جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    بالفيزياء والرياضيات والقياسات العقلية، الجيش السوداني أسطورة عسكرية    جبريل يقود وفد السودان لاجتماعات مجموعة البنك الإسلامي بالرياض    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    أسامة عبد الماجد: مُفضِّل في روسيا.. (10) ملاحظات    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    السودان..البرهان يصدر قراراً    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التطبيع مع الشيطان(الحرب خدعة) .. بقلم: المثني ابراهيم بحر
نشر في سودانيل يوم 23 - 01 - 2016

تزكية الاخلاق هي احدي اسمي غايات المصلحين من الانبياء والمفكرينعبر الازمان, وقد قال المصلح الاكبر والنبي الاكرم (ص) ( انما بعثت لاتمم مكارمالاخلاق),ذلك ان الاخلاق تحتل المرتبة الاعلي من بين العوامل التي توجه سلوك الانسانافرادا وجماعات, والتي يمكن حصرها في الغريزة والعقل والاخلاق , ففي قاعدة هذهالعوامل ترسوا الغرائز المركبة في الانسان ,مثل سائر الحيوانات كالحاجة للغذاء وشهوةالجنس وتفادي الخطر والالم وغيرها , وفي وسطها في المرتبة الثانية يأتي العقل الذييتميز به الانسان عن الحيوانات الاخري, اذ يدرك به القبيح والحسن والخطأ والصواب, ولكن الخطأ لا يكفي للرقي بالبشر للكمال الانساني المنشود, فغالب الخطأ في تصرفاتالبشر يقع مع العلم والادراك بخطأ التصرف وقبحه, فالسارقون والمختلسون والقتلةوهاتكو الاعراض يأتون هذه الجرائم وهم يعلمون في الغالب الاعظم خطأها وقبحها, وذلكنتيجة للفجوة بين الحاح الغريزة وداعي العقل.....! وقد هدي الانسان لشرائع السماءواهتدي للقوانين الوضعية وما فيها من عقاب لسد هذه الفجوة بقمع الجريمة وزجرالسلوك غير القويم, غير ان القوانين سماوية كانت ام وضعية علي اهميتها لا تسدبصورة حاسمة الفجوة بين الحاح الغرائز ودواعي العقل والتي تنتج عنها الجرائموالسلوكيات المنحرفة, اذ كثيرا ما يستطيع الانسان ان يفلت منها ,وهكذا لا بد من (الاخلاق) للكمال الانساني النسبي حيث ان الكمال المطلق لله وحده , فالاخلاقبأعتبارها الضابط الذاتي ليس مهما لسد ثغرات الافلات من احكام القانون حين تتداعياخلاق المجتمع ليصبح (بلا معني) اذ يخالفه عندئذ حتي القائمين علي تطبيقه.....!وقدصدق الشاعر اذ يقول (انما الامم الاخلاق ما بقيت فأن هموا ذهبوا اخلاقهم ذهبت)
هذه المقدمة عن اهمية الاخلاق رأيناها ضرورية كتمهيد للولوج الي مقالنابخصوص تطبيع العصبة الحاكمة مع اسرائيل...! لأن المسألة في المقام الأول تندرجتحت باب الاخلاق...!فقد رفض الاديب المصري (صنع الله ابراهيم) من قبل أن يستلم ( جائزة القاهرة للإبداع الروائي )للعام1998 بدعوى أنه لا يقبل جائزة من دولة تقيم علاقةمع اسرائيل التي تنتهك الانسانية ....! وصعد (صنع الله ابراهيم )على منصة المسرحعقب اعلان فوزه بالجائزة، ووجه للحضور كلمة موجزة شديدة الأسى أدان فيها الجائزةوأعلن رفضه لها....! وقال ارفض قبول هذه الجائزة لانها صادرة عن حكومة غير قادرةعلى منحها....! واشعلت كلمته قاعة المسرح الذي اقيم فيه الحفل ، ولم تفلح كلمة فاروقحسني وزير الثقافة المصري وقتها في تهدئة الاجواء.....! برغم اشادته بلجنة الجائزةوحيادها والمجهود الذي بذلوه في اختيار الفائز بها، واعتبر حسني رفض صنع اللهابراهيم الجائزة شهادة للحكومة المصرية ومناخ الحرية الذي تعيشه مصر, ولكن حري بنابأن نشيد بالرسالة المعبرة في مغزاها من الاديب المصري ,وهو يوجه للرسالة ذات دلالاتعميقة ومؤثرة ,يوجه عبرهارسالة الي البشرية جمعاء الذين نسوا رسالتهم وواجباتهم تجاهالمجتمع.
