عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. إحتفلت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة المعروفة إختصارا باليونسكو باليوم العالمي للراديو الذي يصادف يوم أمس الثالث عشر من فبراير . وكان الإحتفال بمباني الإذاعة القومية وبالتعاون معها ومع الإذاعات الخاصة . وقد حضر المناسبة طيف من الإعلاميين والإذاعيين يتقدمهم الأستاذ الزبير عثمان أحمد المدير العام للهئية العامة للإذاعة والتلفزيون . وتعمل اليونسكو من خلال إحتفالها بالراديو أو الإذاعة علي تعميق الدور الإنساني للراديو في ظل عالم اليوم الملئ بالكوارث والمشكلات الإنسانية بسبب الحروب التي إندلعت في كل مكان من عالمنا العربي بدءا من سوريا والعراق واليمن والسودان ومصر وليبيا وإنتهاءا بأكثر المناطق تأثرا بالحروب والنزاعات في إفريقيا وآسيا . وتقوم الإذاعة ووسائل الإعلام الأخري بدورها في دق ناقوس الخطر والصحفيون هم أول الناس وصولا إلي مواقع الكوارث الإنسانية كما قال ممثل اليونسكو في الإحتفالية وهم أكثر الفئات بقاء في مناطق الحروب يقدمون أرواحهم رخيصة من أجل الحقيقة وعكس الواقع علي الأرض . ولكننا بكل أسف رغم قوة الراديو وقوة صوته وتفاعل موجاته في عرض المشكلات إلا أننا في علم اليوم قد إفتقرنا إلي الدهشة ولم يعد تفجير سوق أو قتل اطفال او نساء بالمئات أو قصف مدن بكاملها كما تفعل إسرايئل في قطاع غزة لم تعد تلك الأفعال تحرك ساكنا في أحد بل إن تكرارها عبرالإذاعات والقنوات الفضائية قد جعل منها احداثا عادية كأنها إلقاء تحية . وخلال قرن من الزمان قدم الراديو الكثير للمجتماعات سواءا في العالم الأول أو ولن تنسي البشرية ما كان يقوم به وزير الدعاية للنازية جوبلز عبر الراديو وكان لدعايته تأثيرها السحري علي أعداء ألمانيا في ذلك الزمان فكما قال البروفسير صلاح الدين الفاضل في ورقته بعنون الإذاعة والسلام في الإحتفالية : كانت هناك مناطق في المانيا وأوربا تمكن النازيون بفتحها من غير حرب وذلك بفعل افذاعة وغستخدام جوبلز لبرامج موجهة لإحداث التأثير في تلك المناطق . كما أن المستمع في جميع انحاء العالم يعرف إذاعة لندن ببسي منذ ظهورها في عشرينيات القرن الماضي ويراهن المستمعون علي مصداقية ببسي العالية وبرامجها المميزة في مجال السياسة والثقافة والإقتصاد والجغرافيا والتاريخ .وقدم راديو هنا أم درمان منذ نشأته البرامج المميزة ووضع بصمته في الحياة السودانية من خلال الجهود التي بذلها كبار الإعلاميين والإذاعيين والصحفيين الذين عملوا في الإذاعة القومية ولا تحصي الخدمات التي ازجتها الإذاعة للناس في السودان بما في ذلك أخبار الوفيات وحفظ وارشفة الفن والإبداع والمعرفة . و الراديو في عالم اليوم يواجه تحديا كبيرا ليس في منافسة القنوات الفضائية والتلفزيون ووسائل الإعلام الأخري له فقط ولكن أكبر تحدي يواجه الإذاعة في السودان هو الإحتكار حيث توجد جهة واحدة في السودان هي التي تمتلك سلطة الترخيص للبث الإذاعي فالرسالة الإعلامية لا تنطلق من محطة الإذاعة مباشرة إلي جهاز إستقبال المستمع دون أن تمر بالجهة المحتكرة وهي هيئة البث في السودان والتحدي الآخر هو الحرية الإعلامية والإذاعية التي جعلت الإذاعة عندنا تفتقر إلي الرأي والرأي الآخر . وتنحصر كافة خدمات الإذاعة من أخبار وبرامج في النشاط الحكومي .وصارت فكرة الإذاعة الرسمية تدرس في معاهد وكليات الإعلام بأن الحكومة هي التي تمول الإذاعة من المبني إلي العربة إلي السائق وتدفع رواتب العاملين وبالتالي فإن الإذاعة هي إذاعة الحكومة