فى ختام هذه الحلقات لا بد ان نتعامل مع واقع السودان بعيدا عن النظرة الضيقة لكل عناصر الصرعات التى اوصلت البلد لتصبح تحت قبضة دول غرب اوربا بقيادة امريكا التى تتحرك وفق استراتيجية واضحة تستهدف تمذيق السودان مدعومة من بعض دول الجوار التى تطمع فى الخروج بمكاسب واخص بها اثيوبيا ويوغندا وكينيا و ارتريا التى اشركها الامريكان فى ملف السودان فى تحالف مكشوف مع امريكا واقصاء الدول التى لاتصب مصالحها فى تمذق السودان او نفسها مهددة بنفس المصير وعلى راسها مصراهم دول الجوار التى تربطها بالسودات مصالح مشتركة وذلك ضمن مجموعة الدول العربية المستهدفة والتى تتساقط اليوم لتحقق هذا المخطط ولعل اول واهم خطوة لانقاذ السودان من هذا المخطط ان تتجرد كل مصادر الصراع فى السودان من النظام الحاكم ومن الاحزب الطامعة فى العودة للحكم رغم اخفاقها المزمن عبر تاريخ الحكم الوطنى ثم اخيرا الحركات المتمردة فى اى منظقة فى السودان اول خطوة ان تعترف كل منها بما ارتكبته فى حق السودان حتى اسلموا ملفه للمتامرين على وحدته وان يجعلوا هدفهم الاول واللذى يعلو اى مطامع ان يفشلوا مخطط تمذيق البلد لانهم جميعا فى نهايةالامر خاسرون .فلقد اخطأوا ثلاثتهم من فى الحكم والطامع فى العودة اليه والمتمردون اخطأوا فى حق السودان اولا وفى حق المواطن اللذى فقد كل مقومات الحياة الامنة الحرة الكريمة لا هدار كل امكانته بالرغم من ان مصادر ثروته تضاعفت بالبترول والذهب اللذى استنذف العائد منه فى الصراعات من اجل السلطة وفى متتطلبات الحروب من السلاح وتوابعه واجهزته سواء من اجل الحفاظ على السلطة او اقتلاعها بالقوة او لمصالح خاصة اوبانتخبات تفتقر اى احزاب مؤسسية ديمقراطية تهيمن عليها الطائفية والعقادية والعسكرية منذ ارتفع علم الاستقلال. لقد ان الاوان ان تعترف كل اطراف الصراعات انها بهذا الواقع انما تحقق للمتامرين على السودان مخططهم اللذى كشفوا عنه علانية الا انهم بلا استثناء غضوا الطرف عنه طمعا فى دعم امريكا لهم لتحقيق نزواتهم الخاصة ويتجاهلون ان امريكا احرص منهم على تصعيد الصراع لانه الوسيلة الوحيدة لتمذيق السودان فالنظام الحاكم يخطى ان توهم بانه قادر على حسم التمرد ولعل اصدق دليل ما شهده جنوب السودان لنصف قرن وقفت فيها كل انطمة الحكم عاجزة عن كتابة نهاية له فتتطور رغم انفها حتى تحقق انفصال الجنوب بعد ان توفر له دعم المتامرين على الوحدة, فالقوات النظامية قد تنجح فى حسم الحروب النظامية ولكنها لاتملك ان تحسم حروب غيرنظامية لانها تعود وان قهرت الى حين لان دوافعها قائمة. اما الحركات المتمردة والتى تعتمدعلى دعم المتامرين على وحدة السودان فانها ان كانت خريصة على السودان فانها تحقق اهداف المتامرين على وحدته وان كانت تخفى نواياها ورغبتها فى الانفصال فاسلمت امرها للمتامرين لتمذيقه فليتعظوا من المصير الذى انتهى اليه الجنوب بعد الانفصال او الاستقلال كما اسماه الغرب لحاجة فى نفسه لان الانفصال تحقق للجنوب وكتب نهاية الصراع بين العنصربة العربية والزنجية او الاسلامية وغير الاسلامية الا ان ما شهده الجنوب بعد الاستقلال فلقد تفجرفيه الصراع القبلى بصورة اكثر حدة لانه اشد واخظر اذ ليس فى الجنوب قبيلة تقبل الخضوغ لقبيلة اخرى خيث ان واقع الجنوب اشد خطرا بعد الانفصال على وحدته حتى ان المواطن الجنوبى يتحسر اليوم على السودان الموحدلانه كان فى وضع افضل لولا فشل الحكم الوطنى فى التعامل مع هذا الواقع و مناطق التمرد بما يحقق التعايش والمساواة بين ابناءالوطن الواحد لهذا فهى بلا شك مهددة بنفس الواقع بل اسوا منه لو انها انفصلت لهذا فالخيارواضح اما ان تبقى القوى المتناحرة تحت قبضة النامر الاجنبى لمذيق السودان مع كل مهدداتها بواقع اسوأ بسبب التناحر القبلى والجهوى او الخيار الثانى والافضل الاتفاق على وقف الاقتتال والوصول لكلمة سواء تؤمن على حقوق كل الاطراف فى سودان موحد تتعايش عنصرياته واديانه واعادة ترتيب السودان لتصحيح الاخطاءالتى ارتكبها الحكم الوطنى من اعلان استقلاله حتى اليوم و اللذى فشل وتجاهل تحقيق التغايش بين الفوارق التى تكون السودان بسبب الانانية والمطامع فى السلطة والخاصة و لو انه احسن صياغتها لعاش كل شعب السودان فى رفاهية لما يتمتع به السودان من ثروات سال لها لعاب المتامرين على وحدته وهنا لابد ان ندرك ان السودان ليس فى حاجة لحوار رموز الفشل السياسى بمختلف انواعه فى كل مراحله من اجل اقتسام السلطة اوالتتافس بانتخابات صورية لغياب اى مؤسسات حزبية ديمقراطية لكونها جميعها فاقدة للبنية المؤسسبة لهذا فالسودان بحاجة لحوارغير مسيس يفضى لسودان موحد يؤمن حقوق كل الاطراف دون اى تغول من اى جهة حتى يعيد هذا الحوار المجرد من الغرض والمطامع كتابة التاريخ اللذى اهمله ولايزال يهمله الحكم الوطنى منذ رفع علم استقلاله وحتى يبنى مستقبل ديمقراطية مؤسسية فالسودان بحاجة لوقف الاقتتال من كل الاطراف لوقف نزيف الدم لابنائه من كل الجبهات ولوقف استنزاف الغرب لماله فى تمويل الحرب حتى يكتب نهاية التامر الامريكى على ان يسود الجميع حوار متجرد من المطامع الخاصة ايا كان نوعها من اجل الوحدة ومن اجل ان تصب خيرات البلد للمواطن دون تمييز فهل تكون هذه هى دائرة حوار جاد يخلوا من انانية اى جهة معنية به حيث لا راية تعلوا راية السودان اللذى يتساوى اهله فى كل الواجبات والحقوق اشك فى ذلك لان المطامع الخاصة اكبر عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.