عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. تتجه الأنظار الي ما بعد الثاني من يوليو تاريخ تنصيب الرئيس البشير ,بإعتباره المرشح الفائز بالانتخابات الأخيرة حيث ومن المتوقع وبشكل تلقائي ان يعلين الرئيس عن التشكيل الحكومي الجديد , وسينظر الناس لهذه الحكومة علي انها واحدة من أهم الحكومات في التاريخ السياسي للسودان بعد الاستقلال لعظم التحديات والمخاطر المحيطة بالبلاد داخليا واقليميا وفي السياق الدولي . الحكومة القادمة لن يتم إعتبارها والتعامل معها علي انها وليدة او صفرية الأداء , فستواصل في توقيتها العمري البالغ خمس وعشرون عاما في سدة الحكم ، ولذلك فإن أدائها ايضا سيتم النظر اليه ومراقبته علي أساس تراكمي كما هو الحال للاخفاقات ومشكلات ضعف الاداء ولعدم التحاملانجازاتها ايضاً . الوضع الأن ليس في أبهي صوره ؛ فأبرز مظَاهره اقتصاد مترنح ، مهددات امنية مباشرة ، وضع معيشي بالغ التعقيد مع علاقات دولية ضعيفة وترتيب متدني بين مصاف الدول في مايتعلق بمؤشرات التنمية البشرية والاقتصادية , لكل ذلك انخفض سقف التوقعات كثيرا في هذا الوضع المستمر منذ اربعة اعوام بعد يوليو 2011 م ، صاحبه نزيف متواصل وكبير في هجرة العقول والعمالة الماهرة وانخفاض في الأداء العام لمؤسسات الدولة ولم يسلم القطاع الخاص فإنتاجه وإنتاجيته إنخفضت كثيرا جودةً ومقدارا . لن يخرج التشكيل الوزاري القادم من حيث الوجوه من هؤلاء الذين تعاقبوا علي ادارة الشان السياسي والعام ومؤسسات الحكم في البلاد في العقود الأخيرة وهي من أكبر معضلات السياسية السودانية، فلن تحتمل الحكومة أعضاءا من التكنوقراط نظراً لتدافعات الاحتقان السياسي ومخرجات الانتخابات الأخيرة ،كما أن الذين سيقع عليهم الأختيار سواء اكانوا من الطاقم القديم او من المحيط السياسي المتعارف عليه فان توقعات إحداث إختراق أو حراك كبيرين، ضعيفة ،فمعظمهم وفي فترات ادارتهم نتجت مشكلات الأداء الضعيف للمؤسسات كما أن معالم الأداء العام اتسمت بالميوعة والإزدواج والتضارب وتداخل الاختصاص وضعف تنفيذ الخطط الموضوعة وغياب المتابعة اللصيقة و إضعاف هيبة الدولة بالتعمد بعدم تنفيذ القرارات السيادية . بالطبع لن يكون من ضمن برنامج الحكومة القادمة مشروعات نهضوية هائلة تهدف الي جعل السودان واحدا من دول العالم العظمي ، كما هو حال الخطاب العام بعد افتتاح سد مروي ، وان حدث ذلك فان الواقع يجافيه ويعارضه بل ستنحصر مهمة الحكومة الاساسية ومؤسساتها منشغلة بالاصلاح الاداري للمؤسسات العامة تحسين المؤشرات المتدنية للاداء الاقتصادي (خفض معدلات التضخم العالية )، تحسين الخدمات الأساسية والتوسع في تقديمها للمناطق الواسعة والمحرومة منها كل ذلك يعتمد علي تحسن الوضع الأمني . سأُذكِر مرة أخري بأن السودان يقع ضمن قائمة الدول المتزيلة للعالم في عدة مؤشرات وتقارير تنموية عالمية ؛ فهو الثالث قبل الأخير فيما يتعلق بالتنمية البشرية ، وكذلك الثالث فيما يخص الدول التي تغيب فيها الشفافية والمحاسبة ويتفشي فيها الفساد ، ويتزيل العالم في مؤشر السلام وحقوق الانسان ومعدلات الفقر ، و السودان كذلك يصنف عالميا من اسوء الدول لتوفير الامن الغذائي حسب مؤشر مؤسسة (مابلكروفت) . سيكون أداء الحكومة القادمة في ضغط أقل ؛ لأن التوقعات عليها ليست كبيرة والآمال منها ليست عريضة ، كما أن الدعم الأقليمي المتوقع كبير فالدول العديدة التي ستحضر حفل التنصيب تمثل ايذاتا ببداية عهد جديد ، سينتظر المواطن هذه الفترة لتمر وهو أقل توقعا لنتائج كبري علي الأقل ، ومع كل هذه العوامل المحيطة فلن يهزم الأداء الحكومي الا الحكومة نفسها ، فان لم يتم بدءاً اختيار كوادر قادرة علي العطاء وتستطيع أن تحدث تغييرا و قبل ذلك تنسجم سريعا لتنفيذ اصلاحات عميقة وعاجلة ، فلن يكون هناك فرقا غير تعميق الاخفاقات والتزيُلات .