تم نشر هذا المقال في جريدة الشرق القطرية وجريدة الراية القطرية هزت صورة جثة الطفل السوري آلان كردي الملقاة على الشاطيء التركي مشاعر الرأي العام العالمي واشعلت مناقشات حادة حول التزامات كل دول العالم باستقبال اللاجئين السوريين بموجب القانون الدولي بينما انشغلت بعض الفضائيات العربية ببرنامج صنفرة رُكب الرجال واختيار ملكات جمال المقابر فانطبق عليها المثل السوداني الذي يقول (الناس في شنو والحسانية في شنو)! أثرت صورة وفاة الطفل السوري في الرأي العام الكندي ويُقال أن عبدالله كردي ، الذي فقد ولديه آلان وغالب وزوجته ريحانة ، قد رفض عرضاً كندياً بمنحه حق اللجوء وقرر البقاء في عين العرب/كوباني في سوريا حيث تم دفن ولديه وزوجته، وكان عبدالله كردي قد طلب سابقاً من الحكومة الكندية منحه حق اللجوء مع عائلة إلا أن طلبه قوبل بالرفض! يبدو أن صورة وفاة الطفل السوري ستساهم في انقاذ آلاف اللاجئين السوريين فقد أكدت بريطانيا أنها مستعدة لاستقبال 15 ألف لاجيء سوري وأشارت لتعرض ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا لضغوط داخلية وخارجية قوية لحمله على الاهتمام بمشكلة اللاجئين السوريين ونُقل عنه قوله إنه تأثر بشدة بصورة جثة الطفل السوري ، رئيس وزراء فنلندا ، يوها سيبيلا ، الذي هزته مأساة الطفل السوري ، عرض فتح أحد المنازل الخاصة التي يملكها أمام اللاجئين السوريين بهدف تشجيع الفنلنديين على مساعدة اللاجئين السوريين! بعض الدول الأوربية كالمجر تاثرت بصورة وفاة الطفل السوري لكنها رفضت إقامة اللاجئين السوريين على أراضيها بحجة عدم القدرة الاقتصادية وخوفها على نسيجها الاجتماعي المسيحي من طوفان اللاجئين السوريين المسلمين ، وتعرض بعض اللاجئين السوريين الذين عبروا اراضيها لهجمات بالقنابل الصوتية أدت لاصابة بعضهم بجروح ، أما النمساوألمانيا فقد فتحتا حدودهما أمام تدفق اللاجئين السوريين واستقبلتهم الجهات الرسمية والشعبية بشتى أنواع المساعدات الانسانية! يزعم البعض أن المستشارة الالمانية انجيلا ميريكل قالت : يوما ما سنخبر احفادنا المسيحيين كيف هرب المسلمون عبر مراكب الموت إلى أوربا على الرغم من أن مكة وأرض المسلمين أقرب إليهم؟! نقول رداً على هذا الزعم إن الكثير من الدول العربية والاسلامية تدعم استضافة ملايين اللاجئين السوريين في الاردن ولبنان وتركيا وتزودهم بمساعدة إنسانية كبيرة ومستمرة منذ أربع سنوات! ولسنا في معرض تبخيس دور بعض الدول الاوربية في استضافة بضعة آلاف من اللاجئين السوريين ولكن نقول أن ألمانيا مثلاً في حاجة ماسة لهؤلاء اللاجئين نظراً للنقص الحاد في الايدي العاملة الالمانية وهذا الأمر أكده وزير الصناعة الالماني الذي صرح بأن المصانع الالمانية في حاجة ماسة لايدي المهاجرين واللاجئين السوريين الذين ستستضيفهم ألمانيا! بعض الدول العربية الغنية هزتها صورة وفاة الطفل السوري لكنها اكتفت بمواصلة تقديم المساعدات الانسانية والمالية لبعض الدول العربية والاسلامية الأخرى التي تستضيف اللاجئين السوريين وتمسكت بموقفها بإنشاء ملاذات آمنة في سوريا لوقف تهجير الشعب السوري واستمرت في رفضها لاستقبال اللاجئين السوريين على أراضيها ، أما دولة السودان ، التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، فقد فتحت حدودها للاجئين السوريين واعتبرتهم مواطنين وليسوا لاجئين! وغني عن القول إن المطالبة بإنشاء الملاذات الآمنة هي مطالبة منطقية لكنها قد تأخذ وقتاً طويلاً لكي تتحقق وأن حالات الضرورة توجب على كل الدول العربية استقبال اللاجئين السوريين فلا يُعقل أن تقوم بعض الدول العربية بإغلاق حدودها في وجه اللاجئين السوريين وتتركهم يختارون بين خياري الموت بنيران براميل الاسد المتفجرة أو الموت غرقاً بأمواج البحر الأبيض المتوسط! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.