§ فجأة ودون علم الوالدين اختفى الابن الشاب من حي الصحافة ، فجأة سمع الاهل أنه سافر إلى ليبيا (للجهاد في سبيل الله)!! وكأنما الجهاد أمر شخصي لا ضوابط له. بعد مدة وصلت الانباء بمقتل الابن هناك ، هل هي أسرة تفقد أعز مل تملك، فقدت إبنها الشاب الذي كان معقد الآمال!!، أي جهاد هذا الذي يجعل الابن يغادر خلسة ودون رضا الوالدين؟!! .. من هؤلاء الذين أوعزوا لهذا الشاب الذي كان معقد آمال الوالدين ، بالسفر ليموت بعيداً عن أهله ووطنه؟! § فتيات في عمر الزهور ، هن طالبات في كلية طب لا ينتسب لها إلا أبناء المغتربين الموسرين ، آبائهم وأمهاتهم علماء وأكاديميون أرسلوهن لتلقي العلم، فجأة اختفين مع زملائهن في قاعات المحاضرات و إلى أين؟!.. فقد سافرن للانضمام بدعاوى الجهاد مع داعش ، زميلهن كتب لاخيه ليبلغ أمه أن توقف الدعاء له لأنها حرمته من الجنة إذ أن زملائه كلهم استشهدوا ودخلوا الجنة ، ترى من قام بغسيل عقول هؤلاء الطلبة والطالبات؟! .. فهل هناك بؤر من الفكر المتشدد تقوم بحضهم للالتحاق بداعش والنصرة دون علم ذويهم أو الجهات المسئولة عن أمن البلد وسلامة بنيه؟! § لمن لا يعرف فعلينا بتعريف الجهاد من القرآن والسنة، فالجهاد هو من أجل الطاعات، وأفضل القُرُبَات، فقد جاء الحث عليه في كتاب الله وفي سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، لأن الجهاد مما يحفظ الله به الإسلام والمسلمين، وهو ذروة سنام الإسلام، والجهاد عبادة من العبادات وكل عبادة لا تصح إلا إذا وجد شروطها وأسبابها، وانتفت موانعها. فالجهاد ينقسم إلى قسمين، قسم خاص وقسم عام. أما المعنى العام فيشمل، العمل بالإسلام، والدعوة إليه، والدفاع عنه، وإعزازه بكل ممكن. هذا هو المعنى العام للجهاد. أما أنواع الجهاد بمعناه العام، فقد ذكر أهل العلم أن الجهاد بمعناه العام يتنوع إلى أنواع وهي: جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد أهل الأهواء والبدع، وجهاد الكفار والمنافقين. وكل نوع من أنواع الجهاد له مراتب ذكرها أهل العلم. § أما جهاد النفس: هو تعلم شرع الله، العمل به، والدعوة إليه، والصبر على ذلك، فالعلم هو معرفة الْهَدْى بدليله، أن يعرف العبد ربه، ونبيه، ودين الإسلام بالأدلة، وأن يعمل بشرائع الدين، فيمتثل الأمر، ويجتنب النهي، وهو مقدمة لبقية أنواع الجهاد الأخرى. أما جهاد أهل الأهواء والبدع، فيكون بإنكار المنكر، بالمراتب التي جاءت في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، ذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ»(9 ) فيختلف الحكم باختلاف حال الشخص الذي يُنْكِرُ المنكر، من ناحية العلم والمعرفة بأحوال المدعو، ويختلف أيضا باختلاف حال المدعو، فقد يكون الإنكار فرضَ عين، وقد يكون فرضَ كفاية، وقد يكون مُسْتَحَبًّا، على حسب ما يقتضيه الحال، هذا هو جهاد أهل الأهواء وأهل البدع والمعاصي والمنكرات. § وأما جهاد الشيطان يكون بدفع ما يلقيه إلى العبد من الشكوك والإرادات الفاسدة، ومن الشهوات والشبهات، وهذا يكون بالعلم النافع، والعمل الصالح، والصبر عن الوقوع في المعاصي، هذا نوع من الجهاد، وحكم هذا النوع -أعني جهاد الشيطان-، وكذلك جهاد النفس: فرض عين على المكلف من حين يكلف إلى أن يموت كما قال -سبحانه وتعالى-: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأتِيَكَ اليَقِينُ﴾ [سورة الحجر: الآية 99]. § هناك نوع آخر من الجهاد وهو جهاد الكفار والمنافقين،وهو على مراتب: جهادهم بالقلب، واللسان، والمال،والنفس،هو يتنوع أنواعا، وحكمه يختلف باختلاف الأحوال التي تقترن به. أما المعنى الخاص للجهاد: يُعَرِّفُهُ الفقهاء بأنه: قتال مسلم كافرًا، غير ذي عهد، بعد دعوته للإسلام وإبائه، إعلاءً لكلمة الله -سبحانه وتعالى- . هذا النوع من الجهاد ينقسم إلى نوعين: جهاد طلب، وجهاد دفع. فذكر أهل العلم لهذا النوع من الجهاد ضوابط شرعية ينبغي مراعاتها لتحقيق المعنى المرجو من الجهاد، لأن الجهاد ليس غاية في نفسه، وإنما هو وسيلة لتحقيق غاية، وهي: إعلاء كلمة الله، فلما جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»( 10 ). § فجهاد الكفار والمنافقين في جهاد الطلب يحتاج إلى ضوابط شرعية، حدد أهل العلم - رحمهم الله - ضوابط خمسة بالنسبة تتعلق بالمجاهد المسلم، وضوابط خمسة تتعلق بالمقاتل الكافر. فالضوابط المتعلقة بالمجاهد المسلم إجمالا:بالنسبة لما يتعلق بالمجاهد المسلم نذكر الضوابط الخمسة إجمالا، وهي: - الأول: الإخلاص لله -عز وجل- أي: أن يقصد المجاهد بجهاده إعلاء كلمة الله -سبحانه وتعالى-. - الثاني: القدرة على القتال، وكسر شوكة العدو. - الثالث: ألا يترتب على القتال مفسدة أعظم من مفسدة تركه، لأن ترك الجهاد يعتبر مفسدة، لكن إذا كان يترتب على الدخول مفسدة أعظم تلحق بالإسلام أو بالمسلمين، فإن الجهاد يترك في هذا الوقت وفي هذا الحال. - الرابع: أن يكون الجهاد بأمر ولي الأمر المسلم. وهذا هو الاهم، فليس لآحدٍ أن يستلب سلطة ولي الامر بأي حالٍ من الاحوال ، وعلى ولي الأمر الحفاظ على شباب الامة!! - الخامس:أن يكون تحت راية شرعية، وقيادة شرعية تعلن الجهاد في سبيل الله،من أجل إعلاء كلمة الله -سبحانه وتعالى- . - لست متفقهاً ولكنه مجرد اجتهاد مطلع بما يطلع والله ورسوله أعلم. فيا ولاة أمرنا : الشباب من بناتنا الطالبات وابنائنا الطلبة أمانة في أعناقكم فلا تتركوهم فريسة للفكر المتشدد الذي يدمرهم، فهم بناة المستقبل، الحافظون للدين الصحيح، فالاسلام دين الوسطية لا الغلو والتشدد، أبحثوا أين تكمن هذه البؤر التي تغسل الادمغة، ولا اعتقد أن السلطات الامنية تجهل أماكنها لذا يجب لابد من التأسيس لحوار للتناصح والاقناع حجةٌ بحجة. الهم بلغت اللهم اشهد. بس خلاص.. سلامتكم،،،،،،،، عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.