أثار المنشور الذي عممته سلطة الطيران المدني على شركات الطيران الاجنبية والذي ألزمتها بموجبه بقطع تذاكر السفر للأجانب والسودانيين العاملين بالخارج "المغتربين" بالعملة الأجنبية حفيظة كثيرون، وشرعت شركات الطيران في تنفيذ القرار والذي اشترط اشتمال القرار جميع المحطات الخارجية ونقلت الزميلة (آخر لحظة) ان مدير وكالة الأبيض للسفر والسياحة عبد العزيز البكري أبلغها بأن شركة خطوط ناسا للطيران قد أصدرت قراراً بعدم التعامل بالجنيه السوداني اعتباراً من بداية الاسبوع الحالي، وقال البكري إن الشركة أبلغتهم بأن يوم الخميس الماضي يعتبر آخر يوم للتعامل بالعملة المحلية، وأنها بموجب القرار لن تقوم بقطع التذاكر بعد ذلك التوقيت إلا بالعملات الأجنبية، وأضاف "هذا الأمر يشكل خطراً على عمل الوكالات والمغتربين الذين يريدون السفر للخارج"، مؤكداً أن الأمر سيصبح أصعب حالاً إذا اتجهت بقية شركات الطيران لمثل هذه الخطوة ، وزاد " الأمر سيصعب عملنا ويجعلنا في حيرة من أمرنا فى كيفية الحصول على العملات الصعبة" واكد مدير شركة طيران فضل حجب اسمه شروعهم فعلياً منذ الاول من اكتوبر الحالي في تنفيذ المنشور وبدأوا في قطع التذكرة بالدولار بيد ان كشف عن تدني مبيعاتهم من التذاكر لجهة ان الامر ادى لارتفاع اسعارها بنسبة 100% حيث ارتفع سعر تذكرة الخرطومجدة عبر الخطوط السعودية م ن (1744) جنيه الى والانا فاق سعرها (321) دولار وعزا ذلك لجهة ان المسافر يواجه صعوبة في الحصول على الدولار في القنوات الرسمية ما يضطره الى شرائه من السوق الموازي الامر الذي ضاعف سعر التذكرة وحذّر من ان يؤدي الامر الى تصاعد اسعار الدلار بالاضافة الى محاولة بعض المغتربين والاجانب لادخال اجهزة موبايل لبيعها داخل السودان لتغطية تكلفة التذكرة كما اعتبر ان الامر سيؤدي لعزوف المغتربين السودانيين من الحضور للسودان خاصة المتواجدين في دول غربية واقر بان منشور الطيران المدني يهدف الى حمل مسؤلية تحويل ارباح الشركات للخارج وكشف عن مشكلات تواجههم في سحب مبالغ من حساباتهم بالنقد الاجنبي في البنوك مؤكداً انه في كثير من الاحيان البنوك تمنحهم جزءا على وعد بانها ستعاود الاتصال بنا مرة اخرى بعد توفر الدولار. وتعاني شركات الطيران المحلية والأجنبية في السودان من عدد من المشاكل على رأسها أزمة النقد الأجنبي، إذ فشل بنك السودان المركزي في تحويل أرباحها التي تقدر بالمليارات بالعملة الصعبة، بسبب الأزمة التي تمر بها البلاد جراء فقدانها إيرادات النفط بعد انفصال الجنوب علاوة الى ان الشركات تشكو من ارتفاع أسعار الوقود والجبايات المتعددة، الأمر الذي اعتبره كثيرون قاد إلى انسحاب شركات عالمية (الألمانية لوفتهانزا) فضلا عن توقف عدد من الشركات الوطنية وانسحابها من السوق وتهديد بعض اخر بالتوقف بسبب عدم تحويل أموال التذاكر إلي عملة صعبة. ففي الوقت الذي بررت فيه مصادر حكومية الامر لمحاولة الحكومة السودانية رفع أعباء تحويل أرباح تلك الشركات بالعملة الصعبة عبر بنك السودان المركزي وتحميل المسؤلية للشركات نفسها اعتبر خبير الطيران عمر علي عبدالماجد الامر طبيعي مؤكدا فانه معمول به في كثير من بلدان العالم وذكر ان المنشور مسنود بقانون الاياتا للطيران الدولي ، مبيناً أن القوانين الدولية تلزم الدول بتحويل أرباح الشركات بالعملة الصعبة مضيفاً ان شركات الطيران بالسودان كانت قبل (10-15) عاماً تعمل به وقال ان شركات الطيران الاجنبية لان مبيعاتها عالية بالتالي فالقوانين تحوطاً اوضحت كيفية التعامل ،وبينما تضجر معتربين من الامر وابدوا تخوفهم من ان يكبدهم القرار الجديد مشقة البحث عن الدولار وشرائه من السوق الموازي بسعر مرتفع ،استبعد عمر عبدالماجد حدوث ذلك وارجع ذلك لجهة ان شركات الطيران تكتب للقنوات الرسمية البنوك والصرافات منح الشخص المسافر قيمة التذكرة بالدولار بالسعر الرسمي (6,3) جنيهات. ورأى خبراء اقتصاد أن قرار قطع التذاكر بالعملة الصعبة من شأنه أن يخفف الأعباء عن بنك المركزي، لا سيما وأن لدى الشركات مبالغ بالمليارات مجمدة لدى المصرف لم تستطع تحويلها إلى الخارج لعدم توفر العملة الصعبة، وافادت الاخبار عن وجود عدد من الشركات تعتزم تخفيض رحلاتها الجوية بسبب عدم تحويل مبيعاتها إلى دولها مع ارتفاع تكلفة التشغيل التي طبقا لشركات تتراوح تصل الى 45% والصيانة بنسبة 25% بينما لا تقل رسوم الجمارك والجبايات ورسوم هبوط الطائرات عن أربعة ملايين جنيه، إذ تفرض كل تذكرة ضريبة 17% وضريبة أرباح أعمال 30% ورسوم دمغة بجانب رسوم ترحيل الركاب من الصالة إلى الطائرة . ووصف الخبير الاقتصادي دكتور محمد الناير منشور قطع التذكرة بالدولار بانه احد الاساليب لزيادة حصيلة البلاد من النقد الاجنبي من الذين يتقاضون دخول بالنقد الاجنبي والاجانب وباالتالي فالناير رأى انه بهذه الكيفية يمكن ان يشكل جزء من مصادر النقد الاجنبي وجزء يساهم في تحويل ارباح شركات الطيران للخارج لجهة ان هذه التحويلات ومنذ انفصال الحنوب لم تستقر لذله عدها محاولة لتسهيل الامر بيد ان الناير تسائل باي سعر يتم حساب قيمة التذكرة؟! هل بسعر الدولار الرسمي (6,3) جنيه ام بسعر السوق الموازي (10) جنيهات الان ،ونبه لضرورة ان يكون المبلغ قيمة التذكرة محولاً من الخارج حتى يكون اضافة اما اذا كان من الداخل فرأى ان ذلك سيكون اثره سلبي وتوقع ان يكون المنشور اشترط ذلك كما انه لابد ان يراعي تعقيدات التحويلات من الخارج بسبب الحظر الامريكي ونادي باهمية عودة سودانير لجهة انها تعمل على تقليل حصيلة شركات الطيران الاخرى. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.