المريخ بفوزة علي نده والهلال بكأس البطولة ..!! كعادة لقاءات فريقي القمة السودانية سبقها كثير من الحديث والصخب الاعلامي من جمهور الفريقين وإدارتيهما والاعلام التي تحملها مركبات الخرطوم وفق تبعيتها لكل فريق ، وزاد من حمي المباراة بطبيعة الحال إعلام الناديين الكثيف بعد أن تباري الناديان في تجييش عدد من الصحف وتسجيلها لدي المجلس القومي للصحافة تحت غطاء شركات إعلامية مستقلة غير إنها محتشدة بصحافيين متعصبين للون الأزرق أو للأحمر..!! ، وبلغت جمي المباراة درجات غير مسبوقة فى تاريخ لقاءات الفريقين العملاقين (الهلال والمريخ) ، ولعل كل ذلك الحشد والتعبئة جاءت هذه المرة علي خلفية فارق النقاط الكبير بينهما وأوقد الاعلام الرياضي للفريقين نار تفرد صاحب النقاط الكثيرة (الهلال) علي نده الآخر ومنقصتها صاحب النقاط الأقل (المريخ) وضعف غلتة التي حصدها عن غريمة التاريخي والدائم حتي الآن ، فجاء التندر من هؤلاء علي أؤلئك بتلك الميزة التي هي في الواقع ربما لم تكن قد تكررت كثيرا خلال تاريخ الفريقين ، كل ذلك الرشح الاعلامي الذي في ظننا انه يبوء بكثير من إثم تأخرنا الكروي مع اقتراب موعد (الحسم النهائى للبطولة) الذى سيحدد بدرجة كبيرة مصير كل فريق فى هذه المنافسة (بطولة الدوري الممتاز) ..!! ، كما أن الاعلام الرياضي الذي ينظر تحت رجلية حتي الآن لم تحن له الفرصة بعد للنظر في مستقبل فريقي القمة السودانية ويعمل علي (تدريجه) ولو علي طريقة (المتاتاه) نحو الخروج من حالة (المحلية) التي طل الفريقان يقبعان بها علي الرغم من توفر كثير من صور الدعم الفني والمالي الكبيرة التي لم تكن متاحى من قبل للاعبي الكرة السودانية .. فالملاعب بمواصفات عالمية .. التدريب مطابق لكل الأندية الكبيرة في أوروبا وآسيا وامريكا الجنوبية .. المحترفين الذين ياتي بهما الفريقان ينتقلون من الهلال والمريخ للاندية الأوروبية والخليجية ، ومن تلك الاندية ياتي محترفين ومدربين كذلك ، فلا شئ ينقص لاعبي الكرة بناديينا الكبيرين (علي الأقل حتي الآن) ، لم يتبقي إلا شيئا واحداً تقوم إدارات الناديين بتخزين كميات كبيرة منه لتوزيعة للاعبيها وهو (المسئولية) ، والسبب كما هو معلوم أن تلك السلعة غير متوفرة لا بالأسواق المحلية وبالعالمية ..!! ، وهذه هي التي تنقص لاعبينا لكي نخرج ويخرجون هم من محليتهم (بصورة خاصة) ومن ثم يخرجون كرتنا من (محليتها) ، غير أن تلك السلعة غير متوفرة حالياً بالأسواق وغير منظور أن تتوفر بوصفات غذائية أو بجرعات تربية وطنية .. وهذه تتم عادة من صنع الإدارات بالأندية ، ولكن في ظني أنها (أي إدارات الأندية) لم تلتفت بعد لمثل ذلك الإنتاج وأنا في تقديري إنها معذورة الي (حد ما) .. فتوفير الملعب الصالح للعب غير المتعثر والمدرب الجيد هي من معايير النجاح ، هذا فضلاً عن أن سلع (المسئولية) تلك عادةً ماتكون متوفره للاعب (ذاتياً) وتكون من مكوناته الطبيعية ، صحيح إذا تعذر توفرها لديه (وهذا في الغالب يكون في حالة اللاعبين المحترفين) يتم (شحنه) بها بالمحاضرات والزيارات للمؤسسات الوطنية التى تنتج إنتاجاً معززاً لقيم الوطنية .. وغيرها ..!! ، وإذا عدنا (للاعلام الرياضي) إنه لم ينجح في قيادة مبادرة توجه الرأي العام للسير نحو البطولات من غير تعثر ، نود ان يربأ إعلامنا عن حالة الهتافية التي بقي فيها طويلاً جداً ، فهو وحده الذي بمقدورة أن يكون بديلاً للمحاضرات أو الخلطات السحرية التي تقوم بتكون (المسئولية) لدي اللاعبين ..!! ، وبعيداً عن حالة الشحن الكبيرة التى دائماً ما يشكلها إعلامنا الرياضى لمباريات الفريقين التنافسية ، وحالة الشد والجذب والمناكفات التى بلغت سقفا مخيفا .. فهذا الوضع يحتاج مبادرة من اطراف اخري جديدة بعد أن تنازل الاعلام الرياضي من أن يقوم بدورة الطبيعي ، وذلك كان أن تتدخل شخصية سياسية ذات (قبول عالي) تقوم بتغيير النفسية (المتعبئة) هذه لدي الجمهور واللاعبين والغداريين ولإعلامنا الرياضي كذلك ، فيتم وضع كل شئ في مكانه الصحيح لنبدأ بداية جديدة ..!! ، لتلطيف الاجواء وتهدئة النفوس وتقليص درجات الشحن وكبح جماح المتطرفين على المدرجات أو فى (الصحافة الرياضية) حتى لا تحدث كارثة فى مباريات القمة .. مثل هذا القول ذهب إليه الأستاذ (أحمد محمد الحسن) بصحيفة (أخبار اليوم) ، الهلال دخل المباراة فى وضع أفضل كما هو معلوم .. يتجاوز نده المريخ بفارق كبير ، أي بلغة الحسابات استطاع ان يضع فى رصيده (10) نقاط كانت كافية أن يظل متصدراً للدوري ومن وقت مبكر لنهايته ، انتصاره على المريخ سيعزز الجدارة ولكن لا يؤثر علي المحصلة النهائية والكأس الذي صممت له إدارة النادي صندوقاً انيقاً منذ اكثر من شهر كامل عن نهاية الدوري ، المريخ يدخل لهذه القمة بمعنويات عالية ولياقة ذهنية صافية دون أن يتعرض لاى ضغوط من الجماهير بشأن كأس البطولة الذي قنع بعدم حصوله علية مبكراً ، فكما يقول خبراء التحليل أن المريخ ليس لديه مايخسره فى هذه القمة ، فهو يلعب من أجل الفوز فقط لكي يعالج الفارق الكبير الذي مني به في هذه الدورة ، وهو مالم يحدث له من قبل .. بهذا المعني دخل الفريقان مبارة القمة التي تمثل نهاية الدوري الممتاز ، فتحقق للمريخ ما أراد .. خرج برضاء جمهورة بفوزة علي الهلال بهدف لاعبه المحترف (كليتسي) وهو ذات الهدف الذي نزع به المريخ جائزة هداف الدوري الممتاز من الهلال عبر لاعبه (كاريكا) .. ذهب الهلال بكأس البطولة لنادية ، واهدي المريخ إنتصارة علي نده الهلال لجمهورة ، وتوجه الجميع للمنافسة علي (كأس السودان) التي بدأت هي الاخري بذات درجة الحمي غير الراشدة ..!! Under Thetree [[email protected]]