ظللنا في ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية نتابع لسنوات طويلة الدور الذي تقوم به المفوضية الإفريقية رفيعة المستوى, للتوسط بين قوى المعارضة السودانية بمختلف تحالفاتها وحكومة السودان، إنتهاء بالإجتماع الأخير في مارس 2016 للإتفاق على خارطة طريق طرحتها المفوضية للموافقة والتوقيع عليها بين الطرفين، دون الدخول في تفاصيل خارطة الطريق وأسباب رفض قوى المعارضة السودانية المجتمعة للتوقيع عليها، يهمنا كمنظمة ترعى نشر السلام وإنجاز تحول ديمقراطي حقيقي في السودان أن ندين بشدة محاولات المفوضية الإفريقية متمثلة في رئيسها ثابو امبيكي, في محاولته إجبار قوى المعارضة التوقيع على خارطة طريق رفضوها لعدم موافقتهم على ما تحتويه من تفاصيل. كما نستغرب أن تفرض على قوى المعارضة المجتمعة كطرف في أديس أبابا مهلة زمنية من رئيسة الإتحاد الإفريقي دعما لموقف ممثلها ثابو امبيكي، مما يؤكد أن هناك تهديدا وإرهابا مورس على قوى المعارضة المجتمعة للتوقيع على خارطة للطريق. المعروف في مثل هذه المواقف ، إذا لم يتم التوافق علي ما طرح من وثائق أن يناقشها المعترضون فيما بينهم وأن يتقدموا بعد ذلك بالبديل بعد التشاور مع مستشاريهم والرجوع بمقترحات جديدة. هذا هو ما يعلمه الجميع عن مجريات التحاور بين أطراف تتفاوض لبلوغ وثيقة يتوافق عليها الجانبان المتفاوضان وما على الوسيط إلا أن يرضخ لرأي الطرفين المتفاوضين وليس الضغط على أحدهما على حساب الطرف الاًخر نحن في ملتقى أيوا وصلنا لحقيقة واضحة أن المفوضية الإفريقية متمثلة في رئيسها ثابو امبيكي ورئيسة الإتحاد الإفريقي يحابون جهة الحكومة السودانية ويحاولون فرض شروطها وهذا يدخلهم في دائرة الإتهام بالفساد والتلاعب بمقدرات الشعوب. وعليه ندعو المنظمات الداعمة للسلام والديمقراطية أن تتبنى موقفا يدين هذا المسلك غير الأخلاقي الذي مارسه وسيط يفترض فيه الحياد والموضوعية والعمل على إبعاد الوسطاء الذين تحوم حولهم شبهات التعامل مع أنظمة حكومية فاسدة. وندعو كذلك قوى المعارضة السودانية أن تتوحد في رؤاها الإستراتيجية لتستطيع إتخاذ مواقف تمكنها من الوصول لتحقيق سلام دائم وتحول ديمقراطي حقيقي في السودان سكرتارية ملتقى أيوا للسلام والديقراطية