تحط طائرات الزعماء العرب في (29 اغسطس 1967م) رغم نكستهم في حربهم ضد الكيان الصهيوني، إلا أن الخرطوم تستقبلهم استقبال الفاتحين، فقدم لهم الشعب السوداني الدعم المعنوي اللازم لزعماء اتوها منهزمين لانجاز قمة ناجحة ساهمت في تماسك الموقف العربي بلاءاتها الثلاثة (لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض) مع العدو الصهيوني، وأبرز الاحدث حينها الذي ادهش العالم وتصدر صفحات الصحف الأولى في كل العالم هو اكبر استقبال يجده قائد مهزوم لتوه، فقد استقبلت الخرطوم الرئيس المصري جمال عبد الناصر استقبال الابطال المنتصرين، حيث انه وما ان حطت طائرته على ارضية مطار الخرطوم إلا وتدافعت الجماهير السودانية لتتخطى كل الحواجز الأمنية وتهتف بحياته وتطالبه بالثأر من اسرائيل. تلك اللوحة الزاهية التي شكلها السودانيين تجد الاحترام والتمجيد إلى اليوم لانها لفتة فريدة من شعب فريد، وحدث مثل الجانب المشرق في العلاقات العربية العربية حينها تجسدت فيه وحدتها واصطفافها صفاً واحداً ضد اعدائها اليهود. تمر السنون والأيام والخرطوم تشارك ضمن الصف العربي في عاصفة الحزم التي يشنها العرب على الحوثيين باليمن هذه الايام، وتسير في نفس الطريق فقط تستبدل لاءاتها الثلاث بثلاث طائرات تدخل المعركة مع اخواتها الاخريات وقد يزيد العدد في الايام القادمات، وبالرغم من أن المشاركة ضعيفة مقارنة مع أعداد الطائرات المشاركة من دول اخرى إلا ان لها رمزيتها ورسالتها، وسيكون لها ما بعدها من تواصل السودان مع اشقائه العرب وتعاون في كافة المجالات لا سيما الزراعية التي يوفر فيها السودان الارض والماء بينما توفر الدول العربية الاخرى رأسمال الذي يحيل تلك الأرض الى خضرة وغذاء وكساء، كما ان هذه الخطوة سيكون لها عميق الاثر في علاقات السودان مع العالم اجمع. هي الخرطوم بلاءاتها الثلاثة وطائراتها الثلاثة وجحافل جيوشها التي سيكون لمشاركتها اليد العليا في إعادة الاستقرار لليمن السعيد لما لها من خبره أمتدت منذ ما قبل الاستقلال إلى يومنا هذا، ولتؤكد بذلك أنها جزء لا يتجزأ من محيطها العربي تحس بما يحس به تجزع لجزعه وتفرح لفرحه. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.