تقرير أممي: الجيش مسؤول عن الجرائم وتدهور الوضع الإنساني في السودان    وزارة الصحة تستقبل طائرة مساعدات إنسانية وطبية تركية تبلغ 37 طناً لمكافحة الكوليرا    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    أمام الريال.. الهلال يحلم بالضربة الأولى    كامل إدريس يؤكد عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين السودان والكويت    "الدعم السريع" تبسط سيطرتها الكاملة على قاعدة الشفرليت العسكرية    الجيش الشعبي يحرر (الدشول) الاستراتيجية بجنوب كردفان    كامل إدريس ابن المنظمات الدولية لايريد أن تتلطخ أطراف بدلته الأنيقة بطين قواعد الإسلاميين    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    ترامب: "نعرف بالتحديد" أين يختبئ خامنئي لكن لن "نقضي عليه" في الوقت الحالي    عَوض (طَارَة) قَبل أن يَصبح الاسم واقِعا    إنشاء حساب واتساب بدون فيسبوك أو انستجرام.. خطوات    عودة الحياة لاستاد عطبرة    السهم الدامر والهلال كريمة حبايب في إفتتاح المرحلة الأخيرة من الدوري العام    شاهد بالصورة والفيديو.. تيكتوكر سودانية تثير ضجة غير مسبوقة: (بحب الأولاد الطاعمين "الحلوات" وخوتهم أفضل من خوة النسوان)    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تظهر بدون "مكياج" وتغمز بعينها في مقطع طريف مع عازفها "كريستوفر" داخل أستوديو بالقاهرة    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناوات سودانيات يشعلن حفل "جرتق" بلوغر معروف بعد ظهورهن بأزياء مثيرة للجدل    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحو تطوير البحث العلمي والتدريب وخدمات الطب النفسي .. بقلم: إسماعيل آدم محمد زين
نشر في سودانيل يوم 11 - 01 - 2016


المؤتمر العالمي الخامس للطب النفسي في السودان
أشرف علي تنظيم هذا المؤتمر مجلس التخصصات الطبية بالتضامن مع جمعية أطباء النفس السودانيين بالمملكة المتحدة و إيرلندا خلال الفترة من 6-9 يناير من هذا العام بنادي الشرطة بالخرطوم.
سجل لهذا المؤتمر أكثر من 300 مختص في مجالات الخدمات العلاجية للطب العقلي و النفسي- أطباء و علماء نفس و عاملين إجتماعيين و سيكولوجيين وفقاً للكتيب الخاص بالمؤتمر و قد لاحظت غياباً لبقية الأطباء عدا طبيب أطفال واحد! مشكلة أشار إليها أحد المشاركين منوهاً لأهمية توجيه دعوات خاصة ! مشكلة أُخري لعقلية أهل السودان ! لا قبول لدعوة مفتوحة ! محور نقترحه للمؤتمر القادم ! عقلية أهل السودان !
أول ما سمعتُ عن هذا المؤتمر في أحد الإذاعات المحلية – حوار مع عضو في أحد لجان المؤتمر و عجبتُ عند سماعي لصفة عالمي لهذا المؤتمر و عند حضوري في اليوم الختامي لم أُلاحظ إلا إثنين من الأجانب ! أحدهم من المملكة المتحدة و قد وُصف بالضيف ! و لعل الوصف الصحيح لهذا المؤتمر هو مؤتمر أطباء النفس السودانيين في دول العالم ! فقد جاء من المملكة المتحدة 17 طبيباً و من دولة الامارات 5 و من قطر 10 و من عمان طبيب واحد و من سويسرا طبيب واحد و آخر من ماليزيا ومن أميركا واحد .أما من دول العالم فلم أجد غير مصر و فلسطين ! لذلك فقد كان حرياً تسميته بمؤتمر أطباء النفس السودانيين العاملين بدول العالم – فقد جاءوا من عشر دول ! و لو أن الدعوة وجهت مبكراً قبل عامين مثلاً لجاء أطباء سودانيين من دول لم يسمع بها أحد مثل بيليز !فقد أصاب أهل السودان إبزعرار لا مثيل له بفضل ثورة الانقاذ الخالدة أبداً باذن الله ! والتي يصرح وزيرها بتصدير الأطباء ! و هو نجاح تؤكده الشواهد.
