عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وردي غير متوفر تمر هذه الأيام الذكري الرابعة لرحيل الموسيقار والفنان الكبير محمد عثمان حسن وردي . وقد ملأ وردي الدنيا وشغل الناس بفنه وعبقريته الغنائية والموسيقية وصوته العذب الذي لم يشيخ ولم يكبر مع صاحبه الذي تقدمت به السن ولكن صوته بقي كما هو وظلت عبقريته كما هي وحضوره الذهني ذات الحضور فلم ينسي وردي لحنا من ألحانه ولا أغنية من أغنياته القديمة والجديدة فقد إنطبق علي وردي مع فنه المثل القائل الأشجار تموت واقفة . وبكل صراحة يا أستاذ كمال حسن بخيت ((وأنت صديق لوردي ولأسرة وردي)) وقد إطلعت علي مقالك الرائع عن الموسيقار وردي بصحيفة الرأي العام أمس بصراحة ووضوح كدنا أن فقد فن وردي الأصيل والجميل ليس بسبب رحيله عن الدنيا الفانية فالمبدع حتي إذا مات لا ينقطع إبداعه الذي يتداوله الناس من بعده وغياب وردي يكون لغياب أغنياته وتسجيلاته عن الساحة وعن الإعلام ووسائل الإعلام فلا تستطيع أن تجد وردي في التفزيون القومي أما في إذاعات الإيف إيم الحديثة والمسموعة فلا ترديد لأغنيات فنان إفريقيا الأول وهرم الغناء السوداني ولا في القنوات الفضائية الحديثة والسبب هو الملكية الفكرية التي حولت الفن عندنا إلي مشروع إستثماري وصار الفنان أو المبدع في مجال الغناء ملكا لأسرته الممتدة ((أبنائه واخوته واخواته )) وحتي الشعراء صارت الكلمات التي كتبوها للشعب وللمراة الحبيبة وللأخوانيات وللطبيعة وللوطن والإنسانية صارت هذه الكلمات حبيسة بفعل قانون الملكية الفكرية والحق الأصيل والحق المجاور . ولا أحد ينكر علي الأسر حقها في الإنتفاع بما أنتجه ((رب الأسرة)) من شعراء ومطربين وموسيقيين ولكن الذي يحدث اليوم ليست مجرد إنتفاع ولكنه حظر شبه كامل لهذه الأعمال ومنع ترديدها عبر وسائل الإعلام والويل والثبور وعظائم الأمور لكل وسيلة ‘علامية تجرؤ علي الإقتراب من أغنيات وردي أو محمد الأمين ومن خلفهم الشعراء الذين تغنوا لهم إلا من رحم ربي .ولا أعتقد أن وسائل الإعلام في السودان تستحق من أسر المبدعين كل هذا التضييق حتي تلجأ لبث أغيات عربية وأوربية تؤثر علي الذوق السوداني والمستمع السوداني والفن السوداني حبيس الأدراج بنص القانون الذي يقوم بحماية حق الوارثين وهذا جيد ولكنه يحول دون نشر الإبداع فلابد من التوازن بين هذا وذاك وأن لا يترك القانون الحق في التعويض المالي مفتوحا وخاضعا لمزاج الورثة وبذات القدر فإن مرور خمسين عاما علي الأعمال الفنية حتي تصبح ملكا عاما يحول هذه الأعمال إلي متحف التاريخ لوجود فاصل زمني كبير وولعدم تواصل الأجيال فنيا . وقد إستمعت للراحل محمد وردي وهو يلوم اجهزة الإعلام في السودان علي أنها مقلة في ترديد أغياته وخاصة الوطنية منها وكان ذلك في مناسبة الإحتفال بثورة إكتوبر في العام 2011م بجامعة الخرطوم وقال إن الأغنيات الوطنية هي ملك للشعب وعندما قام بتسجيلها للإذاعة والتلفزيون سجلها لكي يتم بثها للناس ولكن من المؤسف أن قانون الملكية الفكرية يحظر حتي الأناشيد الوطنية بما فيها أناشيد الإستقلال والإكتوبريات من أن تردد عبر الإذاعات والقنوات الفضائية من غير إذن من أصحاب الحقوق .ولا وجود لأغنيات وردي لدي شركات الكاسيت التي بدأت في الإنحسار بفعل التكنلوجيا الجديدة ولا وجود أيضا لفنانين شباب لهم القدرة علي تقليد أغنيات وردي ما عدا أؤلئك الذين يرددونها في حفلات الأفراح وهم مشوهون أكثر من كونهم مقلدون