[email protected] التصنيف العالمي اصدر المركز الملكي للبحوث والدراسات الاسلامية ( مبدأ ) ومقره في عمان ، الاردن , وبالتعاون مع مركز الامير الوليد بن طلال للتفاهم الاسلامي المسيحي . اصدر تصنيفاً لل500 شخصية مسلمة الاكثر تأثيراً في العالم . وهذا هو اول تصنيف يصدره المركز وسوف يتوالي اصداره سنوياً في المستقبل . وقد تم تعريف الشخصية الاكثر تأثيراً بانها الشخصية التي يكون تأثيرها الكبير ناتج من تعاطيها الايجابي مع الاسلام او لكونها مسلمة . والتصنيف يسعي لتسليط الضوء علي الوسائل والطرق المختلفة التي تمكن المسلمين من التعاطي الايجابي مع والتأثير في العالم . كما يحاول التصنيف ان يشرح الاختلاف في كيف يعيش المسلمون ويمارسون شعائرهم الدينية في عالم اليوم . وقد احتوي التصنيف اولاً علي ال50 شخصية الاكثر تأثيراً في العالم . وكان البرنجي خادم الحرمين الشريفين . واشتملت لستة الخمسين الاولي هذه علي اسماء كثيره غير معروفة في العالم العربي . وحتي بعض الاسماء العربية المدرجة في اللستة الاولي هذه , تثير بعض التساؤل عن أحقيتها ؟ وهاك , علي سبيل المثال , سبعة من الخمسين الاوائل من العرب : - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ، مفتي السعودية - الشيخ علي جمعة , مفتي مصر - الاستاذ عمرو خالد ، داعية اسلامي مصري - الشيخ سلمان العودة ، داعية سعودي - الاستاذ سعيد رمضان ، داعية سوري - الاستاذ احمد محمد الطيب ، مدير جامعة الازهر -الاستاذ عبد العزيز التويجري ، مدير منظمة الاليسكو ومقرها تونس . لا يوجد سوداني في اللستة الاولي الخمسينية . وبعد اللستة الاولي الخمسينية ، تأتي اللستة الثانية . وهي اثنا عشرية . اذ تحتوي علي 12 شخصية لا تقل في تأثيرها عن الشخصيات المضمنة في اللستة الاولي . ونجد ان السيد الامام الصادق المهدي قد تم تضمينه في اللستة الثانية , اي اللستة الاثني عشرية . وللاسف نجد السيرة الذاتية المختصرة المضمنة في التصنيف تشير الي ان اختياره تم بناء علي كونه حفيد الامام المهدي عليه السلام وبس ؟ تناسي التصنيف الصحوة الاسلامية التي فجرها السيد الامام ؟ وتناسي التصنيف اي ذكر لاصداراته المتعددة في شتي صنوف الفكر والمعارف الانسانية ... في السياسة والدين والفلسفة والاقتصاد ! ولم يات أي ذكر علي اوراقه العلمية والادبية والدينية التي تحتوي علي افكار اصيلة وجديدة ومتجددة . ولم يذكر التصنيف مشاركة السيد الامام الفاعلة في المؤتمرات العالمية وفي جهوده المستدامة لاحلال السلم والامن في دارفور والجنوب ؟ لقد بخس التصنيف السيد الامام اشياءه . واحتوت اللستة الثالثة والاخيرة ( 438 شخصية ) علي خمسة شخصيات سودانية هم : - الاستاذ عصام البشير - الرئيس عمر البشير - الاستاذ محمد ابراهيم ( مو) - الاستاذ محمود عثمان صالح - الشيخ حسن الترابي ولم يرد اي ذكر لسماحة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رغم انه يقود طائفة اسلامية تقدر اعدادها بالملايين . علي عكس المحظوظين الذين وردت اسماؤهم في تصنيف ال500 او حتي ال50 الاوائل . كما سقط من التصنيف اسم المشير عبد الرحمن سوار الدهب واسم الاستاذ علي عثمان محمد طه ؟ واسم الاستاذ صادق عبد الله عبد الماجد رئيس الاخوان المسلمون , واسم الدكتور غازي صلاح الدين مهندس اتفاقية السلام الشامل , واسم الاستاذ الطيب زين العابدين ؟ مبادرة السيد الأمام في الاحد الموافق 15 نوفمبر 2009م اطلق السيد الامام صرخة حزينة لما آلت اليه الحالة في بلاد السودان . ورأي بعيني زرقاء اليمامة الخطر القادم . والناس في بلاد السودان عنه صماً وعمياناً . ودعا السيد الامام الي قمة استثنائية سياسية تجمع قادة وزعماء العمل السياسي في السودان شماله وجنوبه . للتفاكر الجاد حول الموقف المتأزم الحالي . ولتحقيق التراضي الوطني الشامل بعيداً عن الوساطات الدولية والاقليمية . لان اهل السودان ادري بشعابه . بل اكثر تاهيلاً وخبرة لايجاد الحلول الناجعة للمشاكل التي تحيق بهم . خصوصاً حتمية انفصال الجنوب عن الشمال . الانفصال الواجب علي قيادة الشمال وقيادة الجنوب تجنبه بشتي الطرق وكافة الوسائل . ويكون ذلك , حسب مبادرة السيد الامام , بان يطلب اهلنا في الجنوب الضمانات اللازمة للعدالة والمساواة مستقبلاً . وان يلتزم اهلنا في الشمال بتلبية هكذا ضمانات , لجعل السودان وطناً مشتركاً لكافة سكانه , وعادلاً بينهم دينياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً. ولكن للاسف الشديد فقد وقعت هذه الصرخة الحزينة علي آذان بها وقر . فارتدت راجعة دون ان تلج هذه الآذان الصماء والقلوب الغلف . مثل السيد الامام كمثل الذي استوقد ناراً فلما اضاءت ما حوله ، ذهب الله بنور قومه الانقاذيين , وتركهم في ظلمات لا يبصرون . صم بكم عمي فهم لا يرجعون . وهناك عدة اسباب جعلت السيد الامام يحاكي من يؤذن في مالطا . ومن ينفخ في قربة مقدودة . ومن يعرض خارج الزفة . نلخص منها الاتي : اولاً : نظام الانقاذ يعتبر الحركة الشعبية عدو تكتيكي يمكن التحاور والتشاغب معه . بدون ان يفقد النظام السلطة في شمال السودان . اما السيد الامام ، فهذا امر مختلف جداً . هذا عدو استراتيجي لا يمكن المشاركة معه في اي مفاوضات قومية , خوفاً علي حياة نظام الانقاذ وفنائه ؟ لم ينس نظام الانقاذ انه قد سرق الشرعية من السيد الامام بليل . ويتخيل نظام الانقاذ , ان اي كلام يقول به السيد الامام انما يبغي به , في المحصلة النهائية , تفكيك نظام الانقاذ , واستعادة الشرعية التي تم اغتصابها منه عنوة . المسألة مع السيد الامام مسألة حياة او موت . بعكس المسألة مع الحركة الشعبية التي لا تتعدي حاجز النباح , وفي أسوأ الفروض , الخربشة . وفي اسوأ اسوأ الفروض , الانفصال , وترك الانقاذ علي دست الحكم في الشمال ؟ ومن ثم اهمال اي كلام يأتي من ابو الكلام ؟ ثانياً : نظام الانقاذ مهموم هذه الايام بمسألة الانتخابات . والتحضير والتجهيز لها حتي يكتسب شرعية علي المستوي القومي والاقليمي والدولي . الشرعية التي فقدها طيلة العشرين عاماً الماضية . الشرعية التي سوف تمكنه من تمزيق امر قبض اوكامبو ؟ ويؤمن نظام الانقاذ ان الالتفات لصرخة ومبادرة السيد الامام سوف تلهيه ( نظام الانقاذ ) عن بلوغ مراميه , حسب أتفاقه مع الجنرال قريشن , بعقد انتخابات ( ذات صدقية ؟؟) ؟ اي بعربي جوبا ( لا يشترط ان تكون بالضرورة شفافه ولا حرة ولا عادلة ولا نزيهة ) . هكذا أنتخابات سوف يضمن الفوز فيهل بسهولة ويسر ؟ وسوف تسبغ عليه شرعية ومصداقية يرفع بها راسه بين الامم ! وبعد الانتخابات , وفقط بعدها , يمكن ان يستمع نظام الانقاذ لصرخة ومبادرة السيد الامام ، ولكن قطعاً ليس الان . ثالثاً : سوف يدين نظام الانقاذ مبادرة الامام مدعياً انه لا يؤمن بتنافس المسارات والمبادرات . التنافس الذي يجعل المبادرات تأكل بعضها البعض ، او كما يدعي . رابعاً : الحركة الشعبية مهمومة بدورها بمسألة الاستفتاء . وتركز كل جهدها حصرياً في ضمان عقد الاستفتاء في مواعيده . وباعتماد خيار ال 50% زائد واحد . وبالتزام نظام الانقاذ بنتيجة الاستفتاء . لا تريد الحركة الشعبية ان تسمع اي موسيقي اخري غير هذه الموسيقي , ولغاية يوم الاحد 9 يناير 2011م . وبعدها , وفقط بعدها , يمكن للسيد الامام ان يطلق صرخاته ومبادراته كما يشاء؟ خامساً : يمثل السيد الامام خرقة حمراء فاقع لونها لتور سماحة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني . ولا داعي لشرح الواضح الفاضح ؟ فلن يؤمن سماحة مولانا للسيد الامام حتي يري مولانا الله جهرة ؟ او حتي يكون للسيد الامام بيتاً من زخرف ؟ او حتي يرقي السيد الامام في السماء ؟ ولن يؤمن سماحة مولانا لرقي السيد الامام حتي ينزل علي سماحة مولانا كتاباً يأمر مولانا مساعده حاتم السر بان يقراه ويلخصه له شفوياً ؟؟ سادسأ : لجنة القمة السياسية التي اقترحها السيد الامام احتوت علي ثمانية شماليين وجنوبي واحد رغم ان المشكلة الاساسية التي سوف تناقشها اللجنة تخص الجنوب. سابعاً : ألمح بعض متنفذي الانقاذ بان السيد الامام يبغي التشويش علي المفاوضات الواعدة الجارية حاليا علي عدة أصعدة . ثم ان هكذا مفاوضات تسير حاليا عبر آليات فاعلة وعاملة علي الارض منها : اللجنة الثلاثية ( الانقاذ ، الحركة الشعبية ، الادارة الامريكية) , واللجنة الثنائية ( علي عثمان محمد طه ورياك مشار) بخصوص اتفاقية السلام الشامل . ومبادرة الدوحة والوسيط الدولي ولجنة امبيكي بخصوص دارفور. اذن هناك آليات موجودة علي الارض وعاملة وفاعلة . ولا داعي لمبادرة جديدة حتي لو كانت سودانية خالصة . ثم ان وجود الوسطاء مطلوب ومرغوب فيه في هذه المرحلة المتأزمة , لاتساع الخرق علي الراتق . ثامنأ : لم يعلق الشيخ حسن الترابي , ولا الاستاذ محمد ابراهيم نقد , علي مبادرة وصرخة السيد الامام , وكأن علي روؤسهم الطير ؟ اما الاحزاب السياسية الشمالية والجنوبية الديكورية الاخري , فلاذت بصمت القبور ؟ وكذلك منظمات المجتمع المدني ؟ منتهي اللامبالاة . وكأن القوم يعيشون في المريخ وليس في وطن ربما يكون او لا يكون ؟ حقاً صم بكم عمي فهم لا يرجعون ؟ لا مبالاة المدهش , والمقلق حقأ , ان ثمة حالة من اللامبالاة الشديدة من جانب كل القوي السياسية , وبالاخص نظام الانقاذ بمبادرة وصرخة السيد الامام , المسكونة بالحزن , والمقترنة باليأس من الاوضاع القائمة . هل يبدأ نظام الانقاذ في التحرك ويفيق من سباته العميق , بعد خراب سوبا ؟ عندما يفور التنور , وتقع الواقعة التي ليس لوقعتها كاذبة ؟ وتعم الفوضي ؟ لعلها نبوة سوف تكذبها الايام .... آمين .