هؤلاء الرجال و النساء كان حرياً الاحتفاء بهم و تسليط كاميرات أجهزة الاعلام عليهم و توفير كل غالٍ لخدمتهم – سيارات بسائق لكل واحد منهم مع تسهيل إجراءات إستخراجالأوراق الثبوتية لمن يرغب ومجاناً.وليس هنالك غالٍ علي مثل هؤلاء ! ولو أنكم إستمعتملأحدهم وهو يتبرع بتحفيز طلاب الطب الذين يقدمون بحوثاً متميزة وعلي نفقته الخاصة لزاد إعجابكم بهؤلاء الفتية و الشابات –مكاسب أخري لمثل هذا الملتقي.
سأعرض بايجاز ما جاء في ملخصات الأوراق و ربما غاب بعض مقدميها ولم يصل للبلاد.
أشار د.امانويل طانيوس إلي وجود علاقة بين معدل الذكاء و بعض الأمراض النفسية و من هنا تأتي أهمية الصحة المدرسية و ضرورة إجراء قياسات الذكاء للطلاب في مرحلة مبكرة –حتي يمكن تفادي أية إضطرابات أو لمواجهتها في وقت مناسب و الحد من آثارها مثل الاقدام علي الانتحار ! أو حتي فقدان الحياة جراء بعض الامراض النفسية كما ورد في البحث الذي قدمته د.إسراء خليفة و آخرين.
من الأبحاث المهمة ما جاء في ورقة د.عبد العظيم علي من المملكة المتحدة حول الطب النفسي في مختلف المجموعات البشرية- حيث تختلف إستجابة بعض المجتمعات لضغوط الحياة المختلفة مثل الحرب و الهجرة و مشاكل العمل و الفقر – إذ تُقدم المرأة الأسيوية علي محاولات الانتحار خلافاً للمرأة الاوروبية ! كما ورد في بحث أجراه نازرو في عام 1997م ،فقد وجد أن الايرلنديين و الكاريبيين و الباكستانيين يشعرون بأن الحياة غير جديرة بأن تُعاش ! وهنا يبدو بأن الأمراض العقلية و النفسية كغيرها من الأمراض قد تكون ذات أسباب جينية و إجتماعية و ربما جغرافية ! نجد مثلاً في السودان و في دارفور تنتشر أمراض الغدة الدرقية و في الشرق ينتشر الكلزار، هذا البحث قريب في نتائجه من البحث الذي قدمه د. خالد عبد الله حيث وجد أن حوالي 80% من الذين أقدموا علي الانتحار إستخدموا صبغة الشعر و14% .....يعزي الانتحار لأسباب شتي ،منها: اللجؤلجرعات زائدة من الأدوية عدم تحمل ضغوط الحياة، الضغوط الاجتماعية و ربما لأسباب جينية و قابلية للمرض و هنالك بحوث لايجاد فحص سيمكن من الكشف عن الاستعداد للإنتحار مبكراً.
من المشاكل التي تواجه المجتمع السوداني إزاء الأمراض النفسية و العقلية الوصمة- ذلك الشعور بالعار أو بفداحة الخطب من قبل المريض أو ذويه و المجتمع عموماً- مما يؤدي لعدم قبول المريض في المجتمع و عزله ،الأمر الذي يجعل الأفراد و أسرهم يحجمون عن التداوي و نكران للمرض من قبل الأسرة و من ثم صعوبات دمج المريض في المجتمع ليمارس حياته بشكل معقول.
من المشاكل التي يواجهها المرضي أو الأطباء والأسرة و المجتمع –لجؤ بعض المرضي للعنف وقد يتعرضون هم أيضاً لعنف شديد للسيطرة عليهم .علي الجميع أن يُدرك بأن الأمراض العقلية و النفسية كغيرها من الأمراض يمكن علاجها أو التعايش معها .
ما هو مستقبل الطب النفسي؟ موضوع تحدث عنه د. الزين عباس عمارة في القرن الحادي و العشرين في دولة الامارات و قد تناول مؤشرات عامة يمكن أن تسري علي كل المجتمعات مثل تحسن نوعية الحياة مع عيش الأفراد لسنين أكثر إذ قدر عمر النساء بأكثر من 80 عاماً و قد تصل أعمار الرجال لأكثر من 70 عاماً الأمر الذي يتطلب دوراً لايواءالعجزة و التعامل مع أمراض الشيخوخة ومنها بعض الأمراض النفسية ! تلزمنا كذلك دور للأفراد المعاقين و مدمني المخدرات و الخمور و رعاية خاصة للجانحين.مع تقديم الخدمات الطبية في مراكز خدمة المجتمع أو في ورش خاصة .