ومن هذه النقطة فأن التعامل بين الناس والشعوب تجاه بعضها ينبغي انيكون وفقا لمعيار الاخلاق,وبالتالي يكون التعامل مع دولة مثل اسرائيل وفقا لعامل(الاخلاق) التي اصبحت معدومة في عصرنا الحاضر,واصبحت المصالح هي التيتتحكم في علاقات الدول والشعوب ببعضها, ولكن السؤال هل النظام السوداني مؤهلاخلاقيا للتعامل بالمعيار الاخلاقي لمد جسور العلاقات مع الاخرين.....؟
بكل تأكيد (لا) ولكنما بين الانقاذ واسرائيل شبه شديد (فالطيور علي اشكالهاتقع) فصلة القربي هي ما تدعوهما للتقارب, وأريد هنا أن اسرد بواطن الشبه ما بينالانقاذ واسرائيل ,للتأكيد علي انه ليس هناك ما يفرق بينهما طوال الفترة التي حكمتفيها الانقاذ,لأن ما بينهما من وجه شبه يجمعهم لا يفرقهم....! وأكبر ما يجمع بينهماانهما ضد الانسانية, وكما يزعم اليهود انهم شعب الله المختار, فالانقاذيون يزعمون انهمالتمثيل الاكثر نقاءا للاسلام وقد جاءوا بدعوى أنهم المبعوثون من لدن ربِّ العالمين لقومضالين, فكلاهما يخالف الفطرة الطبيعية ولا يزال يرتكب جرائم ضد الانسانية, لكنالفرق الوحيد بينهما ان الكيزان( ينكلوا) بشعوبهم حد الاهانة ويدوسوا عليهم بالجزمة....! اما اسرائيل تنكل بالاخرين من اجل راحة شعبها .....! فالمواطن السوداني رخيصلدي نظامه الحاكم بميزان الوطن,قياسا بالمواطن الاسرائيلي الذي يعلوا كعبه , فأسرائيلخاضت حروبا اكراما للجندي شاليط (مجرد جندي وليس ظابط كبير ....!) , ليس لأنالجندي أو المواطن الاسرائيلي شاليط شخصية مهمة لهذه الدرجة ....! ولكنها رسالة اليكل مواطن اسرائيلي ليدرك انه غالي علي وطنه لهذه الدرجة التي تغرس فيهم حب الوطن,فحتي اشلاؤه عند المقايضة تساوي أكثر من 1000 فلسطيني ,وعلي النقيض تماماالمواطن السوداني لا يسوي شيئا لدي نظامه الحاكم...!
