الثعالب الصغيرة ... مسرحية سودانية قبطية خجلى: تمثيل الرائعين ، المسرحيين ، من بيوتهم ، هالة جورج ، يوليس تاضرس .... وتصوير صمويل بطرس . كما أقول مرارا ، أنا معجب جداً بتلفزيون جنوب السودان ! ليس مجاملاً ولكن بطبعي وفضولي الزائد ... أحب أن أتعرف على هذا الشعب وأوجاعه . لسوء الطالع حضرت جزءاً يسيراً من مسرحية الثعالب الصغيرة ... المسرحية ، السودانية ، القبطية ، الوسيمة ، ألوان ممثليها مخطوف من مصر الكنانة ، ولسانهم محدوق بالعامية السودانية الحبيبة .... وبرغم أني لا أميل للمسرح وخصوصا السوداني ، لبعده الكيفي عن أوجاعنا ، ورؤآنا ، وفسيفساء ثقافاتنا ، والترويج لجمالنا ، والنحن .. ولكن شدني بصورة عجيبة جداً ذلك المقطع الصغير .... الذي قرأته سريعاً في آخر المسرحية .... ((صديق يتحايل على أخت صديقه في بيتها .... ويعبّر بكل شفافية لأخيها عن جمالها ..... فيرده الصديق ، إنها مخطوبة )) . أظن عن هذا المقطع عندي يكفي تماماً للفت نظرنا للصداقات ومحاذيرها .... وضرورة التحرز منها ، والتعامل معها سلبا وإيجابا . لكن الذي شغلني تماماً ، ولم أجد له إجابة ، هو ، ما دام إخوتنا أهل أم المؤمنين وأمنا ، ماريا القبطية ، في السودان ، يملكون هذا الجمال ... وهذا العمق ، والتعمق في المجتمع ، فلماذا لم يخرجوا لنا في مسارحنا وفي ملاعبنا وفي تلفزيوناتنا وفي وزاراتنا وفي مفاصل إدارة دولتنا ، لماذا لا يُخالطوننا ونحن نقتسم معهم حب عيسى عليه السلام ، وحب ومريم البتول ، وحب جون (يحي)، وحب جونا ( يونس )، وحب زكريا وحب ، Lot ، لوط أدم وحب حواء وحب الوطن !!! ما الذي يكتم أنفاساهم ويجعلهم يتاورون عنها ولا يندمجون في عموم المجتمع ونحن نؤمن بأن الله خالقنا .... هو الذي بعث فينا رسله وأنزل علينا دياناته ، ليبشرنا .... بالرحم الإيماني والإنساني الذي بيننا..... يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم .... وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ . لماذا يتوارى هؤلاء ..... ويبحثون عن نافذة ينفذون منها إلينا .... هربا بدينهم ، وإثنيتهم ....... إلى إخوتهم في جنوب السودان ! ويرتكونا ، هنا إخوة لهم في الإنسانية والوطن والمعنى الكلي للدين وحبل الرسل والرحم الذي يربط بيننا !!!!؟ لماذا !!! أظن أننا يجب أن نقرأ السودان بمعناه الإنساني أولا وليس الديني ، فإن الله لو شاء لجعلنا أمة واحدة ، أليس هذا من صلب ديننا ، ولكم دينكم ولي دين ، ألسنا نقرأ هذا يوميا من قرآننا ... حتى لو إختلفت بيننا الرؤى وتباين الإيمان ؟ أظن أن على إخوتنا آل ، ماريا ، يجب أن ينفذوا إلى المجتمع السوداني ، أكثر عطاءا وأرحب لقاءا وأكثر أمناً وأمانا ، وأكثر حبا للسودان ، وأرحب تمازجا في المعنى العام للإيمان ، والهوية ، ورحابة الإنسانية .... إنهم مسالمين وأننا أسلم ، وأننا نحبهم ، في صمت ونرجو لهم أن ينعتقوا ... عن الحرز والحذر وحظر العطاء .... والعمل من بيوتهم ، فنحن إخوة .... ولكم دينكم ولي دين عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.