واستعرضينا واصطفي كل سمح النفس بسّام العشيات الوفي الحليم العف كالأنسام روحا" وسجايا أريحي الكف والنفس إفترارا" وعطايا فإذا لاقاك بالباب بشوشا" وحفي بضمير ككتاب الله طاهر إنشبي الأظفار في أكتافه واختطفي كلما إمتدت يد المنون على عزيز الا وهرولت صوب (نحن والردى) رائعة صلاح أحمد إبراهيم واحدة من روائع المراثي العربية ان لم تكن الأروع على الإطلاق ... أقرأها (فتطبطب) على قلبي وتغشاني السكينة .. فيها (معافرة) للموت وتحد عظيم ... وفي أربعينية الرحيل الحزين للدكتور النعيم إبراهيم عبد الكريم وهو (عديلي) إن صح زعمي .. لا أجد وصفا" له أبلغ من المقطع الذي آثرت أن أستهل به هذا المقال وفاء" وعرفانا" لذلك الرجل الشهاب (المليان بالنور) وتعبيرا" عن إحساس عميق بالفقد وعظم البلاء. أنا لست من (مجايلي) د. النعيم ولا أدعي أني من المقربين اليه فهناك بالقطع من هم أعلم به مني بفراسخ .. جمعتني به مصاهرة أسرة واحدة (آل مهيّد بانقا) فمعرفتي به في سنوات متأخرة أكثر ما يميزها لهاث الناس وإنشغالهم لذلك كنّا أكثر ما نلتقي في المناسبات الإجتماعية التي تجمع أطراف الأسرة وقد كان هو ريحانتها بلا منازع بسمته المحترم وإبتسامته الوضيئة وسماحة روحه (وقداميته) في المجاملة ولباقته ولطف حديثه وثقافته وقدرته على المؤانسة كل (بغرضه) إن كان الأمر سياسة أو دين أو مسائل إجتماعية . د. النعيم نعاه الناعي في أمسية حزينة حيث إنتقل الى جوار ربه إثر حادث حركة اليم في القاهرة(وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت) فكان الخبر صاعقا" لكل أهله وأصدقائه وعارفيه ... كان الكل موجوعا" ومفجوعا" ... ليلتها رأيت دموع الرجال على المآقي .. وهو رجل يستحق أن يبكيه الرجال ... في ليالي العزاء تبارى جمع كريم من المتحدثين في تعداد مناقب الفقيد العظيم ومن أولئك د. أحمد حسين زميله في هيئة التدريس بكلية البيطرة بجامعة الخرطوم والذي تحدث عنه حديث العارف حيث إمتدت علاقته به لأكثر من أربعين عاما" متصلة أقسم فيها أنه لم يسمعه يطلق كلمة نابية قط وتحدث عن مهنيته ودقته كأكاديمي منضبط ... وتحدث آخرون عن سمو أخلاقه التي تشبه أخلاق الأنبياء وأحسبهم جميعا" من الصادقين .... د. النعيم كان رجلا" موطأ الأكناف .. من الذين يألفون ويؤلفون ... طراز نادر من الرجال الذين يلجون القلوب بلا استئذان ويسكنون الدواخل في مقعد (وهيط) ... نوع من الرجال يربطون العرى بين البيوت ويرتقون نسيج الحياة بين الناس ... تراهم يمشون في الأرض هونا" فتغشاك السكينة وأن الدنيا ما زالت بخير طالما فيها أمثالهم ... د. النعيم .. لك الرحمة والمغفرة والبركة في عقبك ... ونسأل الله أن يجمعنا بك في الفردوس الأعلى .. آمين عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.