يقول (ارنولد توبيني) في سفره العظيم(دراسة في التاريخ) كان اليهود فيمنفاهم في بابل قوم منكفئين ومنعزلين مثلما كانوا في المجتمعات الاوربية والعربية حتيالنصف الاول من القرن العشرين, وهم في ذلك لا يختلفون عن الطيب مصطفي عندماقال بان الجنوبيين لا يشبهوننا ولا ينتمون الينا , وقد يكون ذلك هوسا عنصريا لكنهيتعارض مع الاسلام كرسالة الي الناس كافة ومنهم الناس في جنوب السودان الذييتحدثون العربية ويدين الكثير منهم بالاسلام , فالزعيم الاسرائيلي و السياسياليميني المتطرف (ليبرمان ) ووزير الخارجية الاسبق وزعيم حزب الليكود يجمعه وجهالشبه مع(الطيب مصطفي) زعيم منبر السلام العادل الذي يتبني ايدلوجية حزب الليكودالاسرائيلي, فالكيزان لابعاد (شبهة) فصل الجنوب استتبعوا (تكنيكا) يغيهم شرالمسأئلة, يقضي بخروج (الطيب مصطفي) وتكوينه حزب جديد (منبر السلام العادل ) وهو احد الازرع الرئيسية للجبهة الاسلامية,مهمته التحريض علي الكراهية الدينيةوالعرقية للمساعدة في فصل الجنوب بغية تمكينهم من تحقيق مشروعهم الحضاريالمزعوم....! والمهم في كل الامر ان حزب الليكود احد القواسم المشتركة التي تجمع بيناسرائيل ونظام الانقاذ ,و مابين ليبرمان والطيب مصطفي اللذان يمثلان نظامين فيبلدين مختلفين اسرائيل والسودان.
لا يطيق (ليبرمان) رؤية العرب في اسرائيل, علي غرار (شبيهه) (الطيبمصطفي) لا يطيق رؤية الجنوبيين في الشمال....! ولكن ليبرمان يريد التوسع عليحساب الشعب الفلسطيني وطردهم من دياهم, اما الطيب مصطفي فقد كان سعيدابرحيل الجنوبيين ومعهم ثلث السودان وثلثي موارده الطبيعية والتضحية بمستقبل الاسلامواللغة العربية في السودان وافريقيا كلها....! فالطيب مصطفي اشد كراهية وعنصريةقياسا لبيبرمان...! ويرفض ليبرمان دولة المواطنة في فلسطين, ويصر علي يهودية الدولة,بينما يرفضها الطيب مصطفي في السودان ويصر علي هوية السودان العربيةوالاسلامية, ويري ليبرمان ان (جدعات شاليط ) الجندي الذي كان اسيرا في غزةيساوي الفا من الاسري في السجون الاسرائيلية ,بينما يري الطيب مصطفي ان ملايينالضحايا والثكالي والارامل والايتام والنازحين واللاجئين ضحايا سياسة الارض المحروقةعلي يد اللواء حسن بشير نصر وزير الدفاع في عهد حكومة الجنرال( عبود) اضافة اليستة عشر عاما هي عهد الانقاذ الي لحظة توقيع اتفاقية السلام لا يساوون مائة منالعرب الذين قتلوا في احداث توريت في العام1955 .....!(فالطيب مصطفي) ايضا اكثرتطرفا وعنصرية قياسا (بليبرمان), وكذلك يري (ليبرمان) ان الاخرين دمهم وعرضهمومالهم حلال ....!وكان (الطيب مصطفي) يحرض في الاذاعة والتلفيزيون' يحرضالمجاهدين علي النساء باسم ما ملكت ايمانكم واسترقاق الرجال....!
يحاول (ليبرمان) اجبار العرب علي الالتزام بعطلة السبت واحترام الاعياداليهودية و مراعاة لمشاعر اليهود, بينما يريد (الطيب مصطفي) من غير المسلمين الامتناععن الاكل والشراب علنا في نهار رمضان واغلاق محلاتهم التجارية عند صلاة الجمعةومنع بناتهم من ارتداء البنطلون ....! لكن ليبرمان ليس لديه شرطة دينية تعمل علي تقييدمظاهر الاحتفال باعياد الميلاد وتمنع غير المسلمين من من صنع وبيع خمور البلدية مثلماكانوا يفعلون في دولة المدينة, وكان (عمر بن الخطاب ) يتحصل منهم الضرائب والمكوس,ويعني ذلك اقضي حالات العبودية السياسية والاجتماعية, فقد بني الطيب مصطفي جدارا من الكراهية بين السود المسلمين وغير المسلمين وهو يلتقي في ذلك مع البيضفي امريكا وجنوب افريقيا, فلم يكن اعتناق اعتناق المسيحية يرقي بالسود في المساواةمع البيض, لكن الكثيرين من البيض في امريكا كانوا يتعاطفون مع حركة الحقوقالمدنية, ولولا ذلك لما تحقق النصر الذي توج بانتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة, وقد ترتقي الانسانية بالانسان الي مراتب الفضيلة , ولكن الخير والشر متلازمان وفيطبائع الاشياء, وقد اتضح من الاستطلاع الذي اجرته سونا ان الغالبية العظمي منالشماليين ضد الانفصال علي عكس ما يزعم الطيب مصطفي الذي بيده مقاليد القوةوالنفوذ.