ينقلنا المؤتمر لمعارف شتي و وعيهم المتجدد بالأمراض النفسية و العقلية- حيث توصل د. محمد حسن أحمد إلي حقيقة جد مفيدة و هي أن من بين كل 4 أشخاص يتعرض واحد منهم إلي مرض عقلي أو أكثر أو إلي إضطرابات سلوكية في مرحلة ما من حياته- لذلك فان معرفة الاطباء في مراكز الخدمات الاساسية (المراكز الصحية و العيادات...) جد مهمة وقد توصل إلي أن معرفة الأطباء لتشخيص بعض الأمراض تقل عن 60% و ربما تصل إلي 74% وحتي في إدمان الكحول قد تصل النسبة إلي 63% و كذلك في الشيزوفرينيا ، إذ تقل عن 51% .أمر مهم –فلا علاج دون تشخيص صحيح!
غاب عن المؤتمر حديث الارهاب ،قضية اليوم و شغل العالم وهاجسه الأكبر ولو أن المؤتمر تناوله لوجد إقبالاً كبيراً! خاصة إذا ما قرن ذلك بالدين ! أو ليس وجود إسرائيل نتاج عنف ممنهج و لأزمان متطاولة ؟ أو لم يتحدث بوش الابن عن الصدمة و الرعب ؟ أو لا يشمل العنف عنف اللغة و اللفظ ؟ الارهاب نوع من العنف و بعضه عفوي يُقدم عليه الآحاد من الأفراد لهذا يُطلق عليهم لفظ الذئاب القصية أو المنفردة- حديث الارهاب متشعب: أهدافه و رسالته ،دوافع الاقدام عليه.
يقودنا حديث الارهاب لجرائم القتل و علاقتها بالاختلال العقلي مثلما ورد في البحث الذي قدمه د. عبد الغني و آخرين حول جرائم القتل من قبل أفراد مضطربين عقلياً :السمات التشخيصية و الجغرافية. فمن حيث الاستهداف فقد وجدوا 15 حادث قتل ضحيته من الاقارب و ذلك من بين 44 حالة.قتل أحد الوالدين شكل 10 حالات أما الغرباء فقد بلغ عددهم 9 حالات ! معرفة مهمة تقود لتحسين التعامل مع المرضي و تطوير التواصل ! و يقودنا هذا البحث إلي النظر في مشكلة مماثلة و هي الاستلاب بواسطة الجن أو الروح !الأسباب و التداعيات !هل لدي هذه الظاهرة صلة بالارهاب – إذ المريض يصاب بالرهابأو الخوف وربما الهيستيريا و القلق ، مثلما جاء في بحث د. عبد الله خيري.
ومن ثم نعرج إلي العنف الأكبر و هو الحرب الاهلية – حيث تناولت د.علياء بدري من جامعة الاحفاد الصدمة الناتجة عن الحرب و هي المعروفة بصدمة ما بعد الحرب وقد تعرض لها جنود الغرب بعد حرب العراق.PTSD فقد وجدت الباحثة نسبة مقدرة تأثرت بالحرب كضحايا أو شهود علي بعض أحداثها !لذلك دعت إلي ضرورة التدخل لمساعدة المرضي من طالبات دارفور في أم درمان موقع الدراسة.بلغ عدد الطالبات موضوع البحث 123.يُحمد للأحفاد إهتمامها بقضايا المجتمع و مشاكله وقد أنشأت مركزاً لدراسات الصدمة ! و يا لها من جامعة حنونة و مبتكرة و مبدعة ! لدي الأحفاد مراكز أخري مهمة .و مكتبة رائعة .ولعل د.علياء تلتفت إلي طلاب دارفور ! أو لا تصيبهم صدمة ما بعد الحرب ! و ربما يحتاج الشعب السوداني إلي دراسة لمعرفة تأثير الانفصال عليه ! أو لا يشبه ذلك بتر الرجل أو اليد ؟ محور آخر للمؤتمر القادم أو لمؤتمر خاص بالحرب و الارهاب.
في بحث آخر قدمه د.محمد حسن أحمد حول العناصر المؤدية لمحاولات الانتحار بين المرضي بمستشفيات الخرطوم الرئيسية.(تُري أين تتم الأبحاث و التدريب لطلاب الطب بعد تدمير مستشفي الخرطوم؟ كارثة كبيرة !) مشكلة تقض المجتمع وتثيره تناول المخدرات من كوكايين و هيروين و الحشيش مع الخمور- حيث أضحت أحد أسباب الوفيات و الأمراض و ربما الاصابات.من الاسباب التي تشجع علي إستخدام هذه المواد –توفرها مع دور الاعلام و ضغط الأقران و قلة برامج الترفيه و الرياضة و غير ذلك من العناصر الاقتصادية و الاجتماعية.ولم يتبقي للشباب و الشيوخ غير الذهاب إلي ستات الشاي ! لقضاء الوقت.أتركوهن و أعينوهن ! ويذكر الجميع وقفة د.جبر الله و د.ناهد معهن و بيعهن للشاي –تضامن رائع وجد الاعجاب و الاشادة .
