فى القرن الثامن عشر هجم تجار الرقيق من أوربا و أمريكا على أفريقيا و بمساعدة المستنيرين من الأفارقة سيق الملاين مكبلين بالسلاسل و القيود قسراً إلى أوربا و الدنيا الجديدة للعمل من أجل بناء قواعد الحضارة الغربية المهيمنة اليوم و بقى أحفاد هؤلاء شامة سوداء فى وجه هذه الحضارة الغالبة كما تم اغتصاب كل القارة الإفريقية حينها و توزيعها بين الدول الأوربية حتى يتسنى لهم سرقة مواردها و ثرواتها الطبيعية على مهل و من دون تنافس يشغلهم عن هذه المهمة السامية. في معيتهم جاءت كنيسة الرجل الأبيض إلى أفريقيا لتبرر صنيعة هؤلاء و لتعلمنا من صفعك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر.لم تستنكف مخازي هؤلاء قط بل انتهت أداةً من أدواتهم تنشر الفتنة بين شعوب القارة و تنشىْ الأجيال القادمة التي اليها يوكل الامر من بعد. ليس هذا اتهاماً للمسيحية فالمسيحية كانت في أفريقيا قبل وصول الرجل الابيض و لكنها كانت مسيحيةً متسامحة, بل ان الاسلام نشأ في حضنها حيث كانت الهجرة الاولى الى نجاشى الحبشة. هذه المقدمة العريانة كانت ضرورية لأن المسلسل ما زال مستمرأ و ان الثنائي ما زال يمارس نفس الدور و لكنهم هذه المرة تدثروا بدثار الدعوة للقيم النبيلة كالحرية و حقوق الانسان و الديمقراطية للفصيل الاول أما الثانى فقد جاء في لبوس المنظمات الانسانية و التبشيرية. قبل أقل من نصف قرن من الزمان كان الإنسان الأسود في أوربا و أمريكا بل في جنوب أفريقيا وروديسيا يعامل معاملة الحيوان بل دون الحيوان و ذلك بموجب قوانين لم يجف حبرها بعد. ظلت قوانين التفرقة العنصرية سائدة في الولاياتالمتحدة و جنوب أفريقيا و روديسيا الى وقت قريب وهذه حقائق ليست منكورة بل مازالت أجيال حيه شاهدةٌ عليها. نسبةً للتقدم التكنولوجي الكبير فلم تعد حركة المصانع و الحروب تحتاج إلى عضلات الرجل الأسود فتخلت الحضارة الغربية تدريجياً عن الطريقة غير الانسانيه فى معاملة الإنسان الأسود بل رفعت شعارات مثل المساواة و حقوق الإنسان و غيرها من الشعارات الأخلاقية و ذلك لتبيض وجه حضارة الرجل الأبيض و طريقته المثالية فى الحياة!! بل اعتذرت عن تلك الممارسات في نسختها القديمة الفجة...ولكن من على منابر الارقاء الجدد و في الحقيقة هي لم تتعافى من دائها القديم ... استعباد الشعوب... وسرقة الموارد بل غدت أكثر شرهاً. لتحقيق ذلك اتبعت أساليب جديدة فى جلب الرقيق تمثلت فى خلق الفتن و النزاعات فيأفريقيا و دعم التخلف بإرسال الإغاثة وإنشاء المعسكرات لتكون بؤر للعمالة ...ومنها تبث ثقافة التبعية و الدونية و الكسل. هذا الوضع المزرى سوف يؤدى أيضاً الى هجرة المهنين و أصحاب الطموح و حينها سوف يجلس تجار النخاسة على شواطىء اوربا يصنعون الزرائب كما كان يفعل اسلافهم و يتخيرون الأصحاء من المتعلمين و المهنين من الرقيق و يمنحونهم اجازات الدخول و يغضون الطرف عن من هم دونهم ليدخلوا البلاد ليوفروا العمالة الرخيصة التى ليس لها حقوق و لا تخضع لقانون فتقل التكلفة حتى يمكن لمصانعهم و مزارعهم ان تنافس فى عالم التجارة الحرة!!! . هذا هو الرق الطوعي و هذه هي مآلاته ..أعداد مهولة من الشباب يعملون في قطف العنب و المزارع و المهن المتواضعة و المواخير و الرق الاسود!!! وأعداد هؤلاء بالملايين في أوربا و أمريكا و استراليا رق طوعي يبلغة الرجال و النساء بالمهج. أما النابغيين من أبناء هذه القارة المنكوبة قيمنحون صكوك الاقامة و يستفاد منهم بالكيدالى أوطانهم من خلال أجهزة الاعلام و مراكز البحوث أو توظيفهم في ما يعرف بالجمعيات الطوعية أو الانسانية . هذا النوع من الرقيق يمثل خطراً عظيماً على أوطانهم فعدم الاستقرارو الحروب و الفقر و المرض ضرورات لتأمين تدفق الرقيق يؤججها هؤلاء و يبررونها. ما يجري في السودان مثال لا تخطئه عين و لا ينكره إلا مكابر فكل الحركات و الجبهات التي تسافر بين أديس أبابا و حواضر الرجل الابيض في أمريكا و أوربا مسعرةً للقتال و الفتنة في السودان هي من النوع الثاني تُبذل لها الاموال و توفر لها المتعة لزعزعة استقرار البلاد فإذا إستقر السودان و طور موارده فسوف يقل تدفق الرقيق ليس من السودان فحسب ولكن من أرض الحبشة و غرب أفريقيا و بلاد العرب. من زار معسكرات النزوح في دارفور و رأى ما تنفقه الشرعية الد ولية و مايعرف زورا بالمنظمات الانسانية من أجل إستبقاء هذه المعسكرات حتى تكون مراكز لإستمرار الفتنة و التوتر بل زادت على ذلك بالتحريض على حرق قرى العودة الطوعية و قتل العائدين و حرق المشافي و المدارس لضمان إستمرار الفتنة و من ثم تدفق الرقيق طوعاً تتضح له الصورة ومن رأى أرتال العربات تحمل الدوشكات و الموت الزؤام يعرف أن هذه المليارات من الدولارات لا تنفق حباً في سواد بشرتنا إنما لشر مُضمر. أرجو أن لا يُفهم هذا المقال إنه تعريض و إتهام لمن اتيحت لهم فرصة الهجرة عن طريق اللوتري أو اللجوء أو التميز و التفوق ولكن أريد للجميع أن ينظر لها من منظور تدمير الذات و مركب من مراكب الرق يُركب طوعاً لا قسراً وذلك تنبيهاً وتحذيراً من الوقوع في العمالة و الإرتزاق و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا...نسأل الله أن يوفق الجميع لعمل الخير لبلدنا و أهلنا ويؤلف بين قلوبنا و يحفظ بلادنا و بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها و ما بطن..و الله ولي التوفيق. ** من الارشيف بمناسبة الهروب الكبير الى أوربا و غرق الالاف في سبيل الوصول الى زرائب الاستقبال. م.تاج السر حسن عبد العاطي جامعة الجزيرة - ود مدني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. 10 ديسمبر 2014