشرطة أو الجماهير فهو أمر غير مقبول ولا يفترض أن نراه في ملاعبنا".
الأستديو التحليلي لم يقدم للمتابعين معلومات واضحة عما جري.
والمخجل أكثر أن معلق المباراة من داخل الملعب لم يقل شيئاً يذكر.
لم يفتح الله عليه بكلمة إلا بعد أن تقرر استئناف اللعب، ليقول لنا أن الأحوال هادئة تماماً وأن المباراة ستستمر، لنفاجأ في اليوم التالي بأنه نفسه قد تعرض للاعتداء من بعض الجماهير!
إعلامي يعجز حتى عن البوح بأنه شخصياً قد تعرض للإعتداء؟!
ممن يخاف بعض الزملا ! نريد أن نفهم.
تعجبت لاقتصار الحديث عن الأثر النفسي للاعبين قبل استئناف اللعب على لاعبي المريخ وما إذا كان ذلك سيدفعهم لتغيير النتيجة أم لا.
وسبب تعجبي أنهم تجاهلوا الطرف الأهم في المعادلة، أي لاعبي مريخ الفاشر.
دائماً نتعامل مع لاعبي الهلال والمريخ كأنهم الوحيدين في الملعب ولا نعير منافسيهم أدنى اهتمام لأن الإعلام يخاف جمهور الناديين الكبيرين.
فقد حدث الشغب بعد تقدم لاعبي مريخ الفاشر بهدف ومعنى ذلك أن تسجيلهم لهدف ثانِ كان من الممكن أن يعيد الجماهير لمربع الشغب.
عندما توقف اللعب كان طبيعياً أن يرفض لاعبو مريخ الفاشر العودة للملعب، لكنني كنت شبه متأكد من أن الجودية ستلعب دورها ليعيدونهم للملعب.
مضحك حديث الزميل الذي ذكر أن الحكم لو رفض مواصلة المباراة واعتبر المريخ خاسراً لحدثت كارثة.
هذا ارهاب صريح من الزميل.
الفئة الغاضبة من جماهير المريخ ما كان لها أن تغضب أصلاً.
ففريقها لم يخسر منذ بداية الموسم عشر مباريات حتى يفترضوا عدم قدرته على العودة بعد تأخرهم خلال شوط واحد.
لكنه الإعلام الذي صور لهم قبل بداية الموسم أن المريخ بلغ الثريا وصار عالمياً.
وهو نفس الإعلام الذي يبرر دائماً لبعض المتفلتين من جماهير الكرة أفعالهم القبيحة، لأنه من وراء ذلك يبرر لنفسه حتى لا يُتهم أصحاب الأقلام المتعصبة بأنهم السبب في الشغب الذي يتضرر منه الكثيرون.
ما يحدث في ملاعبنا سببه بعض الأقلام وثلة من إداريين لا يصلحون سوى كزعماء للعصابات.
ما دمنا على هذا الانقسام بين الناديين الكبيرين، نغطي على هذا لأنه يهمنا، ونكشف عيوب ذاك لأنه الخصم، فسوف تظل كرة القدم السودانية على تخلفها.
فعندما يغض اتحاد الكرة أو إحدى وسائل إعلامنا الطرف عن أخطاء المريخ اليوم سيجدون أنفسهم مجبرين في يوم قادم على فعل ذات الشيء مع الهلال لأن لكل دوره، ولهذا نحن في القاع دائماً.
/////////


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.