اتهم «الوطني» بسوء النية تجاه الإقليم وما نفذ من أبوجا 5% الصحافة: حمل كبير مساعدي الرئيس ،رئيس السلطة الانتقالية لدارفور،زعيم «حركة تحرير السودان» مني اركو مناوي، في شدة على شركائه في حزب المؤتمر الوطني واتهمهم بالتلكؤ في تنفيذ اتفاق ابوجا لسلام دارفورالذي وقعه الطرفان في 2006، مؤكدا ان ما نفذ من الاتفاق لا يتجاوز 5 % ،وألمح الى ان جميع الخيارات متاحة امام حركته،رافضا طلب الحزب الحاكم من حركته بالابتعاد عن تحالف قوى جوبا. ووصف مناوي في مؤتمر صحفي امس مصير البلاد ب «الغموض» بسبب سياسات حزب المؤتمر الوطني وتلكؤه في انفاذ اتفاقيات السلام ، وطالبه بمراجعة مواقفه والوفاء باستحقاقات الانتخابات والتحول الديمقراطي، كما اتهم الحزب الحاكم بالتغول على الاموال التي جمعت من المانحين والمجتمع الدولي باسم دارفور لاعادة اعمارها وتنميتها ، ورأى أن الحزب يستخدم أغلبيته في مجلس الوزراء والبرلمان لصالح مواقفه ولو على حساب الشعب السودني وقضاياه. وأفاد أن اتفاق ابوجا يقوم على اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الامنية والحوار الدارفوري،مبينا انه كان ينبغي ان يكون منصبه مماثلا لنائب الرئيس في السلطات،وأن يكون شريكا في اي قرار متصل بدارفور، لكن ذلك لم يحدث،كما ان صندوق اعمار دارفورالذي كان ينبغي ان يودع فيه مبلغ 700 مليون دولار لم ينفذ منه إلا نحو 80 مليون دولار فقط لشبكات مياه نيالا والفاشر والجنينة، بجانب 25 مليون دولار صرفت في مفوضيات دارفور،مشيرا الى ان ما نفذ في الترتيبات الامنية صفر،ولم يحدث اى تعيين لابناء الاقليم في الوظائف العليا ومؤسسات الخدمة المدنية. واتهم مناوي، المؤتمر الوطني بأن له نوايا سيئة تجاه دارفور،وقال :» لا أعرف سببا لذلك او دافعا الا ان يكون عنصريا او لاسباب أخري لا نعلمها»،واعتبر لجوءه الى الشارع مع تحالف قوى جوبا امرا طبيعيا وشرعيا،وسيستمر في اللجوء الى الشارع اذا لم ينفذ اتفاق ابوجا،مشيرا الى انه اذا ألغيت ابوجا فإن الخرطوم لن تستقر وليس دارفور وحدها. ورأى ان استقالته من منصبه الرئاسي لن تكون حلا لازمة دارفور،مؤكدا استعداده للتضحية بالمنصب ان كان سيكون حلا،ودعا المؤتمر الوطني الى تقديم تنازلات لتسوية الازمة،واعتبر ان «الكرة في ملعب المؤتمر الوطني». وقال مناوي انه ليس نادما على توقيع اتفاق ابوجا بل «حزين على عدم تنفيذه»، وقال ان الاتفاق اعطى الكثير لشعب دارفور وحقن الدماء واوقف المعارك الشرسة وسمح بعودة بعض النازحين واللاجئين الى ديارهم وفتح الطرق مما انعش التجارة في المنطقة والتبادل عبر الحدود. ورفض مناوي تحديد الخيار الذي سيتخذه حال استمرار تباطؤ الحزب الحاكم في تنفيذ اتفاق ابوجا ؛لأن القرارفي يد حركته وستتخذ خطوات لم يحدد طبيعتها، وقال ان «حركة تحرير السودان» طوت خلافاتها ولا تزال قوية بجيشها ،وان دارفور لا تزال بها اعداد كبيرة من الشباب الجاهزين للقتال،وقلل من عدم تسجيل الحركة حزبا سياسيا ،مشيرا الى ان حركته مرتبطة بقواعدها ويمكنها توجيههم حيثما ارادت ،ويمكن ان تخوض الانتخابات على كافة المستويات اذا ضمنت انها ستكون حرة ونزيهة. وكشف مناوي ان دارفور تعيش في حالة طوارئ ، وتحكم ولاياتها عبر القوات النظامية وسخر من ولاة الولايات الثلاث قائلا:»دارفور في يد الامن والشرطة وحكام الولايات صور يتحدثون عن شؤون ولاياتهم عبر الكاميرات فقط». واضاف انه تلقى شكاوي من مواطني منطقة الصياح ومناطق اخرى من ممارسات المعارضة التشادية التي توجد في دارفور، وأنه يسعى الى معالجة الامر،ورأى ان الحل النهائي لهذه المشكلة في الاتفاق بين الحكومة التشادية ومعارضيها والمعارضة السودانية وحكومتها لمنع ايوا اية حركات ومجموعات معارضة على جانبي حدود البلدين.