وبما ان نسبة اليهود في الولايات المتحدة ضئيلة جدا كنسبة الكيزانفي السودان ,ولكنهم يستغلون نفوذهم الاقتصادي للضغط علي مراكز القرار في امريكاوابتزاز المجتمع الدولي , ولولا ذلك لما كان لليهود نفوذ يذكر, وهي الثغرة التي يحاولالاسلاميين من خلالها السيطرة علي الوطن في ظل تمكين القلة المتنفذة بالحق والباطل, فالفاشية الدينية والعرقية المركبة في السودان تري ان التدخل فيدارفور مؤامرة استعمارية ضد الاسلام والمسلمين, و ان الذين ينادوون بالعدالة وصولاالي الاسلام والوحدة في دارفور والجنوب خونة , ولا يختلف ذلك عن موقف (ليبرمان) عندما اتهم المجتمع الدولي بتسييس قضية الضحايا في غزة وحزب الله في لبنان الذييحاول حماية المتهمين باغتيال (الحريري) علي حساب المسؤلية الوطنية والاخلاقية وقواعدومتطلبات العدالة والحكمة القرانية الخالدة(ولكم في القصاص حياة ياولي الالباب) وهوالمبدأ الذي تقوم عليه الدولة في كل زمان ومكان, وليس في لبنان والسودان دولة بمفهومالدولة في عصرنا هذا, وتقوم الحكومة في السودان علي تحالفات عقائدية وقبلية وجهوية, ولا يختلف مشروع السودان العريض عن المشروع الحضاري الذي يقوم علي الفصلالعنصري والعزل الديني والسير في خطين متوازيين لا يلتقيان.
فما بيناه من علائق بين الاثنين يؤكد ما يربط بينهما ويدعو للتقارب, ولكنالطامة الكبري هي رفض النظام الاسرائيلي للتطبيع مع (هؤلاء) يعني (رضينا بالهموالهم ما راضي بينا)وهاجمت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية( تسيبي حوطوبيلي) فيبيانها بثته وكالات الانباء العالمية،هاجمت الوزير السوداني قائلة: «إسرائيل تغلق أبوابهاأمام اي محاولات يائسة من حكومة السودان الفاشلة». ، ولكن الادهي في الامر بعضالانقاذيون ينكرون محاولتهم للتطبيع مع اسرائيل التي ظلوا يعتبرونها عدوهم الاول ,ويتناسون ان من نعم الله علي الشعب السوداني انهم انهم في زمن العولمة والمعلومةالحاضرة , ولا تستطيع اي جهة ان تقول انها تعيش في (امان) داخل كهف ولن تصللها العولمة , وبضغطة( زر) وفي لمح البصر تتدفق المعلومات التي تكشف عوراتهم وتبينفساد مفهومهم الأسلامي ,فقد انتشر الخبر علي الفضائيات وباتت فضيحتهمبجلاجل,والفضيحة الكبري في الصفعة التي تلقاها النظام من وزيرة الخارجيةالاسرائلية( تسيبي حوطوبيلي) وهي تعلن رفضها التطبيع مع السودان باعتباره دولةعدوة لإسرائيل....! وله سجل دموي وإجرامي في حق شعبه .....!جاءت تلك رداًعلىتصريحات وزير الخارجية البرفيسور ابراهيم غندور والتي عبر من خلالها عن رغبة بلادهالتطبيع مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

