عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. بالأمس وأثناء بحثي في موقع اليوتيوب شاهدت عدداً من البرامج و اللقاءات الدينية تحدث فيها علماء مسلمون عن وجوب ضرب المرآة لتأديبها و حثها على الطاعة وأسهب أحدهم في الشرح مبيناً أن النوق و الدواب و الحمير تضرب للتأديب و قياساً على ذلك وجب ضرب المرأة حتى تطيع زوجها و تتأدب! في مسجد في أحد أحياء لندن، خطب الإمام و ختم دعاءه كالمعتاد بكافة أنواع الأدعية الخاصة بتدمير و خسف بلاد النصارى والتي يعيش فيها بأمان وحرية كاملة بعد أن مُنح حق اللجوء الديني وهو حق اللجوء بسبب التعرض للإضطهاد بسبب المعتقدات الدينيّة. الرجل يمارس طقوسه الدينية كاملة دون أي مضايقات كتلك التي تعرض لها في بلده الأم وهو الآن إمام مسجد من مئات المساجد في بريطانيا. خطبته كل جمعة مزيلة بدعوات على من لجأ إليهم فأعطوه الأمان و وهبوه أرضاً يقيم فيها تعاليم دِينِه ومنزلاً مدفوع الإيجار و راتباً شهرياً يغطي مصاريفه المعيشية بالإضافة الى العلاج المجاني نسبة للحالة المرضية المدونة في الأوراق الرسمية صدقت أم كذبت! ليس الدعاء على النصارى "بعمومهم" ما يحيرني، إنما يحيرني هل يستثني الرجل "سراً" منزله من الخسف و الدمار والريح العاتية؟ وماذا عن بقية المسلمين والمصلين الآمنين في هذه البلاد النصرانية؟ وماذا عن الطيبين الذين بذلوا مالهم و جهدهم لمساعدة المسلمين المستضعفين الذين شردوا من بلاد المسلمين فآووهم في منازلهم و تكفلوا بهم و هذا ما أشهد به أمام الله ومارسته في عملي سنين عددا لمّا كنت مشرفة على توزيع و إيواء بعض الأسر اللاجئة في منازل البريطانيين في مدينة كارديف بالإتفاق مع الكنيسة الويلزية في منتصف الألفينات؟! شاب إنجليزي صديق للأسرة، أبدى رغبة في معرفة الإسلام و بعد شرح و بحث و تدقيق قرر أن يعتنق الإسلام. طلب مني أن أرافقه و أسرتي للنطق بالشهادة و إعلان إسلامه و كان الحدث مؤثراً جداً و روحانياً فالشاب فكر كثيراً و تحاور كثيراً حتى ملأ اليقين قلبه و إرتضى الإسلام دينا. رويت الحدث لبعض الأصدقاء المسلمين، و بعد مشاعر الفرح و السرور بادروني بتساؤلات متشابهة؛ عن اذا ما أحضرت للشاب جلباباً عربياً ليلبسه في هذه المناسبة الدينية؟! و عن تغيير إسمه لإسم عربي؟! آخرون تمركز إهتمامهم في التذكير بأمر الختان! لم يسألني أحد عن إرساء مفهوم المحبة و العدل والسلام في الإسلام في ظل عالم إسلامي ينوء بالمتناقضات و بالحروب و الإرهاب و الإضطهاد الديني و العرقي! ذكروني بالختان و طهارة الجسد و نسوا طهارة القلب وحسن الخلق في ظل سلوكيات لا أخلاقية و منفرة من كثير من المسلمين؛ كذب، خيانة أمانة، سرقة مال عام، عنف، بغض و كراهية! صديقة عزيزة أخبرتها جارتها الإنجليزية عن رغبتها في إعتناق الإسلام. نصحتها الصديقة أن تفكر ملياً قبل إعتناقها الإسلام حيث أن الأمر ليس بهذه السهولة. فلما تساءلت المرأة عن ذلك أخبرتها بأنها إذا غيرت رأيها أو ترددت مرة أخرى بعد إعلان إسلامها فسوف يقطع رأسها! ذهبت المرأة و لم تعد حتى الآن! لم تكن الحادثة الأولى فقد فعلها أحد المشائخ و كاد الرجل أن يغير رأيه لولا تدخل آخرين! نقطة ضوء: سألني عن آداب الدين الإسلامي فقلت له: حسن الخلق! و صدق من قال: "إنما بعثت لإتمم مكارم الأخلاق" أميرة عمر بخيت