العقاب بالمدارس مشكلة تناولتها د. هند أحمد بأمدرمان وقد توصلت إلي أن العقاب يؤدي إلي إضطرابات منها: الرهاب أو الخوف المرضي،القلق.
موضوع أيضاً تناولته د.ناهد محمد الحسن والتي إفتقدنا مساهماتها الثقافية و الطبية فقد جذبتها دولة قطر الصديقة و نحن قوم نهدي أفضل ما لدينا ! توصلت د.ناهد إلي عدم جدوي الضرب بالمدرسة أو بالمنزل و ضرره الكبير علي الأطفال ! ومن هنا تأتي أهمية مثل هذا المؤتمر علي الافراد و علي الاقتصاد و الانتاج و علي نوعية الحياة. و من ثم نعرج علي البحث المهم الذي قدمته د.سامية المشرف حول الاكتئاب لدي طلاب المدارس و قد توصلت الباحثة إلي نتائج مفيدة – حيث ينتشر الاكتئاب بين الطلاب المراهقين ،خاصة بين البنات.لعدد الاطفال في الاسرة تأثير و لم تتوصل إلي وجود علاقة بين المرض و العمر أودخل الاسرة الشهري.
وبحث آخر أجرته د.محروسة عصام حول التحرش بين الاحداث وقد أكدت علي قلة الابحاث في هذا المجال.تناولت الباحثة الافراد المتهمين بالتحرش .
و من بعد أسباب الوفيات بين المرضي النفسيين.دراسة قدمتها د.إسراء خليفة يوسف و آخرين.البحث إحصائي تم خلال الخمس أعوام الاخيرة و قبله أُجري ذات البحث .وهو ذو أهمية في تحديد جودة الخدمات الطبية للمرضي النفسيين بتحديد أسباب الوفيات.
تتبين أهمية المؤتمر بتناوله لقضايا تهم الانسان و أثمن ما يملك – العقل – حيث نجد دراسة حول مرض التوحد لدي الاطفال و تساؤل : هل تسهل معرفة المرض مبكراً؟أجري البحث د.ساتي عبد الرحيم- أخصائي الاطفال. يبدو التوحد في ضعف التفاعلالاجتماعي و علي وجه الخصوص ضعف مهارات التواصل و تكرار سلوكي محدود مع ضعف الاهتمامات و الانشطة.يتمثل التشخيص إكلينيكياً منذ مرحلة مبكرة- حيث يتدهور النمو و ضعف ردة الفعل للمحفزات البيئية- عدم التبسم عند مصافحة الطفل بواسطة الآباء و غيرهم من الاشخاص المألوفين و عدم الاستجابة الطبيعية للألم و الاصابات.التأخر اللغوي مع التعرض للالتهابات و الحميات.تُستخدم في علاج التوحد بعض الادويةالمستخدمة لمشاكل السلوك و الظروف المماثلة.
أما الطب التقليدي فقد توقعت أن تفرد له جلسات و جلسات للظار و لحلقات الذكر و الدراويش وهو أمر إهتم له د. التيجاني الماحي و د.حسبو سليمان.وهنالك من المعالجين التقليديين من يحول بعضاً من مرضاه لأخصائيي الطب النفسي و العقلي و كذلك بعضهم يحول بعضاً للشيوخ و الفقرا المدركين لقدراتهم.
في بحث أجراه د. عبد العزيز أحمد توصل إلي أن معظم المرضي يلجأوون لخدمات المعالجين التقليديين و لكن لا توجد دراسات كثيرة في هذا المجال.تم إجراء إستبيان بين المرضي في وحدة الامراض النفسية بمستشفي الخرطوم و قد توصل الباحث إلي أن معظم المرضي يلجأوون للمعالجين التقليديين. وفي تقديري يعتمد العلاج علي الثقة المتوفرة بين المريض و المعالج- عنصر مهم في التشافي ! يجب دراسته !
