حذر خبراء بيئيون و متخصصون فى درء الكوارث من استمرار عمليات التعدين الأهلي أو عبر الشركات في منطقة جنوب كردفان مشيرين إلى مخاطر بيئية و إنسانية جراء استخدام الزئبق و مركبات السيانيد السامة . جاء ذلك في الندوة التي أقامها إتحاد روابط طلاب الليري بالجامعات والمعاهد العليا والتي استضافتها قاعة الشارقة بالخرطوم السبت 19 مارس. التعليق على الصورة: (صورة الحوض وبه المادة وخام الكرتة الناتجة عن التعدين الأهلي المشبعة بمادة الزئبق وطبعا دون إسنخدام المشمعات المانعة لتسرب مركبات السيانيد وهي تسمى(double polyetheline) والتي تطابق المعايير المطلوبة من وزارة المعادن) و أكد د.صديق تاور أستاذ العلوم بجامعة النيلين أن استمرار نشاط الشركات العاملة في هذا المجال يمثل خطراً يهدد الإنسان والكائنات الحية و البيئة على حد سواء، وقدم أسانيد علمية و تجارب تاريخية لخطورة استخدام الزئبق و مركبات السيانيد في عمليات التعدين و أن هذه الخطورة تمتد لتشمل المساحات الواقعة على بعد 250 ميلا من منطقة التعدين. من جانبه أكد د.علي الكودي عميد كلية البيئة و درء الكوارث بجامعة الرباط أن المسوحات التي أجراها قسم درء الكوارث بالجامعة فى ولاية نهر النيل أظهرت نسباً عالية من الزئبق في الدم للعاملين في التعدين فى جميع مراحله مضيفاً أن هذه التقارير تم رفعها للجهات الرسمية و لم تجد أذنا صاغية. و في حديثه عن مخاطر التعدين في منطقة الجبال الشرقية أكدالأستاذ الإعلامي أحمد مختار أحمد أن هناك مصنعاً في محلية التضامن و رئاستها في مدينة الترتر.. ريفي تقلي سابقا يستخدم هذه المواد السامة بدليل نفوق عدد كبير من الطيور و الحيوانات نافيا ما ذهب إليه المهندس عثمان إبراهيم ممثل شركة سوداأويل التي تعمل في تعدين الذهب فى المنطقة حيث ذهب الأخير إلى أن الشركات تعمل بطريقة هندسية لا تسمح بالإضرار بالطبيعة و أن الخطر يكمن في التعدين العشوائي. من جانبه أشار خيري القديل عضو المجلس الوطني الذي ينتمي للمنطقة إلى ضرورة التنسيق بين الحكومة و المستثمر والمواطنين في مثل هكذا مشروعات على أن تعمل الحكومة على سن القوانين التي تحمي المواطن و البيئة. وشارك في الندوة قادة و اداريون محليون سابقون أشاروا إلى خطورة الحصول على تراخيص من جهات حكومية نافذة بغرض لتعدين في المنطقة دون النظر إلى خلفية المخاطر الناجمة عن ذلك لافتين النظر إلى أن هناك مشروعات تعدين تمتد في مساحة 400 ألف فدان في المنطقة مملوكة لمستثمرين لا علاقة لهم بالمنطقة.من جانبه حث محمد عثمان الحلاج الشاعر والمسرحي والباحث في التراث الكردفاني أبناء المنطقة على استلهام التاريخ السياسي والثقافي والاجتماعي للمنطقة و الذي يمثل التعايش بين القوميات أبرز مظاهره و أن ذلك لن يتأتى إلا بالالتفاف و الالتحام الشعبي حول القضايا التي ترتبط بحياة الناس باعتبارها هموما وطنية.