احسنت قناة النيل الأزرق وهي تتناول في سهرة احسبها متفردة وجديدة بكل معنى الكلمة ..متفردة في طريقة التقديم ومتفردة من حيث الأداء والتسلسل والربط كمان، كان ذلك بمناسبة مرور أربعة سنوات على رحيل نجم الغناء واحد عمالقة الفن السوداني الاستاذ محمد وردي التي تهل علينا هذه الأيام وكنت قبلها قد كتبت عن هذا الرقم الصعب جدا في منظومة الغناء السوداني في ذكرى وفاته اما هذه الحلقة والتي كانت عبارة عن احتفالية من نوع اخر وطعم مختلف كان الحديث فيه عن وردي هو المتسيد طبعا فالعرس عرسه وقد اختار كابو وفريق العمل الذي ساعده مجموعة متحدثين مميزين والشي الوحيد الذي يمكن ان يؤخذ عليهم هو تغييبهم لدور وردي السياسي وهو اليساري المنهج والتفكير وكان اقلاه استضافة احد جماعة الحزب الشيوعي ممن يعرف قدر وردي في دعم الحزب وما لاقاه من تشريد واعتقالات بسبب مواقفه السياسية .. اما هذه السهرة المتميزة فهي هدية ولفتة طيبة نشيد بها وعمل عظيم تشكر عليه هذه القناة والتي اختارت لها وبعناية شديدة وموفقة الصحفي هيثم كابو وهو على ما اعتقد كاتب وان لم أكن اسمع به ولكنه اجتهد لهذه المهمة كما ويبدو انه أعد لها أعدادا جيدا.. ورحيل فنان قمة الغنا السودانى الاستاذ محمد عثمان وردي ليس بالساهل وبالتاكيد سوف يخلق فراغا عريضا ليس من السهل سده فالرجل لم يكن غناي بالمعني البسيط ولكنه كان إنسان صاحب مشروع كبير بداءه بصوارده مسقط راْسه وهو في عمر الطفولة وعمل له الا ان أكمله وهو كهل في قلب شاب وعودا الي تلك السهره فقد كانت موفقة بكل المقاييس، استضاف فيها كابو الي مجموعة ممن تعاملوا مع وردي سواء بالشعر او بالنقد واستطاع ان يستنطق الاستاذ الكابلي وهو في صمته البعيد وكذلك التقى تليفونيا بالفنان مجمد الامين رفيق وردي في زمن الغناء الطويل ويبدوا ان ود اللمين اعتذر عن المقابلة الشخصية فالرجل لايتحمل غياب رفيقه وهو غياب لا عودة بعده ..كنت أتوقع ان يستنطق كابو الفنان عبد القادر سالم، فهذا الرجل لفت انتباهي ماباح ذات مرة بعد رحيل وردي وبكل تواضع انه كان من اشد المعجبين بوردي ولقد سمع وهو شاب يافع بان فنانه المفضل(وردي) سيقيم حفلة غنائية بسينما الابيض فما كان منه الا وان يقتني مسجل وابيض اللون كمان وهاك يا ململة وجلوس في اول الصفوف للتسجيل ساعة الحفلة وقد كان...ولم يكتفي صاحبنا بذلك بل انه عندما ارتحل الي الخرطوم اخذ ذلك الجهاز معه وبدا في رحلة البحث عن ورديه وصار يساسق في دروب بري الدراسية حيث كان يعمل وردي استاذا بمدرستها الاولية -من العجيب ان اخيكم اللهو العبد الفقير لله درس بهذه المدرسة ولكن في مدرسة بري ابو حشيش والتي كانت جزء من مدرسة بري الدرايسة وكان ذلك بعد ان تركها وردي واعتزل التدريس.. كان ذلك قبل ان تكتمل مباني المدرسة الجديدة وتنتقل ألى موقعها الحالي في حي ابو حشيش..وعودا الي صاحبنا عبد القادر سالم فانه لم يكل او يمل من المساسقة لمقابلة وردي وكان يرابط بالقرب من منزله بالعمارت الا ان نجح في الوصول اليه وينل منه من تسجيل، وفي اعجاب يا خوانا اكبر من كده...الا ما اروع تواضعك يا عصفور الغرب الذرب وانت تحكي هذه القصة وكم لك انت اليوم من عشرات المعجبين والارث الضخم من الابداع الفني والعمل الاكاديمي الذي ولدت به جامعة السودان في مجال الموسيقي...اذكر انني ابحث في لندن عن اعمال موسيقية سودانية عندما كلفتني بها المكتبة المركزية بمدينة كاردف عاصمة مقاطعة ويلز وذلك استجابة لطلبي ان تكون لنا اعمال سودانية مكتوبة ومسموعة بتلك المكتبة، وعند دخولي لاحد محلات الكبرى لبيع الأغاني المسجلة دلاني صاحب المحل علي تسجيلات مبدع سوداني اسمر اللون علي الجبين خاتي طاقية وعمة فكان صاحب تلك الاعمال سيدنا عبدالقادر سالم حفظه الله وتلك كانت اعمال قدمها في اوروبا عندما كان يقوم بجولات فنية وتصحبه فيها مجموعة من فرقة الفنون الشعبية من كردفان لها في سفير احسن من الرجل دا..فكم صادق انت يا وردي الهوي وكردفاني المزاج اللحني والطرب المردوم فتستاهل المساسقة وزيادة وان كان المقام مقام أستاذك ولكن ليس في الفن حرج.. التحية لك يا وردي اة وسعادتنا اننا عشنا عصرك ونشهد لك بانك عدلت في زوقنا الفني واجبرتنا ان نقعد في الواطة حيث يطيب الحلوس في حضرة سماعك..وزودت فينا حب الاوطان عيارين تقال من الحماس والرغبة في التغيير..ولن ننسي انك من شجعنا ان نقول كلمة بحبك وان تصرح لمن نحب ونتجرا ونصرح قولا وكتابة (ياحبيب ورد الاماني الحلوة في اعماقي فتح) والحا الفي فتح المشددة دي تخرج من الروح زي ياخي انت فتحت عقولنا بشدوك الحلو وكلمات سماعين ونشهد لك اصرارك علي النجاح والترقي والصمود علي القمة...وعلمتنا معني ان نعيش وننتصر لمبادئنا ويل زول انت مش معلم والمعلم قدوة...شايف كيف يا عبدالقادر انك تشبه فنانك الذي ساسقتك ليه هانا نحنا بنساسق ليك بقلوبنا...انكم وجال اليتم علي انفسكم ان ترتقوا وثقافتنا وقد كان..كل منكم افلح في مسعاه بطريقته الخاصة ويامكانيته واعجبني فيك وضوحك وصراحتك ومعروف ان للفنان نرجسية ولا يقبل بالمنافسة ولكنك تنازلت عن ذلك وحدثتنا حديث العارف عن سيد الغنا السوداني الاول وعن دوره في نشر الاغنية السودانية داخل وخارج السودان خاصة في شرق وغرب افريقيا..وبين البريد والهوي عشنا ايامنا سوا....رحم الله قامة الاغنية السودانية محمد عثمان وردي فقد نقل هذه الأغنية من خانة الرومانسية الي عالم الواقع وشجعنا هذا الحلفاوي ان تشبك اصابعينا الخامسة مع من نحب ونقول لبعض (احبك لا الزمن حولني عن حبك ولا الحسرة)وسلام يغشاك في قبرك.. عثمان يوسف خليل المملكة المتحدة عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.