مسألة التطبيع مع اسارئيل ليست وليدة اليوم فقد اشارت لها من قبل وثائق (ويكليكس) , فتكنيك التطبيع مع اسرائيل جري وفقا لمفهوم الاخوان القاصر(الغاية تبرر الوسيلة)وسيلة بقائهم في السلطة امد الدهر , فالاخوان في سبيلمصالحهم يتحالفون مع الشيطان ....! فكل ما يؤمن سبيل بقاؤهم في السلطة فهومشروع ....! وقال د (نافع) تبريرا لافعالهم غير المنطقية من قبل بانها مكرودهاءسياسي مشروع....! فالغش السياسي مكر ودهاء مشروع في عرف الانقاذ , كمايزعم د (نافع)وليس فسادا سياسيا وسلوكا يتنافي مع الدين و(الاخلاق)ويزعمون بأن(الحرب خدعة) ...! ولكن ذلك لا يجوز الا في ساحة المعركة ......! فالسياسة التيوصفها سقراط بأنها اكثرالفنون شرفا وشمولا تقوم علي ( الثقة والقبول والاحترام) ولايتحقق ذلك الا بالمصداقية والامانة في القول والفعل , وكيف تكون الحياة اذا انتفتالثقة بين الناس....!
فالانقاذيون يعانون من الخوف وتبعات افعالهم, وبالتالي تدرجوا فيتكنيكهم القاضي بالتطبيع مع اسرائيل, و بدأو في التلميح اليه رويدا....! رأيناه فيتصريحات والي القضارف الاسبق( كرم الله) فهو ليس بمحض الصدفة...! فقد طالببالتطبيع مع اسرائيل....!ثم الصحفي عثمان ميرغني هو يلمح للتطبيع ولكن بوجه مختلفعبر المقارنة بين البلدين كجزء من التكنيك المرحلي لا ستيعاب الخطوة ....! ثم نداءاتحسين خوجلي عبر فضائيته بالتطبيع مع اسرائيل...,! ومطالبات داخل البرلمان تنادي بالتطبيع.....! فهل نعتقد ان كل هذا تم بالصدفة....! وقد حسمت دعوة الناشطة تراجيالتي تنشط في جمعية للصداقة بين السودان واسرائيل قول كل خطيب ....!وما يدهشبان القوم كانوا قد طالبوا بسحب الجنسية منها في العام 2006 من داخل البرلمان حين طالبت حينها بالتطبيع مع اسرائيل...! والان في لمح البصر اصبحت تراجي شخصيةوطنية....! كل هذه الخطوات ساهمت في تخفيف عامل الصدمة تجاه الرأي العام لتقبلالأمر بأقل الاضرار....! وبالفعل نزل الخبر بردا وسلاما ,بينما انقسم الناس بين مؤيدومعارض ولكنهم غير مبالين....! حتي التيارات الدينية المتشددة لم تصدر بيانا حتيالان....!
ولحبك المسألة( دراميا) اجتهد النظام عبر اعلامه لتسويق خطوة التطبيع مع اسرائيل علي انها هي المخرج الوحيد من الازمات التي تعاني منها البلادولكنها تحمل في باطنها ما هو أسوأ....! والمدهش ان فكرة التطبيع خرجت الي العلنبكل جرأة بعكس ما كان في السابق ,من اعلام النظام الذي بدأ بالترويج لها , وعليسبيل المثال برنامج حتي تكتمل الصورة في حلقته الاخيرة كمثال يغني عنالمجادلات....! بدعوي ان التطبيع مع اسرائيل من شانها ان تمد جسور العلاقات معالغرب والمجتمع الدولي عموما ,سيفتح وبالتالي تحقيق فوائد مرجوة, مثلما كتبالصحفي (محمد لطيف) (بصحيفة اليوم التالي) مدعيا ان التطبيع مع اسرائيل اصبحضرورة بعد انتفاء المصير المشترك مع العرب كما ادعي بقوله ان فلسطين لم تعد قضيةالعرب المركزية....!