لم يترك المؤتمر الأنشطة الاخري المتعلقة بالتعليم و التدريب حيث تطرق د. أحمد إبراهيم القادم من المملكة المتحدة إلي مقارنة محاولات التدريب عبر الانترنيت مع التدريب المباشر في ورش العمل أو الفصول.مجالات التدريب كانت في السلوك، التقييم و إعادة التأهيل حيث توصل إلي إمكانية اللجؤ إلي مثل هذا النوع من التدريب و التعليم في الدول النامية و هو جد مفيد للأطباء في أولي عتبات خدمتهم.شاهدت في أحد القنوات طبيب من دولة إفريقية يستعين بخبرات طبيب من دولة أوروبية مستخدماً نظارة قوقل في مساعدته لاجراءجراحة ما !!
تم تنظيم سلسلة من ورش العمل و المحاضرات لأغراض التدريب و نقل المعرفة – منها محاضرة قدمها د.أنتوني حول العلاج الجاري للاكتئاب .بلغت هذه المحاضرات ستة 6 ، بينما بلغت ورش العمل 14 منها واحدة حول القيادة و لعلها الادارة و منها محاضرة حول إرتباط أو إتصال الطب العقلي مع غيره من العلوم Liaison Psychiatry و أُخري حول مستجدات الطب النفسي و العقلي و علاجاته.
إكتئاب ما بعد الولادة- محاضرة قدمتها د.إيمان الحاج من المملكة المتحدة.
هذه الورش و المحاضرات هامة لتبادل الخبرات و إثراء المعرفة – أمرٌ متبع في كثير من المؤتمرات العالمية للاستفادة من الخبراء الذين يصعب إستقدامهم إلا من خلال هذه المؤتمرات.
أيضاً غاب المعرض – معرض للأجهزة و الأدوية.
كانت محاضرة د. أنتوني هيل هامة و قد إلتقطتُ منها بعض الحقائق – لم أحضر إلا دقائق منها -حيث ذكر بأن بعض أدوية الاكتئاب تتسبب في نسبة وفياة بنسبة 75 % و قد أشار إلي أعباء الامراض النفسية و العقلية علي الاقتصاد و الانتاج وهو محور مهم لا بد من النظر فيه- إقتصاديات العلاج و الاستشفاء.ومن هنا تأتي أهمية إنشاء إدارة فعالة للطب النفسي و العقلي بوزارة الصحة.الأمر الذي قد يمكن من النظر في إقتصادياتالاستطباب و النظر في التوجهات الحديثة للحد من عدد الاسرة و المستشفيات الكبيرة واللجؤ إلي مراكز الخدمات المجتمعية قريباً من مواقع السكن- مما قد يؤدي تسهيل العلاج و الحد من الوصمة و سهولة الاندماج في الحياة.
لاحظت أهمية متابعة تأثير الدواء و تفاعلاته المختلفة في الجسم من خلال عرض د. أنتوني و من هنا تأتي أهمية تكوين فرق للبحث العلمي من علماء في الكيمياء و في الصيدلة و الدواء و الفيزياء- وهو أمرٌ نفتقده في أبحاثنا.العمل في فريق.
أيضاً نوه د. أنتوني إلي أهمية قراءة الموجهات الموضوعة لعلاج بعض الأمراض.
و لعل الموجهات الرئيسية للصحة في البلاد و للأمراض النفسية و العقلية من الأمور التي يجب أن نوليها إهتماماً و ذلك بوضع سياسات عامة –يتم الالتزام بها و تنفيذها.و كذلك القوانين حيث تعرض لها د. محمود بشري بمقارنة لقوانين بعض الدول.
ثمة ملاحظات حول غياب الاعلام و قد أشار إلي ذلك بعض المشاركين – قد لا نجد عذراً للإعلام أوللجنة الاعلام . بعض المشاركين لم يعلم حتي بورش العمل و هي في تقديري من أهم فعاليات المؤتمر.
وأختم بالتوصيات كما نقلتها من الجلسة الختامية و هي غير رسمية.
1- دعوة بقية التخصصات الطبية و المؤسسات ذات الصلة للمشاركة في المؤتمرات القادمة
2- تطوير خدمات الطب النفسي و العقلي
3- إشراك المجتمع المدني
4- تطوير القانون الجنائي و منع التجريم في بعض المواد.
5- تشجيع البحث العلمي و النشر العلمي
6- تنظيم مؤتمر للطب التقليدي
7- إنشاء مجلس قومي للصحة النفسية و العقلية
8- تكوين شبكة للاعلاميين في مجال الطب النفسي و العقلي
9- إنشاء إدارة للطب النفسي و العقلي بوزارة الصحة-

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.