أتفهّم جيداً أن يظهر واحد من قيادات حزب المؤتمر الوطني في الفضائيات ليطلق التصريحات الكاذبة في إطار الدعاية الحزبية والحملة الانتخابية .. لكن ما لا يمكن أن أتفهمه أو أستوعبه هو أن يأتي إلينا وزير الداخلية ليدلي بتصريحات ومعلومات كاذبة ومضللة للراي العام، كما جاءت في التصريحات المنسوبة للسيد إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية في صحيفة أخبار اليوم أمس، والتي أوردها في الاقتباسالتالي : (أكد السيد وزير الداخلية "لأخبار اليوم" أن الأحوال الأمنية مستتبة وهادئة بجميع أرجاء البلاد .. واشاد سيادته بالمجهودات الكبيرة التي بذلتها قوات الشرطة وسيطرتها على المسيرة غير القانونية أمس الأول، وقال إن قوات الشرطة لم تطلق رصاصة واحدة أو قنبلة مسيلة للدموع، واستطاعت بخبرتها الطويلة وحسها الوطني الرفيع أن تحتوي أحداث أمس الأول) - إنتهى الإقتباس من صحيفة أخبار اليوم - . التصريحات الواردة في الاقتباس أعلاه والمنسوبة للسيد وزير الداخلية فيها معلومات كاذبة ومضللة للرأي العام، ومجافية تماماً للوقائع والأحداث التي شهدتها مدينة أمدرمان وغيرها من مدن البلاد، خلال المسيرة السلمية لقوى الإجماع الوطني "قوى إعلان جوبا" والاعتداءات الوحشية والقمعية من قبل أجهزة الشرطة وأجهزة أخرى تنتمي لإثنية محددة. وهي مدفوعة من المؤتمر الوطني لمنع جماهير الشعب السوداني وقياداته الوطنية من التعبير عن رفضها لسياسات حزب المؤتمر الوطني غير الراشدة. وتعنته في تعديل القوانين المقيدة للتحول الديمقراطي، وقوانين أخرى ذات صلة بالاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان والمشورة الشعبية لمنطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق. التغطية الصادقة والأمينة والمهنية لفضائيات الجزيرة والعربية والبي بي سي والصور التي نقلتها هذه الفضائيات تكذب تصريحات وادعاءات السيد إبراهيم محمود حامد بأن الشرطة لم تستخدم الرصاص أو الغاز المسيل للدموع في فض التظاهرة السلمية للقوى الوطنية .. فقد شاهدنا وشاهد العالم كله عبر الفضائيات تصدي الشرطة والأجهزة الأمنية للتظاهرة السلمية بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع .. وقد جاءت معظم إصابات المواطنين المشاركين في التظاهرة من مقذوفات الغاز المسيل للدموع التي تطلقها الشرطة من البنادق. إذا كان ما شاهدناه في الفضائيات وبأم أعيننا على الأرض ليس بالغاز المسيل للدموع أو ما يعرف ب(البومبان) فهل يكون (بخور تيمان) يا سيادة وزير الداخلية ؟؟!! السيد وزير الداخلية مطالب بتقديم استقالة فورية لتقديمه وإدلائه بمعلومات كاذبة ضلل بها الرأي العام. ولتوجيه أجهزة الشرطة لقمع تظاهرة سلمية أسوة بما يحدث في العديد من دول العالم حيث يتقدم أي وزير أو مسؤول با ستقالته عندما يرتكب خطأَ فادحاً مثل الإدلاء بمعلومات كاذبة ومضللة أو تعريض حياة المواطنين وقيادات سياسية وطنية للخطر، مثل ما حدث يوم الإثنين عندما تعرض حياة آلاف المواطنين والقيادات السياسية للخطر نتيجة الااستخدام غير المبرر للعنف في مواجهة تظاهرة سلمية .. فضلاً عن اعتقال قيادات سياسية ودستورية تتمتع بالحصانة وعلى راسها الأستاذ باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان، والأستاذ ياسر سعيد عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية، والأستاذ ميان دوت وزير الحكم المحلي بولاية الخرطوم، والدكتور عبدالله تية نائب رئيس المجلس التشريعي بولاية الخرطوم. نقلاً عن صحيفة أجراس الحرية salah almaleeh [[email protected]]