ولكن ما يدهش في كل ذلك ان موبقات الانقاذيين هي (حلال) وموبقاتالاخرين(حرام) مهما كانت لهم من مبررات....! وعلي سبيل المثال خطوة (عبدالواحد) رئيس حركة تحرير السودان للتطبيع مع اسرائيل فتحت عليه ابواب جهنم من النظام عبرابواقه وكهنوته المأجور بالرغم من ان موقف عبدالواحد يختلف لجوانب انسانية......! غيران فتح مكتب حركة عبدالواحد في اسرائيل ينبغي ان لا تقرأ بالسطحية التي درج عليهاالبعض بسبب ضعف القدرة التحليلية او بسبب محاولات التعمية المتعمدة بالهابالمشاعر وتدقيق العلاقة السلبية بين الاشياء , فلقد وقعت المجاذر الرهيبة في دارفور بسياسة الارض المحروقة تحت دعاية لها مفرداتها كما الحال في الحرب ضد الجنوبيين, ولهذا اثاره النفسية علي الضحايا, والمجازر البربرية ساعدت فيها مليشيات الجنجويد, بانتمائها الاثني المعروف مهما مهما اجتهد ابعض لانكار الحقيقة , ولذلك ايضا تأثيرهالنفسي علي الضحايا ومواقفهم ,فللمرء ان يتخيل امة من الناس يتم تقتيلهم وتشريدهم بيد نظام يزعم في ذلك انه يتصدي لا ستهداف الهوية العربية والاسلامية ويجد في ذلك دعما سياسيا اعلاميا رسميا وشعبيا في العالم العربي ,وحين يخرجالناس من ديارهم ويشردوا في المعسكرات لا يأتيهم العون الا من تلقاء الجهة التيتتصدي دولها ومنظماتها لادانة الفظاعات والعمل علي محاصرتها .....! فكيف لا يؤثر هذا كله علي موقف الضحايا ونظرتهام من ناحية ومن تلك المناصرة والداعمة بغضالنظر عن اجندتها الخفية من الناحية الاخري......!فمن العسير مثلا ان نتصور عدماتخاذ الاكراد موقفا سالبا من العرب والعروبة حينما شنت عليبهم حرب ابادة بالغازاتالسامة ابان نظام صدام حسين في ظل صمت عربي رسمي وشعبي مطبق , وباعمالمبدأ ان عدوي صديقي وهو غير صحيح في كل الاحوال , يمكن ان نفهم تقارب ضحايا الانظمة العربية الطاغية من القوميات الاخري مع الدولة الصهيونية.
و في ظل الوضع الراهن لا نتوقع , بل من الطبيعي بأن يصدر من كهنوتالنظام واعلامه المأجور بيانات وفتاوي تبرر و تحلل خطوة التطبيع مع اسرائيل وفقا لفقهالضرورة , فالفتوي ليس الا سلسلة من فتاوي سياسية مفصلة علي رغبات السلطان, ومن تلك الفتاوي تجويزالربا بحسب رأيهم من اجل بناء سد مروي بأعتبار ان تلك ضرورةملجئة شرعا يخشي بعدم اتيانها الهلاك, فأذا كانت الحضارة المروية قد قامت منذ سبعةالاف عام وامتدت الحياة في السودان منذئذ بدون سد مروي ويمكن ان تمتدحقبا منالدهر بدونه فأي ضرورة ملجئة بدونه لولا انها السياسة .....! و ذات كهنوت السلطانوابواقه ظلوا يكفرون كل من يهادن العملاء من الامريكان والاسرائليين, ولكن الان ارتدتالمسألة اليهم لنري ماذا هم فاعلون...! فالامر برمته تجارة بالدين لاغراض سياسيةمحضة , ويباح الربا بحجة الضرورة الملجئة ويكفر الخصوم السياسيون وتهدر دماؤهم, والشعار هو الشعار, هي لله هي لله, ونقول نحن لاحول ولا قوة الا بالله .

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.